سياسة دولية

سوري يكتب رسالة وداعية "مؤثرة" قبل غرقه في المتوسط

تزايد بشكل مضطرد الشهور الماضية تدفق الآلاف من طالبي اللجوء إلى أوروبا ـ أ ف ب
تزايد بشكل مضطرد الشهور الماضية تدفق الآلاف من طالبي اللجوء إلى أوروبا ـ أ ف ب
تداول ناشطون سوريون على شبكات التواصل الاجتماعي، نص رسالة قالوا إنها وجدت في جيب أحد اللاجئين السوريين الذين انتشلت جثثهم بعد غرق مركبهم الذي كان يحوي المئات من المهاجرين غير الشرعيين في البحر الأبيض المتوسط، خلال رحلتهم للوصول إلى الشواطئ الأوروبية مطلع الأسبوع الجاري.

وفيما لم يبيّن الناشطون معلومات عن هوية صاحب الرسالة الوداعية الأخيرة التي كتبها فيما يبدو لدى استشعاره بقرب غرق المركب الذي كان يحمله، فإنهم أرفقوا مع النص الذي نشروه على صفحاتهم الشخصية عبارات مؤثرة من قبيل "هدية إلى العالم المتحضر.. هرب من الموت فاحتضنه البحر.. أنصحكم بالقراءة لكن لا تبكوا لأن الدموع جفت على أبناء سوريا".

وهذا نص الرسالة، بحسب ما تداوله الناشطون:

"أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك (يقصد أوروبا)، كما لن أتمكن من إرسال المبالغ التي استدنتها لكي أدفع أجر الرحلة (يتراوح أجر الرحلة البحرية للوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية ما بين ألف وخمسة آلاف يورو بحسب دولة الانطلاق وعوامل أخرى مثل صلاحية المركب وعدد الوسطاء وغيرها).

لاتحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء؟

أنا آسف يا أمي لأن الحرب حلّت، وكان لا بد لي أن أسافر كغيري من البشر، مع العلم أن أحلامي لم تكن كبيرة كالآخرين، كما تعلمين كل أحلامي كانت بحجم علبة دواء للكولون لك، وثمن تصليح أسنانك.

بالمناسبة لون أسناني الآن أخضر بسبب الطحالب العالقة فيه، ومع ذلك هي أجمل من أسنان الديكتاتور (في إشارة إلى بشار الأسد).

أنا آسف يا حبيبتي لأنني بنيت لك بيتاً من الوهم، كوخاً خشبياً جميلاً كما كنا نشاهده في الأفلام، كوخاً فقيراً بعيداً عن البراميل المتفجرة وبعيداً عن الطائفية والانتماءات العرقية وشائعات الجيران عنا.

أنا آسف يا أخي لأنني لن أستطيع إرسال الخمسين يورو التي وعدتك بإرسالها لك شهرياً لترفه عن نفسك قبل التخرج.

أنا آسف يا أختي لأنني لن أرسل لك الهاتف الحديث الذي يحوي "الواي فاي" أسوة بصديقتك ميسورة الحال.

أنا آسف يا منزلي الجميل لأنني لن أعلق معطفي خلف الباب.

أنا آسف أيها الغواصون والباحثون عن المفقودين، فأنا لا أعرف اسم البحر الذي غرقت فيه..

اطمئني يا دائرة اللجوء فأنا لن أكون حملاً ثقيلاً عليك.

شكراً لك أيها البحر الذي استقبلتنا بدون فيزا ولا جواز سفر، شكراً للأسماك التي ستتقاسم لحمي ولن تسألني عن ديني ولا انتمائي السياسي.

شكراً لقنوات الأخبار التي ستتناقل خبر موتنا لمدة خمس دقائق كل ساعة لمدة يومين..

شكراً لكم لأنكم ستحزنون علينا عندما ستسمعون الخبر.

أنا آسف لأني غرقت..".

ويأتي نشر نص الرسالة، قبيل ساعات من عقد القادة الأوروبيين قمة استثنائية في بروكسل لمواجهة أزمة المهاجرين غير الشرعيين عبر محاربة المهربين المسؤولين عن أسوأ كارثة مهاجرين في البحر المتوسط.

