قضايا وآراء

الإخوان وشماعة فشل الآخر

سهيل خيال
1300x600
1300x600
كتب أحد الناشطين: "إن تخطي الإخوان سيحتاج سنوات وإصلاحهم كتخطيهم صعب للغاية" لأنها ترد على مقولة: "اعتبر الإخوان مش موجودين وورينا شطارتك".. فهم الفيل الموجود داخل غرفة الثورة الضيقة فلا هو سهل الحركة يسهل إخراجه ولا هو صغير يسهل تجاهله.. يخرج المدافعون والمبررون بحججهم الواهية التي تلتبس على البسطاء الذين لا يعرفون خبثا ولا دهاء "لو كان المسار خاطئا ما كانوا انقلبوا عليه". لا يا سيدي المسار من أصله خاطئ لأنه مكن النظام وعسكره من الانقلاب عليه..
خاطئ لأن نهايته الحتمية والطبيعية هي الانقلاب أسلوب استعراض فشل الجماعات الأخرى وإخفاقها لا يبرئ الإخوان ولا يعفيهم من تحمل تبعة أي تقصير أو تفريط.

 فالجماعة ولدت عملاقة وأسست على قواعد متينة بعبقرية فذة للإمام الشهيد حسن البنا ولاقت قبول وحظيت بشعبية جارفة واحتضنتها الجماهير وعلقوا عليها آمالهم وأحلامهم ولم يتأخروا عن نصرتها ولا دعمها وساروا وراءها في كل الاستحقاقات الانتخابية التي فرضتها عليهم لكن للأسف فوجئ الناس بالخذلان وخيبة الأمل بالارتماء في أحضان الفلول ومحاولة التصالح مع النظام الذي ثاروا عليه بدلا من اجتثاثه واستئصاله. فشل الثورة فعلا يتحمله الإخوان وربما هم وحدهم لأنهم أكبر واقوى فصيل إسلامي وسياسي معارض للنظام الذي قامت ضده الثورة فهي عليها العبء الأكبر في حماية الثورة واستمرار تقدمها ولو فشلت تصبح هي المسئول الأول والأكبر عن الفشل وتحمل أي فصيل آخر أي جزء من المسئولية لا ينقص من ذنب المسئول الأول ولا يعفيه لم يحدث أن حاول أحد أو جماعة نسبة نجاح مرسي أمام شفيق لنفسه بل إن مرسي لم ينجح أصلا فالـ 51% لا تعتبر نجاح ولا يمكن إدارة البلاد في مرحلة ثورة بمثل هذه شعبية ضعيفة وهزيلة.

 بل إن الخطأ هو أن يسمح لشفيق بالترشح أصلا فهو ممثل النظام الفاسد الذي ثار الناس عليه والذي كان يجب استئصاله وشل فاعليته قبل المضي في أي عملية سياسية وانفضاض الناس من حول مرسي وانسحاب المستشارين أمر طبيعي فهو ليس لديه مقومات الرئاسة أصلا وليس له شعبية ولا زعامة ولا كاريزما فهو قيادة نمطية في جماعة مترهلة ليست أكثر من نتاج سيء ككل شيء في مصر يعبر عن تراجع البلاد والعباد خلال عهد مبارك (بغض النظر عن المنشأ والتأسيس).

ومرسي لم يجمع حوله غير لمدسوسين والضعفاء والمنافقين بعدما أخرج الثوار الحقيقين من المشهد وعطلت جماعته الثورة فأقعدت الناس في البيوت (لا أقصد بالثوار 6 إبريل ولا باقي العلمانيين فهؤلاء ليسوا أكثر من خدعة وظاهرة صوتية ولا يملكون الشارع ولا يستطيعون تحريكه) فالثوار الحقيقيين معظمهم لا ينتسب لأي من الحركات ولا الأحزاب الموجودة حاليا والسماح لإعلام النظام الذي ثار الناس عليه بالاستمرار في النباح هو حماقة لامثيل لها فكان يجب قطع ألسنتهم مبكرا قبل المضي قدما في الثورة ولا عذر هنا لعدم توفر كفاءات فالصدق فقط هو المطلوب وإلا فليسكت الجميع وحزب النور كان يجب فضحه وكشفه للناس من أول ظهور له بل إن الإخفاق في ذلك هو من أفسح الطريق لهؤلاء العملاء ليحصدوا كل ما حققوه من مكاسب انتخابية استعملوها - بتوجيه من المخابرات - جيدا في ضرب الجماعة وضرب الثورة فعزل النائب العام هو أكبر حصاد للفشل في إدارة المرحلة بعد تنحي مبارك فالتعامل معه كأنه قوة وقيمة يجب الحفاظ عليها هو جريمة بل أنه كان يجب محاصرة جميع المحاكم ومقر النائب العام كأحد فاعليات الثورة مع أول تقاعس في القصاص من قتلة الشهداء وصدور براءات لهم ويكون المطلب هو إعدام النائب العام لتواطؤه مع القتلة بإخفاء الأدلة.

