ملفات وتقارير

ضعف الدور السني في ديالى يشجع المليشيات على التمدد

ديالى
ديالى

مع تصاعد وتيرة التصفية الطائفية في الآونة الأخيرة في محافظة ديالى العراقية، وامتداد نفوذ الميليشيات الشيعية إلى شتى المناطق والمدن، بات الوجود السني هشا في تركيبة المجتمع العراقي، إذ ما تزال تلك الميليشيات تواصل استهداف المدنيين السنة في ناحية أبي صيدا والمقدادية ومناطق أخرى.

وذكر عدد من سكان ناحية أبي صيدا، ممن عادوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى منازلهم بعد فرارهم من المنطقة إثر سيطرة الميليشيات عليها، أن "الناحية بدأت تشهد تضييقا على الأهالي المتواجدين بأعداد قليلة جدا، وذلك لامتداد نفوذ الميليشيات إلى أماكن وجودهم، وهم يعيشون حالة مأساوية على المستوى الإنساني بسبب تهديد تلك الميليشيات المستمر، التي تنفذ حملات اعتقال على الهوية وعمليات اغتيال بحق الشباب السنة"، وفق ما رواه السكان لـ"عربي21".

وأكد أحد أئمة المساجد، فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، أن أوضاع السنة القاطنين في منازلهم والمهجرين قسرا الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم ليسكنوا مخيمات قضاء خانقين أو على أطرافها، يعانون من مضايقات الميليشيات داخلها، لقربهم من بؤر الصراع بين "الدولة الإسلامية" و"المليشيات الإيرانية" وتوسع النفوذ الكردي.

وأشار إلى هشاشة النفوذ السني في تلك المناطق، مع ازدياد عمليات التغيير الديمغرافي في ديالى والمناطق الحدودية، دينيا أو سياسيا أو حتى عشائريا، فسكان المدن ينامون ويصحون على تهديد ووعيد الميليشيات التي تطالب السكان بالرحيل، حيث يشرف على عمل هذه الميليشيات مستشارون إيرانيون، وسط حالة من الصمت تخيم على الحكومتين المركزية والمحلية إزاء عمليات الإبادة والتهجير للعرب السنة، حسب وصف الإمام.

ورغم استغاثة أهالي ديالى المتكررة من كافة المستويات لإيقاف العمليات المروعة التي تنفذها الميليشيات على أساس طائفي في المحافظة، إلا أن تلك الاستغاثة لم تجد آذانا صاغية لوقف هذه العمليات أو الحد منها، ففي منطقة "دور الضابط" التابعة لقضاء المقدادية تواصل الميليشيات إلقاء منشورات تطالب الأهالي بالرحيل، وإلا ستكون منازلهم قبورا لهم.

بدوره، يقول فتحي خالد، أحد سكان ديالى، إن انعدام الأمن الذي حل مؤخرا وعدم تمكن الأهالي من الصلاة في المساجد بحرية أو حتى الذهاب للتسوق إلا في الحالات الضرورية جدا خوفا على حياتهم من الاختطاف أو القتل وسط انتشار عناصر المليشيات، إضافة إلى الشلل الذي أصاب مرافق الحياة في قرى ومدن ديالى، دفع  المئات من السكان إلى الهجرة ومغادرة المحافظة بلا رجعة.

وتابع: "أنا وعائلتي واحد من المئات الذي يقفون يوميا أمام الحواجز الأمنية المزدحمة للخروج من المدينة، حيث نتشارك جميعا نفس الهم وهو فقدان الأمن"، مضيفا أن أغلب سكان ديالى تركوها مجبرين، فالبعد الطائفي بدأ يدخل بقوة في معادلة الصراع هناك، ليكون المواطن البسيط، شاء أم أبى، جزءا منه.  

بدوره، أوضح خالد (40 عاما) أنه يسمع دائما من بعض أفواه عناصر المليشيات أنهم يعزمون على تطهير كل مناطق وقرى ديالى من العشائر السنية، على ألا يبقى سني واحد فيها، كما يقول.
التعليقات (0)