مقالات مختارة

الشوط الثاني من تركيا الجديدة

فهمي كورو
1300x600
1300x600
إن كنا سنتحدّث عن شخصية أكاديمية لا تليق بأن تأخذ موقعا سياسيا، فإن أول من سيخطر في أذهاننا هو أحمد داود أغلو، لكن على عكس تلك الرؤية فاجأنا داود أغلو بشخصيّته الفذّة والأكاديمية عند ظهوره أمام أنصاره وجماهيره ليُلقي خطابا عليهم بمناسبة تسليم حزب العدالة والتنمية لقائمة المرشحين إلى الهيئة العليا للانتخابات، حيث كان شعاره "المرحلة الثانية في طريق تركيا الجديدة".

عندما نرى أسماء القائمة الجديدة لداود أغلو، نرى أنه لم يهمل كسب ودّ مؤّسس الحزب رجب طيب أردوغان، ونرى أن داود أوغلو عازم على هزيمة منافسيه من المعارضة كما هزمهم أردوغان من قبل.

ومن خلال نبرة صوته بدا واضحا أنه يخاطب الجيل الجديد في مجلس الوزراء ومجلس النواب (البرلمان)، فقد بدأ يشرح استراتيجياته وخططه المستقبلية تحت شعار "عقد الشعب الجديد في 2023". 

العقد الجديد، يحوي مئة مادة، بالإضافة إلى أن العقد كان يوافق الأسس الانتخابية والاستراتيجية للأحزاب المعارضة، وهذا بحدّ ذاته يعّد انتصارا سياسا على المعارضة، ودليلا على أنه شخصية أكاديمية جمع فوقها الشخصية السياسية، وبحسب الرؤية السياسية لداود أغلو فقد تكهّن أن حزب العدالة والتنمية سيجلب أكثر من 55% في صناديق الاقتراع، إن حصل فعلا على هذه النسبة فهذا يعني أنه سيترك حزب الشعوب الديمقراطي الكردي خارج البرلمان، وهذه النسبة ستكون كافية لتعديل دستور البلاد من قبل الحزب.

نعود إلى خطاب داود أغلو، ومع الجماهير الغفيرة التي ملأت المدرجات، أبهرنا داود أغلو بأسلوبه وخطابه القويّ، وكما أننا شاهدنا المرشّحين الجدد من حزب العدالة والتنمية للانتخابات، قد جلسوا هادئين ومنصتين إلى كلّ كلمة يقولها داود أغلو، كانت الجماهير من الشباب في عاصفة عارمة من التصفيق والتظاهرات الحزبية المؤيدة لداود أغلو.

شاهدنا النوّاب الذين سيفارقون البرلمان في الصفوف الأمامية، النوّاب الذين مثّلوا الحزب طيلة ثلاث دورات تشريعية، حيث إنهم لن يكونوا مع حزبهم عندما ينتقل إلى المرحلة الثانية حسب إفادة داود أغلو. لم نر في تاريخ تركيا من قبل، مرشحين جددا للانتخابات مع المرشحين القدماء الذين سيراقبون الأحداث السياسية والبرلمانية عن بُعد، بعد اليوم. تلك ظاهرة جديدة في التاريخ السياسي الجديد لتركيا، لقد قدّم الأعضاء السابقون للحزب فرصة تجديد كوادر الحزب وملئها بوجوه جديدة، حتى بعد الانتخابات التشريعية، سيكون للحزب مؤتمر كبير ينظّمه داود أوغلو وهو من سيختار الشخصيات القيادية في المؤتمر.

بقي الآن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، حتى ينفّذ مشروعه وخططه الاستراتيجية التي تعوّل على مرحلة ثانية جديدة في تاريخ تركيا، ويُدرك داود أغلو أن أيّ نسبة ستقل عن 55% ستكون بمنزلة خيبة أمل له، لكنه بدأ يهيئ لمشروع تركيا التي ستصل إليها بحلول عام 2023، حيث خُطط لتركيا أن تكون من أكبر الاقتصاديات في العالم، وتبني أكبر المصانع والشركات الصانعة للأسلحة وغيرها من المشاريع الكبيرة.

عن صحيفة خبر تورك التركية/ ترجمة وتحرير عربي21
التعليقات (0)