 هذه هي الطريقة التي كان يجب التعامل بها مع النائب العام بل كان يجب أن تستغل هذه القضية كمدخل لتطهير هذا المرفق الذي فسد وتعفن مع كل ما فسد من مؤسسات الدولة وعدم التعامل بهذا الشكل جعل قضيته تتحول ضد الثورة ليستغلها أعداء الثورة فيخدعوا الناس بالإعلام الكاذب أن مرسي - أو أيا من كان - يتلاعب ويتدخل في القضاء بينما المفروض أن يتم محاسبتهم على فسادهم وتواطؤهم مع القتلة فعزل النائب العام ليس بطولة بل تواطؤ معه فالرجل كان يجب محاكمته بتهمة التستر على القتلة فقدم له مرسي المخرج السحري من هذه الورطة وحرق مقرات الإخوان وعدم التفاف الناس لحماية مرسي تم بسبب الجماعة نفسها فقد فرطت في شعبيتها وسمعتها وكذا عطلت الثورة نفسها وطالبت الناس بالقعود – لتسيير عجلة الإنتاج – وأجلت كافة استحقاقات الثورة فكانت المليونيات متباعدة وفي العطلات كأنها نزهة ألم تكن هذه سياسة الجماعة؟؟ ثم تحوصلت على نفسها وتخندقت ولم تنفتح في الدعوة وتنطلق في جذب الناس للجماعة أو الحزب أو حشدهم حتى للثورة وتعبئتهم للمواجهة والاصطفاف وحصرت نفسها في مربع رد الفعل مفوتة كل ما يجب عمله من فروض الثورة كل هذا جعل الناس تنفر من حولهم فلو كان الناس يرجون من الجماعة خيرا ما تركوا المقرات ليجرؤ أحد على الاقتراب منها ولا لمسها - وكذا الاتحادية – فهي خيار الناس الحر في الانتخابات ولكنهم عزلوا انفسهم وانفصلوا عن الناس فتركهم الناس لمصيرهم والدفاع عن التجربة الديموقراطية الوليدة والاستبسال في ذلك واجب مقدس.

 كان يجب ألا يتأخر لقد حبس العالم كله أنفاسه لردة فعل أنصار مرسي والتي يفترض أن يشعلوا الأرض نارا تحت أقدام الانقلابين ويضربوا مصالح داعمي الانقلاب بمنتهى القوة وحينها لن يجرؤ أحد على لومهم فهم يدافعون عن شرعية رئيس يريدون الانقلاب عليه لكن انظروا ماذا حدث لقد هرولت سفيرة جهنم آشتون واضعة يدها على قلبها خائفة على مصالح بلادها فاذا بها تسمع رئيس أكبر جماعة مناصرة لمرسي "سلميتنا أقوى من الرصاص "فاطمأن قلبها وعادت منتصرة منتشية بهؤلاء السلميين حمل السلاح ليست قضية تبحث في الجماعة أو ندعوها إليها بل ندعوهم لأن يتركوا الشباب وهم أطهر وأقوى وأنقى شباب هذه الأمة أن يتركوهم ليقرروا هم ذلك مع الثوار فهو قرار الشباب نفسه وقرار الشعب وليس قرار الجماعة والاستدلال على صحة موقف الجماعة بإخفاق كل الحركات الجهادية فهو كمثل أن نقول للمسلمين الأوائل : لما تسلمون وتناصرون محمدا وقد فشلت كل دعوات الرسل والأنبياء قبله ؟؟ والإكثار من استخدام مصطلح الحرب الأهلية بما يوحي أنه شر مستطير ورجز أو ذنب لا يجب الوقوع فيه هو خداع للناس – فالحرب الأهلية ليست كذلك وكل الحضارات والدول العظمى لابد أن تبنى ويكون في محطاتها حرب أهلية في أمريكا – فرنسا بل الرسول نفسه عليه أفضل الصلاة والسلام خاض حربا أهلية مع قريش - أهله وعشيرته - ومع اليهود مواطنيه وشركاء الوطن بل وبين كبار الصحابة في صفين والجمل نعم لابد من استخدام القوة لتصفية الحسابات عندما تستنفد كل الطرق وقد استنفدت كل الطرق مع دولة الفساد ونظام العسكر الجاثم على مصر وتم إعلان هذا الاستنفاد في 25 يناير 2011 والتدخل الأجنبي سيحدث على كل حال فخروج مصر من تبعية النظام الإمبريالي العالمي أو حتى الشروع فيه غير مسموح به فالأمريكان لن يسمحوا لمصر لأن تتمرد وتخرج من فلكها وعبوديتها لأن ذلك سيكون بداية النهاية لهم فسواء حملت السلاح أو لم تحمله أو كان هناك تهديد للأقليات أو لم يوجد فهم لن تعوزهم أي ذريعة ولابد أن يتدخلوا لحماية مصالحهم وإنقاذ إمبراطورتيهم أما الخوف من اعتقال القيادات بالخارج فهذا أكبر دليل على الإخفاق وهذه القيادات ما وظيفتها ودورها اذا لم تتحمل قدرها ومسئوليتها عند المعركة الفاصلة؟؟ فهل نضحي بالجيش لنحافظ على القيادات تعسا لهذا منطق أو حجة يسألون عن تجربة ناجحة لجماعة إسلامية نجحت اقول انها أمام أعينكم لكنكم لا تبصرونها.. إنها تجربة الرسول والقائد العظيم محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وتجربة نور الدين وعماد الدين زنكي وتجربة صلاح الدين الايوبي وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس وتجربة القسام وأحمد ياسين فما ترك قوم السلاح إلا ذلوا.
1
التعليقات (1)
محمد من مصر
الثلاثاء، 21-04-2015 06:09 م
هطل فى عبط اى كلام والسلام ربنا يعافينا منكم فانتم الابتلاء الاكبر وليس الانقااب الاجرامى