مقالات مختارة

لماذا تهاجمنا الصحافة الألمانية؟

أورال كاليجيرلار
1300x600
1300x600
كتب أورال كاليجيرلار: كيف يمكن لنا التعليق على قيام أكبر ست جرائد وصحف ألمانية ببدء صفحاتها الأولى بعنوان "أردوغان يهدّد ألمانيا"؟

هنا نقطة واضحة يجب ذكرها؛ وهي أن الإعلام الألماني، تماما كالإعلام الأمريكي، في السنوات الأخيرة، اعتاد أن يجعل تركيا نقطة فضول كبيرة لدى الرأي العام في داخله. وعلى الرغم من حدوث تطورات أقوى من ذلك في تركيا في السابق، فإنها لم تكن تُذكر إطلاقا. إذن ما هو المنطق الذي يقف وراء ارتفاع الفضول لدى الإعلام الألماني بخصوص تركيا؟

بحسب الإعلام الألماني؛ أردوغان يهدّد من؟ عند النظر للصحف والجرائد التركية، نرى أنه يُهدد أحزاب المعارضة في حال فشل الحكومة الائتلافية، ذلك أنه سيتم إجراء انتخابات مُبكرة.

ولكن إعلامنا لا يتحدث كذلك؛ فهل هناك أمر لاحظه الإعلام الألماني ولم يلاحظه إعلامنا الداخلي؟ بحسب ما نراه، فإن حزب العدالة والتنمية يبدو أنه لا يرغب أبدا بإجراء انتخابات مُبكّرة، والانطباعات الطاغية على طاولة التشاورات المتعلّقة بتقييم الوضع الحالي تبين أن حزب العدالة والتنمية لا ينوي إجراء انتخابات مُبكّرة البتة، ويبدو أن حزب العدالة والتنمية الآن في اتجاه التحالف مع حزب الشعب الجمهوري. يُقال إن "أحمد داود أوغلو" يريد التحالف مع حزب الشعب الجمهوري، ولكن هناك الكثير من الأعضاء في قيادة حزب العدالة والتنمية يرجحون التحالف مع حزب الحركة القومية.

وأريد أن أضيف معلومة عابرة؛ هي أنه حتى الآن لم يُعلِن أي زعيم حزب سياسي أن حزبه يرجّح إجراء انتخابات مُبكّرة سوى زعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي. وفي النهاية، أتساءل: لماذا تعتبر الانتخابات المُبكّرة تهديدا؟! ألن تخرج عنها نتائج تبين خيار الإرادة الشعبية من جديد؟

مستقبلو السيسي على بساط أحمر

هنا أسأل نفسي: ما هو هدف الإعلام الألماني والأمريكي من تلك الادعاءات؟ في إعلام هذه الدول هناك نظرية متعلّقة بتركيا منتشرة منذ عدة شهور وهي أن "هناك نظاما سياسيا بعيدا عن الحضارة والحداثة وجل همّه الحصول على القوة الاقتصادية والسياسية، تم تأسيسه في تركيا تحت قيادة رجب طيب أردوغان. وهذا النظام يدعم داعش ويحاول تأسيس محور سني قوي بقيادته في المنطقة".

حتى يمكن لنا أن نرى في بعض تعليقات قرّاء هذه الصحف أن هناك من يشبّه أردوغان بـ"هتلر"، فإن النقطة الساخرة في الأمر هي قيام أنظمة هذه الصحف باستقبال الأنظمة المعادية للديمقراطية، مثل نظام مصر الانقلابي ونظام إيران الدكتاتوري والنظام السوري القاتل، ألا ترى هذه الصحف هذا التناقض المعادي للديمقراطية التي تقوم به حكوماتهم؟

السيسي الذي استقبلوه على بساط أحمر قبل أسبوع، ألم يكن قاتلا وانقلابيا؟

النظام السياسي في تركيا نظام ناجح

هنا توجد حقيقة تؤكّد أن النظام السياسي في تركيا نظام ناجح؛ فالانتخابات قبل فترة تمّت وبنزاهة تامة، وفي تركيا يوجد نظام سياسي برلماني يعمل ضمن نظام نسبي يُطبّق في أغلب الدول الديمقراطية، وأردوغان رئيس دولة تم اختياره من قبل الشعب، وليس مالكا لتركيا ونظامها، حيث إن أردوغان سيتنحى عن منصب رئاسة الدولة فور انتهاء مدته الانتخابية. ولو حدثت انتخابات مُبكرة بأمر من أردوغان فإن هذا ليس تهديدا، بل هو إجراء دستوري يجب أن يُطبّق من قبل الرئيس.

أنتم.. اتركوا تركيا وانتبهوا لحكومتكم الداعمة لنظام الإجرام والقتل في مصر، اتركوا تركيا وانتبهوا لحكومتكم الداعمة للنظام القاتل في سوريا!!

(عن صحيفة "حريت" التركية، ترجمة وتحرير: تركيا بوست، خاص لعربي 21)
0
التعليقات (0)