قضايا وآراء

رسالتي الأخيرة لـ"عنتيل مصـر"

عبد الشافي مقلد
1300x600
1300x600
"عنتيل" كلمة أُطلقت بعد حركة 30 يونيو عقب اكتشاف فضائح لأشخاص يقومون بممارسة علاقات جنسية بضراوة، وتصوير أنفسهم أثناء ممارستهم لهذه العلاقة، في إشارة لهم بهذا المصطلح من كثرة الساقطات التي مارسوا معها الجنس، ما يدل على القوة الجنسية والفحولة العالية.. أمثلة "عناتيل الغربية والبحيرة".

و"عنتيل" كلمة قبطية تعني القوة، كان القدماء المصريين يستخدمونها في إشارة منهم لصلابة وقوة رجالهم.. وهنا أستخدمها للدلالة على قوة الشخص وفحولته ومدى سيطرته في منصبه وقبضته عليه أيا كان.. ونذكر كأمثلة على ذلك قائد الجيش "عنتيل الجيش".. مدير المخابرات "عنتيل المخابرات".. وزير الخارجية "عنتيل الخارجية".. وقس على ذلك في جميع مناحي الدولة.. 

والعنتيل المحدد الذي أقصده في مقالي هذا هو "عنتيل الاتحادية" أي رئيس الدولة، وتجدر الإشارة إلى أنه ليس أي رئيس يطلق عليه هذا المصطلح إلا إذا كان يمتلك الصفات التي سبقت الإشارة إليها، فمثلاً الرئيس المعزول لا يُطلق عليه عنتيل؛ لأنه فاقد للصفات المذكورة وباختصار كان "صبي عنتيل".

منذ ثورة 25 يناير، تناوب على مصر حكام ضعاف فاقدين للخبرة والشخصية، ما أتاح للمعارضة التي كانت تستمد من الثورة قوتها إزاحتهم وكنس حاشيتهم وبطانتهم الفاسدة، إلى أن جاء الشديد القوي "واثق الخطوة يمشي ملكاً".. مُحكم القبضة والمسيطر.. الذي حولته كل هذه الصفات ليصبح "عنتيلاً"، ما جعل المعارضة الحالية في وضع الزوجة الأولى مكسورة الجناح المغلوبة على أمرها.. 

والغريب أن مصر يحكمها عنتيل، ولكن حالها وكأن من يحكمها "صبي عنتيل".. أوضاع مأساوية من انفلات أمني وانهيار اقتصادي قاب قوسين أو أدنى من أن يحولنا إلى بوركينا فاسو، وتردٍ أخلاقي وغياب تام لمفاهيم الحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية في ظل الكوسة والمحسوبية والفقر المدقع والجهل والأمية والبطالة والعنوسة، وانهيار تام لجميع مؤسسات الدولة.. 

أضف إلى ذلك إطلاق سراح قتلة الثوار ومصاصي دماء الشعب على مدار عقود مضت.. خروج آمن لهم، وكأنهم يخرجونهم ليستكملوا سعيهم في الأرض فسادا.. هذا هو حال مصر الآن ويحكمها "عنتيل"!.. ولذلك أوجه له رسالتي هذه، قبل تركي للسياسة إلى أجل غير مُسمى:

"يا ساكن الاتحادية.. أنت عنتيل.. أنت قوي شديد.. الشعب منحك الشرعية، وانصاغ لها العالم رغم أنفه.. فأعطى له الشرعية في الحياة الكريمة الآمنة.. أردد له حقوقه السليبة. اقتص ممن قتلوا زويه.. دع العيش والحرية والعدالة الاجتماعية تأخذ مجراها.. انتصر لهم بالحق وللحق يرحمك الله".
التعليقات (0)