سياسة عربية

لوبان: الجيش اللبناني متهم بالتواطؤ مع حزب الله

جبهة النصرة و تنظيم الدولة يفيدهما السخط على الجيش لزيادة شعبيتهما - أرشيفية
جبهة النصرة و تنظيم الدولة يفيدهما السخط على الجيش لزيادة شعبيتهما - أرشيفية
نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية تقريرا حول نظرة الرأي العام السني في لبنان للتعاون الوثيق بين الجيش وعناصر حزب الله على الحدود مع سوريا، لصد هجمات التنظيمات المسلحة التي تريد نقل المعارك للأراضي اللبنانية، ورد فيه أن أغلب سكان الأحياء السنية ينظرون لهذا التعاون بين الجيش والميليشيات الشيعية بعين الريبة والقلق.

ونقلت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، آراء سكان بلدة مشحة السنية، التابعة لقضاء عكار بالشمال اللبناني، الذين يتهمون الجيش بالخيانة. حيث عبر كثيرون منهم، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، عن مساندتهم لقرار عبد الله شحادة بالانشقاق عن الجيش اللبناني، وهو جندي أصيل هذه البلدة كان قد أعلن في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 انضمامه لجبهة النصرة التي تخوض معارك في سوريا، ونشر تسجيلا مصورا يدعو فيه أبو محمد الجولاني، زعيم التنظيم، للقدوم للبنان "لمهاجمة حزب الله والجيش المتحالف معه".

وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن زكرياء الزعبي، عمدة بلدة مسحة، تأكيده وجود أكثر من ألف شخص من أبناء بلدة مسحة يخدمون في صفوف الجيش وقوات الأمن، و وصفه لقضاء عكار بأنه أهم خزان لتزويد الجيش بالرجال، حيث إن أغلب سكان البلدة يحبون الجيش.

ولاحظت الصحيفة أن الجيش يتمتع بسمعة طيبة في لبنان، كما أن حالات الإنشقاق تعد نادرة ولا تتجاوز عشرة عناصر، ولكنها اعتبرتها -على قلتها- انعكاسا لحالة عدم الرضا التي يشعر بها الكثيرون من أبناء الطائفة السنية؛ حيث إن الصراع في سوريا أحيا التوترات الطائفية التي لم تكد تهدأ منذ اغتيال رفيق الحريري في سنة 2005، لأن السنة يعارضون نظام بشار الأسد، بينما يساند أغلب الشيعة حزب الله الذي يتحالف مع النظام السوري.

ورأت الصحيفة أنه في خضم هذا السياق الداخلي والإقليمي المتوتر، أصبح التنسيق الأمني بين الجيش وعناصر حزب الله ضد المجموعات المسلحة القادمة من سوريا محل انتقاد من قبل المجتمع السني، كما أن الجيش أصبح متهما بالتبعية لحزب الله.

ونقلت في هذا السياق اتهامات أحد سكان باب التبانة، الحي الشعبي السني في طرابلس التي تعد ثاني أكبر مدينة لبنانية، الذي يرى أن "الجيش لا يمنع عناصر حزب الله من عبور الحدود للذهاب لسوريا، بينما يمنع أبناء الطائفة السنية الراغبين في الالتحاق بالمعارضة السورية المسلحة".

وقالت الصحيفة إن جبهة النصرة، على غرار تنظيم الدولة، تستفيد من هذا السخط لزيادة شعبيتها، وخاصة في طرابلس التي تكسب فيها هذه التنظيمات المزيد من الأنصار، لأنهم "يرون في تنظيم الدولة وسيلة لمحاربة الجيش اللبناني وتنظيم حزب الله".

كما رأت الصحيفة أن الخطة الأمنية التي تم وضعها في طرابلس في نيسان/ أبريل 2014 أججت مشاعر النقمة والغضب في الأحياء السنية الفقيرة ضد الجيش، بسبب قيامه -حسب تعبير السكان- "باقتحام المنازل في منتصف الليل، وانتهاك خصوصية العائلات". بالإضافة إلى احتجاز السكان الذين اشتبكوا مع سكان جبل محسن المجاور، الحي العلوي المساند لبشار الأسد، ما أدى لصب المزيد من الزيت على النار، خاصة أن أغلبهم يقبعون منذ أكثر من سنة في السجن دون محاكمة.

وأشارت في المقابل إلى أن الهدوء عاد ليسود باب التبانة، رغم أن العمليات التي قام بها الجيش، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ضد مناطق تمركز المقاتلين الموالين لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة، لا تزال حاضرة في أذهان سكان الحي، بسبب ما اتسمت به من عنف، حيث أدت لمقتل خمسة عشر شخصا.

ونقلت في هذا السياق رأي إحدى النساء التي تعرض منزلها لأضرار خلال المواجهات، حيث عبرت عن سخطها، وحملت الجيش المسؤولية؛ لأنه -حسب رأيها- "يضايق المدنيين تحت ذريعة البحث عن المسلحين".

وقالت الصحيفة إن هذا الغضب زادت حدته بسبب موقف مفاجئ من الجيش، حيث إنه امتنع عن القبض على المسلحين بعد انتهاء المواجهات، كما أن القياديين شادي المولوي وأبو عمر منصور غادرا الحي رغم الحصار المشدد، ما خلق شعورا لدى السكان بأن كل ما حدث كان مجرد تصفية حسابات سياسية.

وهو ما جعل سكان الأحياء الشعبية السنية يشعرون بأنهم تم التلاعب بهم، والتخلي عنهم من قبل الحكومة والقيادات السنية اللبنانية.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الحوار الذي تم إطلاقه بين تيار المستقبل (السني) وحزب الله (الشيعي) يمكن أن يقود إلى تخفيف حدة التوتر، بالإضافة إلى وجود خطة أمنية سيتم تنفيذها في معاقل حزب الله في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ما سيعطي انطباعا لدى  الرأي العام بوقوف الجيش على المسافة ذاتها من الجانبين.
التعليقات (0)