سياسة عربية

زعيم معارض يدعو إلى "انتخابات مبكرة" في المغرب

حميد شباط ـ و م ع
حميد شباط ـ و م ع
دعا أمين عام حزب الاستقلال (وسط معارض) حميد شباط، إلى انتخابات سابقة لأوانها، معتبرا أن الحكومة هي من تتهرب من الاستحقاقات القادمة، في تصريح يعكس الخلاف الحاد بين أقطاب المعارضة الحكومية.

وقال حميد شباط، الذي حل ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، الثلاثاء، إن "الوضعية السياسية والاجتماعية الحالية تستدعي تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها".

وأنحى حميد شباط، باللائمة على الحكومة الحالية، محملا إياها عدم إجراء الانتخابات الجماعية في موعدها، خلافا لما قال إنه يروج بأن المعارضة هي من تسبب في ذلك.

وسجل شباط، أن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران كان قد عبر في إحدى اجتماعاته بأن تنظيم الانتخابات الجماعية ليس أولوية حكومية، وأنه لم يجتمع بباقي الشركاء في العملية السياسية سوى مرة واحدة، ما أسفر عن مبدأ يتبناه يتمثل في "شاوره ولا تعمل برأيه".

وأفاد أمين عام حزب "الاستقلال" بأن حزبه مستعد لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي، محيلا على أن تأجيل الانتخابات لطالما كان رهينا بـ"إرادة رئيس الحكومة التي لا تقهر"، وليس كما هو واقع من خلط حول ارتباط تعثر إجراء الانتخابات في 2013، بتلكؤ من حزب الاستقلال أو المعارضة.

وبحسب شباط، فإن هذا المطلب ينحاز لكون ابن كيران، سوف لن يستسيغ خسارته في الدوائر الانتخابية مستقبلا، كما وقع في دائرة مولاي يعقوب التي أعيدت الانتخابات فيها خمس مرات على غير العادة.

دعوة شباط إلى انتخابات سابقة لأوانها، تتناقض مع دعوة شريكه في المعارضة وزعيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، إلى تأجيل الانتخابات من أجل أن تأخذ الاستعدادات لها الوقت الكافي.

هذا التضارب بين أقطاب المعارضة بخصوص الانتخابات، اعتبره، أستاذ التعليم العالي بجامعة المحمدية (جنوب الرباط)، محمد زين الدين، استمرارا لنفس موقف أحزاب المعارضة المغربية من الانتخابات.

وقال محمد زين الدين، في تصريح لـ"عربي21"، إن "موقف المعارضة يتسم بالغموض والضبابية، فهي تريد تأجيل الانتخابات لكنها في نفس الوقت لا تريد أن يحسب هذا التأجيل عليها".

وأوضح زين الدين، أن "المعارضة لم تدع بشكل صريح إلى تأجيل الانتخابات، لكنها في الممارسة تفعل أي شيء يحقق هذا الهدف، بل تريد هي أن تجعل الأغلبية من تدفع بهذا الخيار".

وسجل الباحث، أن "الخلاف بين قطبي المعارضة الكبيرين، راجع بالأساس إلى ظروف كل حزب، فحزب الاستقلال يملك تجذرا تنظيما وشعبيا، وتغطية شاملة للدوائر الانتخابية، إضافة إلى ماكينة انتخابية جاهزة".

وتابع، أنه "على خلاف "الإستقلال"، فحزب "الاتحاد الاشتراكي"، يعيش انقساما في فريقه البرلماني، كما أنه يتوقع انشقاق الحزب وتأسيس حزب جديد من داخله، إضافة إلى نتائج الحزب في الانتخابات الأخيرة".

وأشار زين الدين، إلى أن "خلافات المعارضة الحالية قديمة وتتجدد بحسب تباين مصالح فرقائها"، مسجلا في هذا السياق، موقفي "الإستقلال" و"الإشتراكي"، من شريكهم الثالث "حزب الأصالة والمعاصرة"، وكذا تغييب الشريك الرابع "حزب الاتحاد الدستوري".

ودافع الأمين العام لحزب الاستقلال عن "حق المعارضة في انتقاد العمل الحكومي والكشف عن أخطائه"، وقال إن "اتهام رئيس الحكومة ابن كيران بالكذب ليس سبا ولا قذفا".

وأضاف شباط: "نريد حقوقا للمعارضة مثلما هو عليه الحال في موريتانيا، حيث رئيس المعارضة يلتقي برئيس الدولة كل ثلاثة أشهر"، وسجل أن حزب "العدالة والتنمية هو من طلب في برنامجه أن يمارس الملك التحكيم بين الأحزاب".

وأشار شباط إلى ارتفاع أسعار الماء والكهرباء التي قررتها الحكومة، واتهمها بالفشل في تسوية مشكل الطلبة المعطلين.

وأكد شباط، أن "حزب الإستقلال يستعد بشكل جدي للانتخابات الجماعية والجهوية القادمة، من خلال القيام بزيارات تشمل جميع جهات المملكة، حزبنا ينخرط فيه 10 آلاف شخص كل شهر، ونتواصل معهم عبر البريد الإلكتروني".

وأشاد شباط بالعدد الهام من الملتحقين الجدد بحزب الاستقلال، موضحا أن عشرة آلاف عضو جديد ينضم شهريا للحزب، وأبرز الأمين العام لحزب الاستقلال أن حزبه نجح في عقد مؤتمرات جهوية في إطار الديمقراطية الداخلية.



التعليقات (0)