بورتريه

بورتريه: أحمد صالح.. عن الأب والابن وأحلام اليقظة الضائعة

احمد  علي عبد الله صالح بورتريه عربي21
احمد علي عبد الله صالح بورتريه عربي21
لا تزال عينه على كرسي والده، ولا يزال يحتفظ بنفوذ غير محدود في صفوف قوات الجيش التي يريد أن يعود إلى كرسي الرئاسة عبر بوابتها.

لم ينس له السعوديون رده على دعوة الرياض بعدم التواطؤ مع الحوثيين في اليمن، فقد قال لهم بصفاقة: "إذا لم يكن والدي الرئيس، فأنا البديل، وإلا سلمنا اليمن لإيران عبر الحوثيين".

وكشفت وثيقة ويكيليكس أن مراكز استخباراتية دولية أكدت أنه كان يجري تهيئته ليكون الرئيس القادم خلفا لوالده.

يوصف بأنه شخصية ضعيفة تفتقد للكاريزما وغير جاهز بعد لتسلم السلطة، ناهيك عن تذمر قيادات في الجيش من طرح اسمه كوريث.

هو أكبر أولاد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.. 

ولد أحمد علي عبد الله صالح، الشغوف بالحياة العسكرية، عام 1972 في صنعاء، وفيها درس مراحل التعليم النظامي، ثم حصل على بكالوريوس في علوم الإدارة من جامعة أمريكية، وحصل على الماجستير من الأردن، واستفاد من العديد من الدورات والتكوينات العسكرية، خصوصا في الأردن، حيث تلقى أغلب تدريبه العسكري.

ترقى سريعا في الرتب والسلك العسكري بوصفه ابن الرئيس حتى وصل إلى رتبة عميد ركن، وترشح عام 1997 لانتخابات مجلس النواب اليمني عن الدائرة الحادية عشرة (مديرية الوحدة)، وفاز فيها كما كان متوقعا.

كان قائد الحرس الجمهوري اليمني في الفترة ما بين عامي 2004 و2012 حتى إلغاء الحرس الجمهوري من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، ودمجت وحداته في تشكيلات الجيش المختلفة، في محاولة لإنهاء سيطرة أقارب علي صالح على الجيش.

تعرض لمحاولة اغتيال عام 2004، على يد الضابط علي المراني الذي أطلق عليه ثماني رصاصات، ما أسفر عن إصابته ونقله إلى مستشفى الحسين في عمّان لتلقي العلاج، لكن الحكومة اليمنية نفت صحة تلك الحادثة.

منذ سنوات، يدور جدل بشأن تحضيره من قبل والده المخلوع علي عبد الله صالح لخلافته في الحكم، وهو ما أثار الكثير من اللغط وأشعل ثورة الشباب اليمنية المناوئة لحكم عائلة صالح في اليمن مطلع عام 2011.

وعلى الرغم من أنه لم يعد هناك حرس جمهوري ليقوده، فهو لا يزال جزءا من الجيش، ولكن غير واضح أين وما هو منصبه بالضبط.

واستمرارا لقرار هيكلة الجيش اليمني، استبعد من أي منصب عسكري في نيسان/ أبريل عام 2013، وعين سفيرا لليمن لدى الإمارات.

وما لبث أن أقاله الرئيس هادي من منصبه سفيرا في الإمارات، في أعقاب عملية "عاصفة الحزم" التي شنها التحالف ضد الحوثيين والقوات اليمنية الموالية لوالده المخلوع، في آذار/ مارس الماضي.

أثار تعيينه في منصب سفير ردود فعل رافضة محلية ودولية، فقد ربطت "هيومن رايتس ووتش" بين أحمد علي عبدالله صالح، وانتهاكات حقوق الإنسان في ثورة الشباب اليمني، واعتبرت أن من شأن هذا التعيين أن يمنحه حصانة دبلوماسية تعيق محاكمته. 

المنظمة الدولية وثقت أدلة على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تورطت فيها القوات الخاضعة لقيادته، بما في ذلك الاعتداءات على المتظاهرين والاعتقال التعسفي والتعذيب وأعمال الاختفاء القسري، ووثقت نحو 37 حالة احتجزت خلالها قوات الأمن – بما في ذلك الحرس الجمهوري - أشخاصا لأيام أو أسابيع أو شهور من دون اتهام، تعرضوا خلالها للتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك الضرب والصعق بالكهرباء والتهديدات بالقتل أو الاغتصاب ووضعهم في الحجز الانفرادي لأسابيع أو شهور.

هذه الاتهامات له ودفعه (مع والده) اليمن إلى هاوية الحرب الأهلية، لم تقتل لديه الطموح الشخصي بأن يكون رئيسا لبلاده، وبدأت تظهر في السنوات الأخيرة دعوات تطالب بترشيحه للحكم خليفة لوالده، ومنها مبادرة "أحمد من أجل اليمن" التي أطلقها أحد رجالات السلطة.. ويعتقد أن هدف هذه المبادرات هو جس نبض اليمنيين ومعرفة مدى تقبلهم للفكرة، وذلك رغم نفي الوالد أكثر من مرة سعيه لتوريث السلطة لنجله الأكبر.

تسبب في خلاف بين الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية، بسبب إبلاغ أبوظبي له بعملية "عاصفة الحزم" قبل قصف صنعاء بساعة. وزاد الخلاف مع طرح أبو ظبي لرؤية تقول بضرورة الحفاظ على صالح وبقائه ضمن أي مبادرة للحل. وكشف أن تسريب الإمارات لموعد العملية العسكرية أنقذ صالح من الموت، إذ إنه غادر منزله قبل القصف إلى أماكن آمنة في العاصمة صنعاء.

الإمارات تدفع باتجاه تقديم الابن صالح كـ"منقذ لليمن"، على غرار ما فعلته مع الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر، مستهدفةً بذلك الحد من نفوذ الإسلاميين، من خلال إعادة الحكم إلى حضن العسكر من جديد.

لكن هذه الأمنية تبدو بعيدة عن الواقع، وفكرة خيالية، فصالح الابن أدرج من قبل وزارة الخزانة الأمريكية على القائمة السوداء وجمدت أي أرصدة يمكن أن تكون له في الولايات المتحدة وحظرت على الأمريكيين التعامل معه.

ويذكر أن مجلس الأمن الدولي هو الآخر، وبموجب القرار رقم 2216، أدرج اسمه على القوائم السوداء.

والرجل، مثل والده، ذهب بعيدا في عدائه للسعودية، الجارة والشقيقة الكبرى لليمن، فقد ساهمت قواته بقصف مدن سعودية، كما أنه توعد بأنه سيري السعودية "النجوم في عز الظهر"، على حد زعمه.

وتبدو مبادرته بأن يكون هو الحل للأزمة اليمنية، وكأنها أحلام يقظة أو كبقعة سراب يحسبها الظمآن ماء.
التعليقات (0)