ملفات وتقارير

لماذا يقدم السيسي لإسرائيل أكثر مما تتوقع؟

حدود - علم - مصر - إسرائيل
حدود - علم - مصر - إسرائيل

تشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية تعاونا وتناغما غير مسبوقين في تاريخ العلاقات بين الجانبين، إذ تجاوزت مرحلة الاطمئنان إلى مرحلة الثقة، من خلال اتخاذ سلسلة من الإجراءات والقوانين لم يأمل الإسرائيليون بالحصول عليها في يوم من الأيام.

ويرى محللون وسياسيون أن شواهد هذه العلاقات التي تجذرت منذ الانقلاب العسكري في مصر في الثالث من تموز/ يوليو تمثلت - للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي - في شيطنة حركات المقاومة الإسلامية، واعتبارها حركات إرهابية وعدوا مشتركا، وإخلاء سيناء، وحصار غزة.

من الاطمئنان للثقة

خلال ثورة يناير شعرت القيادات الإسرائيلية بالقلق، لكنه سرعان ما تبدد هذا القلق مع تولي المجلس العسكري زمام الأمور في مصر، بحسب أحمد إمام المتحدث الإعلامي باسم حزب مصر القوية.

ويقول إمام لـ"عربي21": "لا تشعر إسرائيل باطمئنان لما يدور حولها فحسب، بل بالثقة في تعاملها مع النظام في مصر الذي حقق لها أكثر مما كان يحلم به بإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة".

وعزا هذا الترابط في العلاقات إلى طبيعة النظام الشمولي في مصر، وقال: "إن النظام القمعي يضع نصب عينيه على الخارج وليس الداخل، فمن خلال ضبط إيقاع علاقته بإسرائيل وأمريكا سيمكنه ذلك من ممارسة أكبر قدر من البطش في الداخل لتثيت دعائم الحكم"، حسب تقدير إمام.

ورأى إمام أن مصر قدمت تنازلات كبيرة لإسرائيل، مشيرا إلى أنه "كلما كان الضغط الداخلي كبيرا، كلما كان التنازل الخارجي أكبر، لغض الطرف عما يتفاعل على الأرض من حراك ضد النظام".

تحريف الولاءات الوطنية

بدوره، أعرب رئيس المكتب التنفيذي لحزب البديل الحضاري، حسام عقل، عن اعتقاده بأن تحجيم حركة مصر سياسيا واقتصاديا كان أبرز إفرازات اتفاقية كامب ديفيد لصالح إسرائيل.

وقال عقل لـ"عربي21": "عقب اتفاقية السلام تمت عسكرة العلاقة بين البلدين، و(تم) ربط القوة العسكرية لمصر بالهبة والمساعدات والسلاح الأمريكي". ودلل على ذلك بأن "العلاقات المصرية-الأمريكية كانت منذ الانقلاب العسكري بيد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل".

وتابع: "مع وجود أنظمة بعيدة عن الاختيار الشعبي، يجعل المناخ مناسبا لإقرار جميع الاتفاقيات المعلنة والسرية مع تل أبيب وواشنطن، ولكن في حال وجود مسار شعبي وثوري فتصبح في نطاق المراقبة والسيطرة".

ورأى عقل أن إدراج حركة حماس وكتائب القسام على قائمة الإرهاب هو حرف لـ"الولاءات الوطنية" بجعل الصديق عدوا والعدو صديقا، مشيرا إلى "عدم التطرق إلى إسرائيل في وسائل الإعلام (المصرية) مقابل حصص إعلامية بدون حصر لشيطنة الفلسطينيين وحركات المقاومة".

تنازلات لإسرائيل مقابل دعم اللوبي الصهيوني

من جهته، أكد المنسق العام لحركة "صحفيون ضد الانقلاب"، أحمد عبد العزيز، أن شواهد التقارب المصري الإسرائيلي "جسده دعم وتأييد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب مشهود له بمواقفه المؤيدة والمناصرة للشعب والمقاومة الفلسطينية".

وقال عبد العزيز لـ"عربي21":" هذا النظام أكثر إخلاصا وتوافقا مع تل أبيب من أي نظام سابق، من خلال حزمة من الإجراءات قدمها كولاءات، مثل تجريم المقاومة الفلسطينية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة، وإخلاء الشريط الحدودي من الناس بالمخالفة للدستور في سابقة تاريخية".

واستنكر عبد العزيز "إدارج حركة حماس على قائمة الإرهاب، في الوقت الذي يرفع فيه الاتحاد الأوروبي الحركة من قائمة الإرهاب"، ورأى أن القرار المصري يعطي "مسوغا لإسرائيل لضرب قطاع غزة، ويشرعن حربها على الفلسطينيين تحت مسمى الحرب على الإرهاب".

