ملفات وتقارير

"زينة".. ناشطة مقدسية بيتها مهدد بالهدم

منزل الناشطة المقدسية زينة عمرو المهدد بالهدم - أرشيفية
منزل الناشطة المقدسية زينة عمرو المهدد بالهدم - أرشيفية
"إللي بعدّ العصي مش زي اللي بوكلها"، مثل كان ينطبق على الناشطة المقدسية زينة عمرو، التي تتبعت لسنوات التأثيرات النفسية لهدم المنازل على أهالي القدس، وكان هذا موضوع رسالتها الجامعية في مرحلة الماجستير، قبل أن يصبح منزلها فيما بعد أحد البيوت المهددة بالهدم.

في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2014 عاشت "زينة" حقيقة "المأساة"، حيث استلمت قرارا إداريا  من سلطات الاحتلال يقضي بهدم منزلها الذي بُني في عام 1946، أي قبل مجيء الاحتلال بثلاث سنوات.

تقول لـ"عربي21": "شعرت بمرارة الحدث.. يتملكني الإحساس بالألم والغضب، فبمجرد أنك مقدسي، فلا بد أن تُحاكم، ويُهدم بيتك، وتشرد عائلتك".
 
ويقع البيت المهدد بالهدم في أي لحظة، في حي الثوري بمنطقة العباسية، ويطل على ساحات المسجد الأقصى المبارك من مسافة كيلومتر واحد جنوبا، وتقدر مساحته الإجمالية بـ210 أمتار مربعة، ويسكنه قرابة 20 فردا معظمهم من الأطفال.

مشاعر مؤلمة


وبينت "زينة" أنك "بمجرد أن تستلم قرارا ظالما بهدم بيتك؛ تفقد الشعور بالاستقرار والأمن والهدوء، وتتغير حياتك جذريا، ويسود القلق على مصير العائلة". وأضافت: "تلك المشاعر المؤلمة، كنت أعيشها على الورق، لكني أحياها اليوم على أرض الواقع.. وأصبحنا في الهوا سوا"، على حد تعبيرها.

وقالت إن الاحتلال الإسرائيلي لا يخفي نواياه في محاولة تفريغ مدينة القدس من أهلها "بهدف استكمال حلمه بأن تكون عاصمة خالصة للدولة اليهودية المزعومة"، مشيرة إلى أنه بلغ من الغطرسة الحد الذي يهدم فيه البيوت التي وجدت قبله على أرض فلسطين.

وتابعت: "الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يضرب كل ناشط مقدسي بأي وسيلة، فهو يختلق المشاكل لدفع المقدسي إلى ترك مدينته، من خلال قرارات الهدم الجائرة التي طالت كل شيء".

وأوضحت أن قرارات الهدم تدخل المواطن المقدسي في حالة من الخوف على منزله، الأمر الذي يوقعه في مصيدة فتح ملف لدى بلدية الاحتلال، تستمر متابعته لسنوات "تستنزف طاقته وأمواله من خلال دفع الغرامات والمخالفات، تمهيدا لإصدار قرار الهدم"، مؤكدة أن "هذا ما حصل بالفعل للعديد من المقدسيين".

وطالبت "زينة" أصحاب القرار الفلسطيني ومؤسسات حقوق الإنسان، بـ"العمل على ردع الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، وإجباره على التوقف عن إجراءاته التي تهدد استقرار وثبات المقدسي في وطنه وبيته"، داعية أصحاب البيوت المهدَّمة والمهددة بالهدم إلى "الوقوف صفاً واحداً، في وجه المعتدي".

باقون ما بقي الأقصى


من جانبه؛ قال رضوان عمرو، نجل "زينة"، إن الاحتلال يسعى من خلال سياسة هدم المنازل لتشريد المقدسيين من أرضهم "كي لا يتفرغوا للرباط في المسجد الأقصى".

وأضاف عمرو، الذي يعمل رئيسا لقسم المخطوطات في الأقصى: "إنهم يريدون إشغال المقدسي بكيانه وبيته ومستقبله، من أجل تحويله عن التفكير الجماعي بكيفية الدفاع عن القدس في مواجهة التهويد؛ إلى التفكير في ذاته".

وبيّن في حديثه لـ"عربي21" أن إجراءات الاحتلال القمعية ستفشل في "تحطيم الروح الجماعية داخل المدينة المقدسة"، مؤكدا أن "رسالة كل مقدسي تؤكد أننا باقون ما بقي الأقصى".

وقال إن دعوى عدم ترخيص منازل المقدسيين "باطلة؛ لأن وجود الاحتلال أصلاً غير شرعي، وغير مرخص به"، متهما المخابرات الإسرائيلية بالوقوف خلف قرار هدم المنزل.

وأضاف: "هناك مشكلة شخصية بين مخابرات الاحتلال، وبين والدتي المرابطة في المسجد الأقصى، وسبق أن اعتقلت واعتدي عليها، ما أدى إلى كسر في قدمها".

وبحسب مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع؛ فقد هدمت سلطات الاحتلال 1342 منشأة سكنية وغير سكنية في الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة، منذ عام 2000 وحتى 2014، ما أدى إلى تشريد 5860 مواطنا مقدسيا، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

وتبلغ نسبة التراخيص التي تمنحها "إسرائيل" للمقدسيين في مدينة القدس المحتلة 2 بالمئة، مقابل 98 بالمئة لليهود، ويحتاج كل من يملك بيتا أو شقة مساحتها 100 متر، إلى قرابة 100 ألف دولار لكي تمنحه بلدية الاحتلال في القدس ترخيص بناء طابق واحد.





التعليقات (0)

خبر عاجل