مقالات مختارة

الحرية والفتاة

أمره آك أوز
1300x600
1300x600
صورة من الماضي:

في سنوات الصراع، قبل انقلاب 1980، كان لدى المقاتلين اليساريين الذين يدافعون عن العنف أسلوب يستخدمونه، كانوا يدخلون بين التجمعات التي لا تملك أي نية بالاشتباك مع الشرطة، وفي الوقت المناسب يطلقون النار على الشرطة، أو يرمون زجاجات حارقة عليهم، ثم يهربون من بين التجمع، وبالطبع نتيجة لهذا تبدأ الشرطة أيضا بالهجوم، وتقوم باعتقال الكثير من الأشخاص، وهناك يجري ضرب قسم منهم.

ذات مرة سألت أحد هؤلاء المقاتلين عن سبب قيامهم بهذا، فقال: "لكي يروا الوجه الحقيقي للشرطة التي هي لبنة الأنظمة الفاشية!"، يريدون بذلك أن يجعلوا الطلاب الذين تم ضربهم أعداء للشرطة، ويضموهم لصفوفهم.

صورة من الحاضر: 

وقفت سيارة الشرطة أمام الموقف بالضبط. كان محركها يعمل... أحد الشرطة جلس في داخلها ينظر إلى هاتفه، أما الآخر فذهب إلى بنك خلف الموقف، وحين انتهى عمله عاد وركب السيارة... كانوا يقفون، ولكنه نزل بعدها إلى الموقف، وذهب إلى جانب فتاة تقف في الموقف، وسألها عن هويتها، أعطته الفتاة هوية، فنظر إليها، وتفحصها جيداً، وقلبها بيده، ثم قال لها: "ألا يوجد غيرها؟" فقالت له: "لا". وكان الشرطي الآخر قد نزل من السيارة. في هذه الأثناء جاءت الحافلة فأخذت الفتاة هويتها، وصعدت إلى الحافلة. وبعد أن غادرت الحافلة نظر الشرطي الذي طلب الهوية إلى زميله وضحك!... هذه الضحكة معروفة جيداً، هو فقط ينتظر من صديقه الرجل دعماً وتفهماً، بل ومدحاً لما فعله مع الفتاة. حين رأيت تلك الضحكة فهمت، لو سألتموه لأنكر حتماً، وقال إنه شبهها لأخرى مطلوبة، ولكن سبب قيامه بطلب هوية الفتاة ليس اشتباهه بها، قد يكون أراد التحدث أو سماع صوت الفتاة فقط، وليقوم بهذا استخدم صفته التي منحها القانون له! 

العبرة من القصة: حين قاموا بتغيير اسم قانون الأمن الداخلي إلى "قانون حماية الحريات" كان بإمكانهم أن يسموه "قانون توسيع الحريات"، لأن المسؤولين الذين يستخدمون سلطتهم في الأعمال اللاأخلاقية يملكون خيالاً واسعاً في موضوع الحرية.

(عن صحيفة صباح التركية)

(ترجمة وتحرير تركيا بوست)
التعليقات (0)