مقالات مختارة

"عاصفة الحزم"... الحوثيون وإيران

رسول توسون
1300x600
1300x600

انطلقت العملية المسماة "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية مع 10 دول، والهدف هو إيقاف الحوثيين الذين سيطروا على اليمن.

"الحوثية" ليست مذهباً دينياً. "الحوثية" هي حركة زيدية مسلحة مدعومة من إيران، أنشأها حسين الحوثي عام 1992 تحت اسم "أنصار الله". وقد فقد 60 ألف مواطن يمني حياتهم نتيجة حملات هذه الحركة، وتم تهجير نصف مليون مواطن تقريبا من منازلهم. ثم تحول اسم حركة أنصار الله إلى "الحوثية" نسبة لمؤسسها حسين الحوثي.

في عام 1992 أعلن حسين الحوثي عصيانه لسياسية الدولة وحكومتها. وفي 2004 تم قتله في مدينة صعدة، التي تقع في شمال اليمن، وتعتبر مركزاً للحوثيين.

ويشكل الحوثيون حوالي 5 في المئة من سكان اليمن الـ30 مليونا.                                                                                                                                 

السؤال الأول الذي يخطر إلى الأذهان هو: كيف للخمسة في المئة أن تحكم 95 في المئة من الشعب؟

هناك مؤامرة... مؤامرة قذرة!

الحوثيون لا يملكون كل هذه القوة، ولكن هناك من يعطيهم القوة، وهناك من يشاهد المؤامرة!

خلف الحوثيين يقف الرئيس السابق علي عبد الله صالح! وبين أهم المشاهدين أمريكا ودول الغرب.

حين أرسلت إيران إلى الحوثيين سفنا محملة بأطنان الأسلحة، لم تفعل أمريكا شيئاً سوى المشاهدة.

أما العامل الأساسي فهو علي عبد الله صالح، وإلا لما تمكنت هذه الأقلية في صعدة من الاستيلاء على اليمن بأكمله.

لقد تم عزل صالح من الرئاسة، ولكنه لا يزال يملك أكبر قوة في الجيش وفي أجهزة الدولة. والآن يحكم الحوثيون اليمن تحت اسمه، وتحتل إيران مكانا مهما في هذه المؤامرة عبر الحوثيين.

هذه المجموعة الصغيرة تمكنت من احتلال صنعاء في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي. دخلوا صنعاء بميليشيات مكونة من 21 ألف شخص من القبائل، والكثير من رجال الدولة، مثل وزير الدفاع، كانوا مع الحوثيين، بجانب 8 آلاف عنصر من القوات المسلحة بالأسلحة الثقيلة تحت أمر علي عبد الله صالح! بالإضافة إلى 300 عنصر من الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" كانوا يتحكمون بالجيش، أي أن القوة الحقيقة تعود لقوات علي عبد الله صالح والحرس الثوري الإيراني. فاستقالت الحكومة اليمنيه وخضعت اليمن للاحتلال الحوثي بشكل مباشر، وللحكم الإيراني ولحكم علي عبد الله صالح بشكل غير مباشر.

في هذه الأثناء كان ملك السعودية هو عبد الله، ولم يكن سلمان قد استلم الحكم بعد. حين وصل سلمان إلى الحكم تغيرت الموازين.

ذهب منصور هادي إلى عدن في جنوب اليمن، وأعلن سحب استقالته. ثم اعترف المجتمع الدولي بحكومته بجهود السعودية ودول الخليج. فلم يَعْفُ الحوثيون -أي إيران- فبدأوا بالزحف نحو الجنوب.

في البداية احتلوا ثالث أكبر محافظات اليمن تعز، ثم انتقلوا إلى عدن. حينها وجه منصور هادي نداءً للمجتمع الدولي ليتدخل، فبدأت عملية "عاصفة الحزم" تحت قيادة دول الخليج. وأرى أن هذا التدخل جاء متأخرا، وكان ينبغي أن يقوموا به قبل احتلال صنعاء.
 
لن تعود المياه إلى مجاريها في اليمن دون أن تتم تصفية رجال الحوثيين؛ عن طريق عملية برية مخططة بشكل جيد.

حين كان الحوثيون يتقدمون نحو عدن لم يصدر أي صوت عن أمريكا، على العكس قامت بمساعدتهم، وسحبت قواتها من الجنوب. تصرفت وكأنها تتعاون مع إيران! ولا زالت كذلك.

أما إيران فقد كانت أكبر المعترضين على العملية (عاصفة الحزم)، والعراق أيضا أعلن اعتراضه. أما الإمارات فقد أعلن وزير خارجيتها أن الهدف من الحركة هو تحرير اليمن من الحوثيين. وتركيا بالطبع تدعم الحركة.

لكن الأمر الغريب هو دخول حكومة الانقلاب في مصر في حركة ضد حكومة انقلاب في اليمن! يا لوجههم الذي لا يخجل!

(عن صحيفة ستار التركية)
التعليقات (0)