حول العالم

جديد الطاقة البديلة في حلب: الأطباق اللاقطة وسيلة للطبخ

محاولة جديدة لتجاوز مشكلة الطاقة في حلب - عربي21
محاولة جديدة لتجاوز مشكلة الطاقة في حلب - عربي21
يسعى السوريون القاطنون في الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار، بشكل مستمر، لتوفير جزء ولو بسيط من الطاقة الضرورية التي غيبتها عنهم الحرب الدائرة في البلاد، من كهرباء وغاز منزلي ومشتقات المحروقات الأخرى. فمن تكرير النفط بوسائل بدائية، مرورا بالاستعاضة عن التيار الكهربائي بالمولدات الكهربائية، والإنارة بالبطاريات، واستخدام الحطب في الطهي والطبخ، وصولا إلى الابتكار الذي تحولت بموجبه الأطباق اللاقطة للبث التلفزيوني الفضائي إلى أوان للطبخ.

 يقول المهندس سامر بيلاني، صاحب فكرة إنتاج "الطباخ الشمسي": "لايحتاج الطباخ الشمسي، إلا إلى طبق مقعر معد لاستقبال الأقمار الصناعية، مع اختلاف التوظيف هنا، فنحن نستعمل الطبق الفضائي لاستقبال أشعة الشمس هنا، لا تلك القنوات الفضائية التي أصبحت الأخبار السورية أحد أهم وجباتها الإخبارية اليومية، ومن ثم نحتاج إلى ورق الألمونيوم لتغطية سطح الطبق، وذلك لعكس وتسليط أشعة الشمس، ومنصب حديدي بارتفاع معين لوضع القدر عليه".

ووفق بيلاني، فإنه وكلما زادت مساحة الطبق، تكون درجة الحرارة التي يعطيها الطباخ أكثر، وبهذا يمكن الاعتماد على الطباخ بشكل كلي لتأمين حاجات الأسرة اليومية، كما يقول.

ويتابع: "بدأت التجربة في ريف حلب الغربي، وهي تعمم على أغلب المناطق المحررة في مدينة حلب وريفها، وخصوصا في الوقت الراهن، لما تشهده المدينة من ارتفاع في أسعار الطاقة، علاوة على دخول شهر رمضان، الشهر الذي تزداد فيه الحاجة لاستخدام الغاز المنزلي".

وبحسب بيلاني، فإن التكلفة الإجمالية للطباخ البديل، لا تتجاوز 5000 ليرة سورية، وهو ما يشجع برأيه على انتشار الطباخ الشمسي، لا سيما أن فصل الصيف لا زال في بداياته، وهو من بين أطول الفصول التي تتعاقب على سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموما.

ويأمل بيلاني، الذي يعمل على عدة مشاريع مرافقة أخرى متخصصة في مجال الطاقة البديلة، ومن ضمنها توليد غاز الهيدروجين من الماء وتوليد الطاقة الكهربائية الحركية، أن يسهم في مساعدة الأهالي عبر المشاريع التي يعمل بها، للتخفيف من وطأة معاناتهم.

ويختم بيلاني مشددا على استعداده للتعاون مع أصحاب الاختصاص والمهتمين، من كل أبناء المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، لتعميم التجربة.

من جهة أخرى، يقلل مراقبون من جدوى أغلب الابتكارات البديلة، معتبرين أن فعالية هذه البدائل محدودة، وخصوصا عند الحديث عن تكاليفها المرتفعة مقارنة بالأداء المنخفض لأغلب تلك الابتكارات.

وهذا ماعبر عنه المهندس الميكانيكي عبد الرحمن عارف بالقول: "إن شأن الطاقة البديلة والمتجددة لا زال على المحك في الدول المتقدمة، فكيف بسوريا التي تتعرض لحملة تدمير منظمة، وهجرة للكثير من أدمغتها إلى خارج البلاد".

لكن عارف، خلال حديث لـ"عربي21"، رأى أن هذه الإسهامات على محدودية نفعها، تبقى خيرا من الاستسلام والتباكي، مؤكدا ضرورة تبني هذه المشاريع من جهات قادرة على التمويل، للعمل على تطوير المشاريع التي تعنى بالطاقة البديلة.

التعليقات (1)
ابورفعت
الخميس، 18-06-2015 07:32 م
الله يقويك المهندس سامر بيلاني وبارك الله في جهودك