حول العالم

ابنة ضابط علوي تحاول الفرار لتركيا للقاء حبيبها المعارض

زواج في السجن
زواج في السجن

وحيدة في غرفتها، تجلس "لميس"، تمسك هاتفها المحمول الذي يصلها بالعالم، ولا شيء غيره يفعل هذا، تقتات منه أملها في أن تعيش حياة فيها من الحب ما يكفيها لأن تتنفس، لم يعد لديها الكثير لتعمل عليه بعد أن فشلت في لقاء حبيبها الافتراضي على الحدود السورية التركية، ربما كان سوء التخطيط، وربما هو قدرها لأنها ابنة ضابط كبير في الحرس الجمهوري.

تروي "لميس"، لـ"عربي21"، قصّتها التي بدأت بالتعاطف مع النازحين، والمهجرين قسريا، وانتهت بعشقها الذي يكسر كلّ قيود الانقسام الحاد في المجتمع، والذي بات باهتاً بفعل الوجع الذي جعل من كلّ السوريين شعباً ينوح ويتضرّع للخلاص.

تقول "لميس": "في بداية الأحداث، كنت أرفض بشكل قاطع الحديث إلى كل شخص يشكك ولو بشكل بسيط ببشار الأسد أو نظامه، وبدأ هذا الأمر يتقلّص شيئاً فشيئاً مع مرور الأيام، فقد سمعت الكثير من القصص المؤلمة من الجانب الآخر، ورحت أبحث أكثر فأكثر على وسائل التواصل عن هويّة المعارضين لبشار الأسد، حتّى اكتشفت أناساً طيبين، ومنهم أناس من طائفتي، ومع ذلك يعارضون ابن الطائفة بشّار، أحسست حينها بمعنى الوطن، كنت لا أزال أحمل بعض التشنّج عن أولئك".

تتابع "لميس": كان كلام والدي عن المعارضين بمثابة القوانين لدي، لكنّ تكرار الوهم الذي يعيشه هو نفسه، ويتمسّك به، جعلني أبحث عن شيء آخر، حتى وصلت إلى قناعةٍ بأنّ والدي ما هو إلا أحد أولئك الضحايا، وليس بوسعه سوى إكمال ما بدأه حتّى لو كلّفه الأمر حياته.

وعن سبب محاولتها الهرب، تقول "لميس" لـ"عربي21": "تعرفت على (ك.س) عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وكنت قد التقيته منذ زمن مرّة أو مرّتين، لنقل أنني أعدت التعرف إليه، وتضامنت معه، فوالده سجين سياسي سابق، والنظام قام بملاحقته في الأحداث، ما دفعه للخروج من البلاد".

وتضيف: "لم يكن لدي خيارات كثيرة، فهذا الشاب بنظري مازال نقيّاً من كل الدماء، وقعنا في الحب، ربما كنت وطنه الذي فقد وكان البراءة التي أعشق، لكننا وقعنا حقّاً في الحب، وما زلنا في حبنا الذي أؤكد لك أنّه لن ينتهي يوماً".

وتتابع: "بعدها رحنا نحلم بالبيت والأسرة، وما كان من حلّ في الأفق سوى هربي إلى تركيا لملاقاته هناك. وما كان مني في أحد الأيّام سوى أن وضّبت أغراضي، واتجهت إلى الحدود السوريّة التركيّة. وصلت إلى الحاجز الأخير الذي يفصلنا عن الأراضي التركية، وهناك ألقى عناصر الحاجز القبض عليّ، وقاموا بإخبار والدي الذي جاء بنفسه ليعيدني إلى البيت. سُجنت قرابة الشهر في غرفتي، والآن لا أستطيع مغادرة هذه المدينة لأنّ أوراقي الثبوتيّة كلّها في حوزته".

وعن موقف بقيّة العائلة من هذا الأمر تجيب "لميس": الجميع يعرف أنني ما زلت أحبّه، وبالأخصّ والدتي التي تأمل أن ينتهي الصراع ويعود (ك.س) للبلاد، مع وعدها القاطع لي بأنّها ستقنع والدي حينها بزواجنا.

وتتابع: "لكنّ هذا الأمر لن يتم وأنا أعرف هذا، ولن يدرك أهلي مقدار خطئهم حتّى أكلَّمهم من هناك، من تركيّا، حيث لن أفارق حبيبي حتى يفرق بيننا الموت".
التعليقات (0)