ملفات وتقارير

إسرائيل علمت بوجود الجنرال الإيراني بالقنيطرة قبل القصف

رويترز نشرت أن إسرائيل لم تكن تعلم بوجود الجنرال الإيراني - فارس
رويترز نشرت أن إسرائيل لم تكن تعلم بوجود الجنرال الإيراني - فارس
فيما يشكل نسفا لتصريحات سابقة منسوبة لمسؤولين إسرائيليين، أكدت مصادر عسكرية في تل أبيب أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون كانا يعلمان بشكل يقيني بوجود الجنرال الإيراني محمد علي الله دادي في القافلة التي ضمت قيادات حزب الله، وقامت إسرائيل بقصفها الأحد الماضي في محيط مدينة القنيطرة في هضبة الجولان السورية.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الخميس عن المصادر قولها إن كلاً من نتنياهو ويعلون قررا مهاجمة القافلة على الرغم من أن الجنرال دادي لم يكن في بؤرة الاستهداف، نظرًا إلى أنه توفرت فرصة قد لا تتكرر للتخلص من قيادات حزب الله الميدانية.

ونوهت المصادر إلى أن قيادات حزب الله العسكرية والجنرال الإيراني كانوا في جولة تفقدية تهدف للإعداد لعمل عسكري انطلاقا من الجولان.

وكانت وكالة أنباء "رويترز" قد نقلت عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها إن إسرائيل لم تكن على علم بوجود الجنرال الإيراني، وأنها لو علمت بذلك لما نفذت العملية.

من ناحيته قال رئيس دائرة الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب" يارون فريدمان، إن آخر ما تفكر فيه إيران وحزب الله ونظام بشار الأسد هو المخاطرة بفتح مواجهة مع إسرائيل في الوقت الراهن.

وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم، نوه فريدمان إلى أن الهدف الاستراتيجي الأعلى لكل من إيران وحزب الله هو الحفاظ على نظام الأسد، مع علمهما أن فتح مواجهة مع إسرائيل يقلص من قدرتهما على مساعدة النظام على البقاء، بسبب الدور الحاسم الذي يلعبانه في الحفاظ على النظام. 

وأكد المراقبون في تل أبيب أن عملية الاغتيال كشفت عمق الاختراق الاستخباري الذي تتمتع به إسرائيل داخل صفوف حزب الله، مشيرين إلى أن صناع القرار في تل أبيب كانت لديهم صورة وافية وتفصيلية عن تحركات القيادات الإيرانية.

من ناحيته قال أمنون أبراموفيتش، المعلق في قناة التلفزة الثانية إن إسرائيل أيضا غير معنية بمواجهة شاملة، مشيرا إلى أن القيادة الإسرائيلية غير معنية بمواجهة تغير موازين القوى في سوريا بشكل جذري يفضي إلى سقوط النظام.

وفي تعليق بثته القناة مساء أمس، أوضح أبراموفيتش أن إسرائيل تفترض أن ردها قد يفضي بشكل غير مباشر بتغيير موازين القوى لصالح التنظيمات الجهادية، وهذا ما يحمل في طياته مخاطر كبيرة على الأمن الإسرائيلي على المدى المتوسط والبعيد.

وفي سياق متصل، ألغى رئيس هيئة أركان الجيش بني غانز زيارة مخططا لها إلى أوروبا، تحسبا من تدهور الأوضاع الأمنية في شمال إسرائيل في أعقاب اغتيال قيادات حزب الله.

ويذكر أن الجيش وقوى الأمن الإسرائيلية قد أعلنت الاستنفار الشامل مساء أمس في أعقاب توفر شبهات حول عملية تسلل تمت من جنوب لبنان للكيان الإسرائيلي.

وقد ألغيت حالة الاستنفار القصوى، بعدما تبين أن حالة التوتر الشديد هي التي دفعت الجنود للإبلاغ عن عملية التسلل التي لم تكن.
التعليقات (0)