مقالات مختارة

صندوق الشعب

هلال كابلان
1300x600
1300x600
كتب هلال كابلان: في الانتخابات التشريعية عام 2002، تربّع حزبُ العدالة والتنمية على سدّة الحكم في تركيا. بعد خوضه للانتخابات التي وصل عددُ المشاركين فيها إلى 79.13 بالمئة. وفي صيف 2007 وصل عددُ المشاركين في التصويت الشعبي إلى 84.24 بالمئة، وذلك بعد العاصفة السياسية التي أنتجتها رئاسةُ الأركان التركية.. إذ إنها نشرت على موقعها الرسمي مذكّرةً واحتجاجاً على سياسة العدالة والتنمية. وعدّ المحللون ذلك بمثابة انقلابٍ على حكومة العدالة والتنمية آنذاك. أما في عام 2011 وصل عددُ المشاركين في الانتخابات إلى 87.16 بالمئة، إلى أن وصلنا إلى ذروة الـ10 سنوات الأخيرة للمشاركة الشعبية، وذلك في الانتخابات المحلية آذار/ مارس المنصرم حيث كانت 89.15 بالمئة.

لكن تلك النسبة المئوية لم تكن بالمستوى المطلوب في آب/ أغسطس الماضي، حيث كان أوّلُ انتخابٍ شعبيّ لرئيس الجمهورية في تاريخ الجمهورية التركية، والذي نجح فيه رئيسُ الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان، ووصل عددُ المشاركين في الانتخابات إلى 74.6 بالمئة. وبحسب "منظمة معايير الصحافة المستقلة" (IPSOS)، فقد وصل عددُ المشاركين من أنصار حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى 87 بالمئة، وعددُ أنصار حزب الشعب الجمهوري إلى 79 بالمئة، وعددُ أنصار حزب العدالة والتنمية إلى 73 بالمئة، وعددُ أنصار حزب الحركة القومي إلى 72 بالمئة في انتخابات رئيس الجمهورية. وتلك النسبة المئوية تكون أقلّ نسبة مشاركة من أنصار العدالة والتنمية على مدى 10 سنوات.

وفي ظلّ الانتخابات القادمة في 7 حزيران/ يونيو، هذا الصيف حيث ستحلّ العطلةُ الصيفية للتلاميذ والمعلمين وغيرهم، هل سنشاهد مشاركةً أقل في الانتخابات أم أكثر؟ هذا السؤال مطروحٌ لكلّ أنصار حزب العدالة والتنمية، وكذلك للمعارضة.

من الواضح أن حزب العدالة والتنمية منذ نجاحه بأوّل انتخابات يخوضها وإلى الآن وهو يزيدُ من عددِ ناخبيه في الانتخابات المحلية والتشريعية. ولم يشهد التاريخ حزباً تولى حكم البلاد كالعدالة والتنمية منذ تأسيس الجمهورية التركية. لكن على العدالة والتنمية أن يأخذ اعتباراً لعدّة عقبات، منها الضجر أو التململ لدى شريحة من الشعب لتولّيه سدة الحكم أكثر من 13 عاماً، ما يجعل الشعب ينتخب حزباً آخر فقط لمجرد التغيير. يا ترى هل يستفيد حزب العدالة والتنمية من طرحه لمشروعه الجديد، مشروع تعديل الدستور والانتقال إلى النظام الرئاسي؟ هل سيستفيد من الإحصائيات الرسمية التي تشير إلى اصلاحاتٍ كبيرة وارتفاع مستوى استقرار البلاد منذ توليه الحكم؟ هل يتوجّه الشعب إلى صندوق الاقتراع وانتخاب حزب العدالة والتنمية لمجرد معرفته بأنه ناجحٌ لا محالة بسبب شعبيتّه الكبيرة؟ على العدالة والتنمية الاستفسار عن تلك التساؤلات.

وبعد أن طاف رئيسُ حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء أحمد داود أغلو، عدّة ولاياتٍ في ظلّ حملاته الانتخابية التي دعا الشعب لانتخاب حزبه فيها، وكانت نسبة المشاركة في الحملات مُرضِيةً بالنسبة له، فإنه لا تزال لديه مرحلةٌ صعبةٌ وشاقة، إذ إنه سيطوف في 70 ولايةٍ أخرى أيضاً. ونحن مُقدِمون على الأشهر الفضيلة، وربما ستكون لخطابات داود أغلو رمزية خاصة.. سيما أن بداية حملاته الانتخابية كانت موفّقة، حيث طرح عدّة أسئلة على المعارضة أحرجتها، وقد وعد ناخبيه في تركيا بمستوى رفاهية أكثر.

(خاص لصحيفة عربي21 - ترجمة وتحرير: تركيا بوست)
التعليقات (0)