وأضاف: "الكيان الصهيوني يساند النظام العسكري الانقلابي بمصر من خلال اللوبي اليهودي في دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، ولا يُقْدم على ذلك إلا بمقابل يعادل أضعاف ما يقدمه".

مصر تغيب وإسرائيل تحضر

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حازم حسن، أن غياب مصر عن المشهد الإقليمي بسبب أوضاعها الداخلية المرتبكة، وانشغالها بتدعيم حكمها المتوتر، يجعل إسرائيل في وضع مريح وأفضل.

وقال حسن لـ"عربي21": "سمحت إسرائيل لمصر باستقدام آليات عسكرية إلى سيناء، يعني بالضرورة وجود ضمانات وتعهدات بأن لا تستخدم ضدها، وأن تبقى لفترة محدودة". وتابع: "النظام لا يريد أن يزعج نفسه بفتح جبهات داخلية وخارجية، والقضية الأساسية لديه ليست إسرائيل الآن بكل تأكيد".

وتساءل حسن عما جنته مصر من وضع حركة حماس على قائمة المنظمات الإرهابية، قائلا: "لم يستفد أحد من هذا الحكم القضائي غير إسرائيل، معنويا ودعائيا، بأنها تواجه إرهابا في قطاع غزة".

النظام العسكري يسوق نفسه

أما القيادي بحركة الثوريين الاشتراكيين، هيثم محمدين، فرأى أن اختزال العلاقة بين القاهرة وواشنطن في شكلها العسكري يهدف "لحماية أمن إسرائيل".

وقال محمدين لـ"عربي21": "لقد سوق النظام العسكري نفسه على أنه حامي أمن إسرائيل بحصار غزة، وتهجير سكان مدينة رفح الحدودية، وقمع حركات المقاومة، وتأمين قناة السويس لعبور القطع الحربية والعسكرية للولايات المتحدة"، وفق تعبيره.
التعليقات (4)
الدسوقي
الإثنين، 16-03-2015 07:51 م
مصيبتنا في مصر أن الكثير من "العامة " و " أشباه المثقفين " كشلبي هذا لا يفقهون في أمور السياسة و شؤون الحكم قليلا و لا كثيرا، و لا يستعملون عقولهم في معرفة الحق و تمييزه عن الباطل؛ فهم لا يعرفون مثلا أن أمريكا لا يهمها أي شيء في العالم سوى حماية أمن ربيبتها إسرائيل و ضمان تفوقها العسكري على كل دول ( الطوق ) و في مقدمتها مصر. ورضا أمريكا و الصهاينة على السيسي و زمرته الإنقلابية يعود لتفانيه في خدمتهم و القيام بالدور الذي كلف به من قبلهم . و قد لا نستغرب يوما ما إن " طلعت تسريبات " تقول لنا أن السيسي تم تجنيده من قبلهم أيام ابتعث إلى أمريكا ، ثم هل بإمكان " الشلبي " هذا و أمثاله أن يقولوا لنا لماذا راح كثير من خيرة ضباط جيشنا ضحية سقوط طائرة مصر للطيران العائدة من أمريكا قبل أعوام ، أم أنك يا شلبي ممن يصدق فيهم قول الله تعالى ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ) .
حسن بن محمد
الخميس، 05-03-2015 01:50 م
ان السيسي صهيوني يخدم ويسير خلفة اهداف اسراسيل وينافس نتنياهو في تقديم الافضل لاسرائيل..المشكلة في المصري العربي المسلم الذي يصدقه ويسير خلفه...السيسي كان صريحا حيث قال ان مسكلتي مع الاسلام
كاتب التعليق - العربي الحر
الخميس، 05-03-2015 01:36 م
السيسي أو أمريكا أو الصهاينة أو المخابرات العربية كلها ضد الإسلام.
محمود شلبى
الخميس، 05-03-2015 10:06 ص
يضحكون على العامة بكلام ظانره صحيح وباطنه تلفيق وكذب .. لو كان تملق الخارج وعمل ما يريده هو الضمان للبقاء فى الحكم والموافقة على البطش فى الداخل ..ما كان الخارج ايد خلع مبارك من حكم مصر ..فلم نجد رئيسا صار خلف امريكا ولم يرفض لها طلبا مثل مبارك ... للذين يريدون ان يفهموا مصالح مصر هى من تحرك القيادة ا?ن وليس الغرب او الشرق مصلحة مصر وامنها القومى فقط .. ودرأ الخطر عن مصر سواء جاء من اسرائيل او شركاء ا?خوان الخونة الذين ? يراعون فى البلد معروفا و? و?ءا