سياسة عربية

حي القدم في دمشق بين سندان داعش ومطرقة النظام السوري

يتعرض لحصار شديد من قبل النظام - أرشيفية
يتعرض لحصار شديد من قبل النظام - أرشيفية
حاول أهالي حي القدم في دمشق، الذي يسيطر عليه الثوار، عقد هدنة لم تكتمل مع قوات النظام السوري. فهذا الحي الذي يقع جنوب دمشق، انخرط سكانه في الحراك الثوري منذ بداية الانتفاضة في سوريا، لكن جلهم هجره منذ ثلاث سنوات.

دخول تنظيم الدولة لمخيم اليرموك وسيطرته على الجهة الشرقية لحي القدم، جعل الحي بين سندان تنظيم الدولة ومطرقة النظام.
 
بعد أن اشتد الحصار على المنطقة الجنوبية منذ أكثر من عام ونصف لجأت بعض المدن فيها مثل يلدا، وببيلا، وبيت سحم إلى عقد هدنات مع النظام ليبقى حي القدم وحيدا في مواجهة النظام في المنطقة.

 وفي تصريح لصحيفة "عربي 21" قال الناشط أعضاء المجلس المحلي لحي القدم أبو أحمد: "شروط الهدنة كانت خاضعة لمصالح الطرفين النظام والثوار، وبنودها هي وقف الاعتقالات، وإعادة تشغيل للمجمع الصناعي القديم، وفتح الطريق أمام المدنيين والسيارات، وإعادة الأهالي مع تفعيل كافة الخدمات، بالإضافة إلى وقف كافة العمليات العسكرية على جبهات الحي، ووقف لإطلاق الرصاص".

وتابع أبو أحمد حديثه بالقول: "استمرت المفاوضات لعدة شهور لم تتوقف الاعتقالات وقتها، وشهد الحي دخول وخروج على عدة مرات لمئات العائلات دون سن الشباب ما بين 15-40 سنة إلى منطقة المادنية بأوقات مختلفة، مع إدخال ما يحمل من المواد الغذائية".

 وأضاف أن اللجنة المسؤولة عن التفاوض تدخل بين الحين والآخر مواد غذائية وبعض المستلزمات، "وتخلل ذلك العديد من الخروقات والأحداث في المنطقة راح ضحيتها العديد بين القتلى والجرحى ولكن لم تتم الهدنة حتى اليوم".

 بعد سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك وتغير خريطة توزع القوى في المنطقة الجنوبية تم فصل حي القدم عن الأحياء المهادنة مثل ببيلا، وبيت سحم ليتعرض الحي لحصار جديد من قبل التنظيم.
وقال أبو أحمد: "تفرض حواجز التنظيم وجبهة النصرة صعوبات كبيرة في التنقل بين الأحياء المهادنة في جنوب دمشق، وحي القدم في سبيل اعتقال عناصر الفصائل المعادية لها في المنطقة، ومنعهم من الحركة، وتأمين الإمداد وخاصة للعناصر التابعين للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وجيش الإسلام، أو الهيئة الشرعية في جنوب دمشق، مما شل الحركة بين المنطقتين حيث أن فصيل الاتحاد الإسلامي له وجود كبير في حي القدم، وتتم الحركة بالنسبة للناشطين وعناصر الفصائل عن طريق التخفي مع التعرض لخطر الاعتقال وهذا ما يذكرنا بأيام التنقل على حواجز النظام".
 
واستطرد المتحدث قائلا: "يزيد النظام ضغوطه في سبيل اخضاع الثوار بعد حصارهم من قبل تنظيم الدولة أيضا، فمنذ 25 يوم لم يدخل شيء إلى المنطقة من قبل النظام، وقبل ذلك دخلت عدة دفعات من الأغذية ولكنها لا تسد حاجة المنطقة، وهي مواد غير قابلة للتخزين كالخضار وماشابه، والوعود بفتح طريق ميسر إلى المنطقة ما زالت وعودا ولم ينفذ منها شيء حتى الآن؛ لتعاني المنطقة من حصار مضاعف بين المطرقة والسندان".
التعليقات (1)
ابوبشير
الجمعة، 12-06-2015 12:39 م
اللهم فرج عن أهلنا. ...مالناغيرك ياالله