سياسة عربية

بدء حركة قوافل التجارة السرية من "دير الزور" إلى العراق

جسور دير الزور السورية: شرايين الحياة المقطوعة - جسور دير الزور السورية شرايين الحياة المقطوعة - الأ
جسور دير الزور السورية: شرايين الحياة المقطوعة - جسور دير الزور السورية شرايين الحياة المقطوعة - الأ
بدأت عدد من القوافل التجارية رحلاتها سـراً، من مدينة دير الزور شرقي سوريا، إلى داخل الأراضي العراقية، منذ أسبوع لتنقل الحبوب إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

 مع ساعات الفجر الأولى

القوافل السرية تنطـلق يوميـاً، مع ساعات الفجـر الأولى، محملة بـ40 طناً من "القمح" من صوامع الحبوب المخصصة لإنتاج الخبز في دير الزور، إلى آمن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في العراق. 

عملية بيع وشـراء القمح، حسب ما أكد مسؤولون عن حملة "دير الزور تذبح بصمت" في حديث لـ"عربي21"، تتم عبر مناقصـات تجارية تجري بين عناصر تنظيم الدولة في سوريا وتجار عراقيين، بعد معاينة نوعية القمح، حيث يتم الاتفاق على تسليم التجار العراقيين 40 طناً من القمح يومـياً، بسعر الطن الواحـد 75 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل قرابة 300 دولار أمريكي.

الاستلام وتسليم "القمح السوري"

يتولى عملية الاستلام وتـسليم "القمح السوري" عناصر من تنظيم الدولة، المقربين من "والي دير الزور" السابق في التنظـيم عامر الرفدان، وأنصاره من أبناء قريتي "جديد عكيدات" أو "البصيرة" بريف دير الزور، حيـث اتفق الجانبـان على آلية الدفـع "الكاش" بينهما، لحظة استلام التجار العراقيين الكمية المتفق عليها.

وأدت الصفقات التجارية التي أبرمت بين تنظيم "الدولة" والتجار العراقيين، إلى ارتفاع سـعر ربطة الخـبز الواحدة، إلى ما يزيد عن 100 ليرة سورية خلال الأيام الأخيـرة الماضية.

 وأرجعت حملة "دير الزور تذبح بصمت" ذلك، إلى لجوء تنظيم الدولة إلى التجارة الخارجية على حسـاب المدنيين السوريين، بهدف فتح أبواب جديدة لدخول الموارد المالية إلى خزينته. 

 المعدات والآليات الحديثة

ولم تقتصر التجارة الخارجيـة بين الجانبين على تجارة "القمـح" فحسب، فقد أكـد الناشط الإعلامي مجاهد الشامي أحد كوادر الحملة، توسعها لتشمل المعدات والآليات الحديثة والضخمة، الموجودة بجوار صوامع الحبوب بمدينة "دير الزور" السورية.

وقال الشامي إن تنظـيم الدولة قام بتسليم "تجارة الآليات"، إلى أمرائه المهاجرين، الذين وقعوا بدورهم عدداً من الصكوك التجارية مع التجار العراقيين، لبيع الآليات والمعدات للداخل العراقي من سوريا.
ويشترط في هذه التجارة الجديدة، التي يقوم بها تنظيم الدولة، الدفع عند تسـليم المعدات والآليات الضخمة إلى التجار العراقيين، وهذه التجارة بدأت مع انطلاقة تجارة القمح، التي أخذت الطابع الرسمي بين الجانبين، مشابهة للتجارات الدولية والعالمية.

منطقـة "السبعة كيلو" 

وأردف الشامي قائلاً: عملية التجارة بين الجانبين، تتم بتفرغ حمولتـها في الأراضـي العراقية الخاضعة لسيـطرة تنظـيم الدولة، والمدن غـير الخاضعة لسيطرته، لتأخـذ طريقهـا إلى الأسـواق المحلية في الداخل العـراقي.

ويعتـمد تنظـيم الدولة في مصادره التجارية كليـاً على منطقـة "السبعة كيلو" الواقعة في بداية ريف دير الزور، والخاضعة لسيطرته المطلقة، حيث تشتهر هذه المنطقة باتساع مساحتها الزراعية، والبالغة أكثر من مائة دونم زراعي.

وتـعاني بلدات وقـرى ريف دير الزور من نقص حاد من طحين القمح بشكل عام، والقمح بشكل خاص، رغم احتلالها المراتب الأولى سوريا بوفرة زراعة القمح فيها، واكتفائها الذاتي بسبب اعتماد سكانها على المزروعات المحلية، لتصبح هذه البلدات والقرى بحالة مشابهة لغالبية المدن السورية.
التعليقات (1)
مواطن سورى
الإثنين، 16-03-2015 11:55 ص
هذا كله متوقع من أناس تهمهم مصالحهم الخاصة وليس مصلحة الشعب الله لا يوفقهم