مقالات مختارة

السلام المؤدي إلى السلام

نصحي جونجور
1300x600
1300x600
مشكلة نعيش معها لسنوات طوال حتى تحولت إلى جزء من حياتنا، من الطبيعي أن نعيش صدمة حين تأخذ هذه المشكلة شكلاً لم نكن ننتظره، ولكن أن ينزعج البعض من تخفيف المشكلة أو التحكم بها فلا بد أن هؤلاء البعض يملكون طريقة مختلفة في التفكير. 

من المحتمل وبشدة أن القليل منا فقط يتذكر كيف وصلت المسيرة إلى هذه المرحلة؛ مثلا لنتذكر الجملة التي قالها السيد "أردوغان": "إذا تطلب الأمر سنجرع السم!".. التي دخلت التاريخ كعنوان للعزم في السلام والتضحية. وفي الأصل فإن حكاية هذا العزم ليست جديدة، فكما ذكر السيد "أحمد داود أوغلو" يمكننا القول إن المسيرة بدأت بالكلمة التي ألقاها السيد "أردوغان" في ديار بكر عام 2005. فقد قال حينها: 

"في كل دولة تم ارتكاب أخطاء في الماضي، وكل دولة عاشت أيامًا عصيبة في ماضيها. وفي دولة كبيرة وقوية مثل تركيا وصلنا إلى هذه الأيام عبر طريق مليء بالمصاعب. ولهذا السبب فإن التغاضي عن الأخطاء التي ارتكبت في الماضي أمر لا يليق بالدول الكبيرة. الدولة الكبيرة والأمة القوية هي الدولة والأمة التي تواجه نفسها، وتناقش أخطاءها وعيوبها لتصنع المستقبل".

ولنذكّر أيضاً بالكلمة التي ألقاها السيد "أردوغان" عام 2011 في "ديار بكر":

"حين نتحدث معكم فإننا لا نحدثكم أبداً بلسان الوضع الراهن. لقد جئت أنا اليوم إلى "ديار بكر" للتحدث معكم، ولاحتضانكم، وسماع مشاكلكم. وقد قلتها في مدينة "وان" أيضاً، لا ينبغي أن يكون هناك حساب بين الإخوة، ينبغي أن يكون هناك نقاش لحل الأزمات. وقد جئت اليوم لنحل المشاكل معاً".

لا شك أن التصريحات التي أدلى بها السبت الماضي خطوة وبداية ستدخل التاريخ. لا نتحدث عن الوضع السياسي اليوم فقط، بل إن العوامل المهمة للمسيرة منذ بدايتها هي التي لخصها مساعد رئيس الوزراء "يالتشين آق دوغان" بقوله "إن اكتساب العمل على نزع السلاح بسرعة مهم جداً من ناحية توسيع الديمقراطية ونشر السلام، ويستلزم التعامل ببرود أعصاب". 

مصممو فترة الصراع في تركيا للأسف ليسوا ضعفاء إلى درجة تجعلهم ينسحبون فور قيامنا بإنشاء السلام كما يظن البعض. وبتعبير آخر، فإن الذين يُعرفون بأنفسهم عن طريق العنف والإرهاب لن يتقبلوا هذا الوضع الجديد بسهولة، وسيستمرون بقطع الطريق المؤدي إلى السلام، لهذا السبب نحتاج إلى نداء تاريخي لترك السلاح، ولسياسيين يستطيعون تهدئة العقول، وإلى أن لا نستخف بالصحافة، لأن ردة الفعل هذه التي أظهروها مقابل عملي، ولن يترددوا لحظة واحدة بتنفيذها.

كلما وصل الموضوع إلى هذه النقطة تحدث السياسيون الأكراد عن الدولة والوضع الراهن، وعن تطبيقاتهم المخالفة للقانون ونتائجها. بالطبع ليس بيدنا أن نراهم مخطئين، ولكن عليهم أن يتقبلوا أن الجُمَل التي نقلتها قبل قليل عن "أردوغان" تظهر حرصه الحقيقي على الوصول إلى حل للأزمة، والنتيجة واضحة.

حسناً... هل يمكننا أن نرى نفس السعي إلى السلام في الحركة السياسية الكردية؟ لا أريد التحدث مبكراً، ولكن هذا السؤال هو أكثر سؤال حرج في هذه الفترة الجديدة، وفي الطريق المؤدي إلى السلام فإن نزع السلاح لا يتم عن طريق السلطة فقط، فعلى "حزب العمال الكردستاني" و"حزب الشعوب الديمقراطي" التعاون أيضاً في هذا المجال.

(عن صحيفة "ستار" التركية – ترجمة وتحرير: عربي21)
التعليقات (0)