طب وصحة

الليشمانيا تنتشر في مدينة حماة بسبب إهمال النظام السوري

تنقل هذه الحشرة مرض الليشمانيا - أرشيفية
تنقل هذه الحشرة مرض الليشمانيا - أرشيفية
تعاني أغلب المدن السورية التي يسيطر عليها النظام من الأوضاع المعيشية والصحية السيئة، وخصوصا المدن التي تعاني من كثافة السكان بسبب النزوح الداخلي، مثل مدينة حماة التي تشهد أزمة سكانية ومعيشية ضخمة في ظل تقصير الحكومة بتأمين الخدمات اللازمة للمواطنين.

وانتشرت في مدينة حماة أمراض عديدة في الأشهر المنصرمة، ابتداء من الداء الذي ظنه السكان انفلونزا الخنازير وأودى بحياة الكثيرين من الناس، إلى مرض الليشمانيا الذي بدأ ينتشر في الأيام القليلة الماضية مع بداية الصيف وإهمال بلدية المدينة تعقيم الأجواء، وحملات إبادة الحشرات. فقد كانت حكومة النظام تكافح المرض، لكنها توقفت عن ذلك مع بداية الثورة.

والمرض تسببه ذبابة الرمل، حيث بدأ المرض بالانتشار بشكل كبير بسبب عدم مكافحة الحشرات والقوارض، وكثرة الوافدين إلى المدينة من مختلف المدن السورية، حيث يحمل بعضهم معهم أمراضا جديدة لم تكن موجودة فيها.
 
ويعزو ناشطون انتشار المرض إلى أسباب إضافية، مثل عدم تعامل البلدية مع النفايات بالشكل الصحيح، وإهمالها مما يحولها إلى بؤرة تجذب الحشرات التي تنقل المرض، إضافة إلى عدم العناية بالصرف الصحي.

ويقول الناشط زياد الحموي وهو طالب في كلية الطب البيطري من حي القصور، إن المرض انتشر في الأحياء الشرقية للمدينة بشكل خاص، مثل حي المزارب، وحي الصواعق، وحي القصور، وحي الأربعين، بسبب عدم عناية البلدية بمسالخ اللحوم الموجودة في تلك المنطقة، ما خلق بيئة مناسبة لتكاثر الحشرة كونها تتغذى على المواد العضوية، مثل فضلات المسالخ التي تبقى مرمية في الشوارع لفترات طويلة، فتتفسخ دون أن تتم إزالتها. بالإضافة لذلك لم تعمل المستوصفات والمراكز الطبية الموجودة في المنطقة بشكل صحيح على معالجة الحالات بسبب كثرتها وعدم استيعابها.

ويضيف الحموي أن البلدية قامت بمكافحة المرض في وقت مبكر جدا من العام خلال الشتاء، وهو ما لم ينفع بسبب كون الحشرة تنتشر في موسم الصيف، لكنها تنبهت إلى ذلك لتبدأ بمكافحته الآن بعد فوات الأوان، حسب تعبيره.

وسجل المرض 7 آلاف إصابة داخل مدينة حماة وحدها في العام الماضي. وهذا فقط ما تم إحصاؤه، حسب ما أفاد لـ "عربي 21" موظف في مديرية الصحة رفض الكشف عن اسمه، ويضيف المصدر: "عدد الإصابات الحقيقي في العام الماضي يفوق 10 آلاف إصابة، وهو ما يسمى وفق المصطلحات الطبية بالوباء. ومن المتوقع أن يصل عدد الإصابات هذا العام إلى الرقم نفسه إذا لم يكن أكثر من ذلك بسبب إهمال الجهات المعنية بمكافحته والحد من انتشاره" حسب قوله.

 ومن النصائح التي قدمها لتفادي الإصابة بالمرض، ارتداء الألبسة التي تغطي كامل الجسم، والأحذية الطويلة، لتجنب لسعة الحشرة، ورش المبيدات الحشرية التي تقضي على ذبابة الرمل في البيوت، واستخدام الكريمات الطاردة للحشرة بشكل متواصل طيلة الصيف، كما نوه إلى أن الحشرة لا يمكن مكافحتها بأجهزة طرد الحشرات، والحل البديل هو رائحة البخور التي تنفرها من المكان.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم