مقالات مختارة

نهاية مبعوث دولي

عبدالعزيز السويد
1300x600
1300x600
لا يعني وجود اسم عربي في واجهة العمل السياسي الدولي حضور همّ عربي أو مصلحة عربية، بل إن هذا الوجود إذا حصل قد يكون مدعاة للشك والريبة.

المحافل الدولية تنتقي مثلها مثل الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين، هناك فرز وشروط للاختيار والترقية، وحين يكون الاسم عربياً للفصل في قضية عربية معقدة لا شك أنه يعطي انطباعاً إيجابياً لدى الرأي العام العربي، وهذا وحده قد يكون هو المقصود لتمرير المراد.

في لقاء جمال بن عمر مع صحيفة «وول ستريت جورنال» قال «إن الوصول إلى اتفاق سياسي كان وشيكاً قبل بدء الغارات السعودية مما ساهم في تصلب مواقف الأطراف المتنازعة».

وهذا كذب صريح خصوصاً والمشهد لا يزال حياً والطائرات الحربية التي استولى عليها الحوثي تقصف قصر الرئاسة في عدن، وقبلها احتجاز الرئيس الشرعي ومعاونيه بعد قتل حراس له وبعض أقاربه، وهذه مع احتلال صنعاء وتفجير مساجد ومدارس ومنازل ليست سوى ذروة الطمع والغرور الحوثي.

كيف يمكن الحديث عن «قرب توصل» في ظل مثل هذا الاكتساح الخطير من قبل الحوثي وحليفه علي صالح؟

جمال بن عمر أراد القول إنه لم يفشل، كان يدافع عن شخصه ومستقبله الوظيفي، وهو حقق الفشل الكامل، ساهم ابن عمر بإطالة أمد معاناة اليمنيين وفتح الأبواب في كل مرحلة لمزيد من تغول الحوثي وحلفائه، كان أشبه بدلال، وسيط مبايعة لا علاقة له بالعدل والحقوق وتطلعات 97 في المئة من اليمنيين، اللافت أن ابن عمر لم يأتِ على ذكر التدخلات الإيرانية لا من قريب ولا من بعيد، ولا يصح الصمت على تصريحاته التي كشفت عن مدى أنانيته وحبه لشخصه ومستقبله الوظيفي «الدولي» بعيداً عن أمانة حمّل إياها، كان بإمكان ابن عمر وهو ممثل الأمم المتحدة أن ينهي معاناة اليمنيين مبكراً يستقيل ويعلن المسؤولية على الطرف الباغي في وقتها، لكنه فضل الوظيفة على مصلحة اليمنيين.



(نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية)
التعليقات (1)
محمد عبد العزيز رزق
الأربعاء، 29-04-2015 05:11 م
ياسيدى نحن العرب نعرف كل المندوبين للأمم المتحده حتى عندما كان امينها عربى.هم مع الغرب قلبا"وقالبا"ومنفذين لما يطلبه الغرب لكى يكون بطعم عربى ..الغرب يتشدق بأحترامه ?قضاء ويرفض الاعتراف بحكم المحكمه الدستوريه فى ليبيا ...العيب ليس فيهم العيب فى قبادات العرب وعدم احترام القيادات لشعوبها