ومن المرتقب أن يلتقي قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ28، في قمتهم الاستثنائية في وقت لاحق من اليوم الخميس، بعد تضاعف الضغوط على حكوماتهم لمعالجة أزمة المهاجرين عبر البحر المتوسط، وخاصة بعد حادثة الغرق التي وقعت الأحد الماضي وأودت بحياة أكثر من 800 شخص معظمهم من السوريين والفلسطينيين وبينهم نساء وأطفال، كانوا متوجهين بقارب من السواحل الليبية إلى الشواطئ الإيطالية طمعاً في الحصول على اللجوء في أوروبا.

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن خفر السواحل الإيطالي، فإنه تم التمكن من انتشال العشرات فقط من ركاب المركب الغارق، في حين أن المئات من الجثث لا تزال عالقة في المركب أو أنه لم يتم الوصول إليها أو انتشالها بعد.

وخلال العامين الماضيين، تزايد بشكل مضطرد تدفق الآلاف من طالبي اللجوء إلى أوروبا عبر ما تسمى بـ"مراكب الموت" التي تشق عرض البحر المتوسط لعدة أيام انطلاقاً من سواحل الدول الأفريقية المطلة على الساحل الجنوبي للمتوسط وخاصة ليبيا، ومعظم تلك القوارب لا تحمل أدنى مقومات السلامة ويتم حشر المئات من الأشخاص فيها، فيما شهدت الفترة الماضية قيام المهربين المسؤولين عن تسيير تلك الرحلات بترك القوارب بعرض البحر والهروب على قوارب صغيرة بعد أخذ أجورهم من الركاب.. وترك المهاجرين غير الشرعيين يواجهون مصيرهم.

وشهد البحر المتوسط خلال الأشهر الماضية، غرق عدد من المراكب التي تحمل مهاجرين غير شرعيين، وقدرت بعض الإحصائيات الصادرة عن منظمات أممية أعداد الذين غرقوا في رحلات "الموت" بين ضفتي المتوسط بأكثر من 1600 شخص منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم.

ويطمع قاصدو اللجوء إلى أوروبا، الذين يشكل السوريون والفلسطينيون غالبية أعدادهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في الحصول على الأمان والحقوق التي يفتقدونها في بلدانهم، بالإضافة إلى مزايا مثل الحصول على منزل ومرتب شهري وتأمين صحي تقدمه الدولة التي تقبل طلب اللجوء، إضافة إلى طمعهم في الحصول على جنسية تلك الدول بعد إقامتهم لعدة سنوات ما يجعلهم يتمتعون بحقوق مواطني تلك الدول.

ولم يتسنّ التأكد من صحة الرسالة من مصدر مستقل، وفيما إذا كانت حقيقية أم أنها محاولة لجذب الأنظار حول المأساة التي يعاني منها اللاجئون السوريون الفارون من الصراع المستمر في بلادهم منذ أكثر من أربع سنوات وأدى لمقتل أكثر من 220 ألف شخص ونزوح ولجوء أكثر من 10 ملايين سوري داخل وخارج بلادهم.
التعليقات (1)
لولو
الجمعة، 24-04-2015 03:00 م
السلام عليكم قبل الحرب في سوريا لم نكن نسمع عن هجرة للسورين ولم يكن أحد منهم يفكر أن يخرج من سوريا قا صدا بلاد أخرى بل بالعكس كانوا يقولون بلدنا ما نتركها ولكن الحال تبدل فأصبحوا يرون الأمل بالهرب من الأزمة الأمان الذي افتقدناه في بلدنا وعندما أغلقت بلاد الجار وجهها في طريقهم ما ذنبهم إذ أصبحوا مضطدين في كل. مكان انت سوري انت لاجئ انت لإمكان لديك بيننا هل هذه الإنسانية سوريا قبلا كانت تحتضن كل الشعوب وكل من اتاها طالبا العلم طالبا اللجوء طالبا الرزق لم يختار السوري مصيره الغرق أو سقوط منزله على رأسه أو حتى موته برصاصة بأيدي الأطراف المتخاصمة طلبوا الحرية وندموا عليها أسأل اي سوري ما رأيك في الذي حصل ويحصل في سوريا يقول يا ليته ما كان يا ريته ما كان يا ليتنا يا ريت ترجع سوريا متل اول راضين على الأقل كان احترام السورين موجود في كل مكان سوريا فقدت الأمن والأمان وكل بيت دخله الحزن والفقر والجوع وفقدنا أهم شي بالحياة أهم من المال وأهم من كل شي هي الكرامة. للمواطن السوري وينها أعيدوا لنا كرامتنا