قضايا وآراء

أبو تريكة الرائد الذي لم يخذل أهله

حسن عثمان
1300x600
1300x600
لا ينال العدو من عدوه ما ينال الأحمق من نفسه، ولو سخّر أنصار الشرعية الموالون للرئيس محمد مرسي مئات الفضائيات لينالوا من نظام الانقلاب، ما نالوا منه ما ينال من نفسه.

"نحن من نأتي بالأموال، لتبقى في أيدينا، وليس في قلوبنا، تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه، لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها".

هذه ليست كلمات هلفوت من الهلافيت المهووسين بالنجومية والشهرة والمال، الذين ذهبوا إلى لندن ليحصلوا منها على دكتوراه في الشريعة اللندنية، ليعلموها للناس على أنها الشريعة الربانية، التي نزلت على خير البرية، وذلك ليقدموا أنفسهم إلى العالم رموزا  للوسطية، حتى يرضى عنهم آية الله جون كيري وحلفاؤه، بعدما بصق عليهم الملايين الذين خُدعوا في وسامتهم ودموعهم وبكائهم الذي يتقنه الكثيرون والكثيرات ممن يعتلون خشب المسارح.

إنما هذه كلمات إنسان نحسبه على ما نقول، ولا نزكيه ولا نزكي على الله أحدا.
إنها كلمات اللاعب الذي أسعد الشعوب والملاعب "أبوتريكة" بعد قرار التحفظ على أمواله.

أبوتريكة ليس نصاباً؛ ولا نكرة في قومه أراد أن يتحول إلى علم من الأعلام فأطلق لحية وحفر زبيبة وتصدر فضائية، يحدث الناس فيها بما تم الاتفاق عليه في مقرات الأجهزة الأمنية.

أبوتريكة لم يقف خلف قضبان يحاكم في قضايا مخلة بالشرف، من اختلاس ورشوة واستغلال للنفوذ وتلاعب بالبورصة واستيلاء على المال العام.

أبوتريكة لم يلهث إلى الطغاة ليكرموه، بل كان الطغاة يكرمون أنفسهم بتكريمه، ويقتربون منه وينأى عنهم، ويعظمونه ويحتقرهم، لأن "أبوتريكة" إنسان بلغ من الإنسانية ما لا يستوعبه الطغاة الذين لا يقودون الشعوب إلا بتجريدها من إنسانيتها، وقد فشلوا مع أمثال"أبوتريكة".

أبوتريكة رفع غزة على قلبه، ورفع اسمها ومأساتها ليشهد العالم على عمالة وظلم المحاصرين لغزة، أبوتريكة العطوف شرّف الملاعب، وأبهر العالم بتعاطفه مع غزة وشعاره:تعاطفاً مع غزة.

أبوتريكة في القلوب؛ لأنه صانع البسمة، وباعث الأمل، ومحب الخير، وناشر للفضيلة، وما حاز كل ذلك إلا بحبه محمداً صلى الله عليه وسلم.

أبوتريكة يمسك بالمصحف في أشرف أوقاته وأبرز رحلاته وفي قمة سلطانه، وليس خلف القضبان وهو يحاكم على ما سرق من أموال الشعب، وأكل من أموال اليتامى والأرامل، وعيونهم تقول له وهو يمسك بالمصحف خلف القضبان: آلآن وقد حُبست وأصبحت من المجرمين! فاليوم عرفت إلى المصحف طريقاً وإلى الصلاة سبيلا!  

جددوا الشكر للطواغيت؛ فأنتم مدينون بالشكر لكل من يوقظ فيكم الروح النبيلة، ويذكركم بعرفان الفضل لأهله، ولولا قرار الإساءة إلى "أبوتريكة" لما وجدنا في وقتنا متسعاً لنحيي شمائل وخصال "أبوتريكة"، الذي يصر على أن يعلّم الناس الإسلام بأخلاقه وفعاله دون أن يتاجر بمواقفه وعظيم أعماله.

شكرا للطغاة الذين أراحونا قليلاً من ساحة فاطمة يوسف وياسمين النرش،  وأخذونا إلى واحة وارفة جميلة، اسمها ورمزها محمد أبوتريكة.
التعليقات (0)