سياسة عربية

السيسي من الصين: إصلاح الجهاز الإداري يحتاج 10 سنوات

السيسي: "عاوزين شوية صبر" - أ ف ب
السيسي: "عاوزين شوية صبر" - أ ف ب
 نقل إعلاميون مصريون مصاحبون لعبدالفتاح السيسي في زيارته إلى الصين -التي يختتمها الخميس- قوله لهم إن إصلاح الجهاز الإداري بالدولة يحتاج إلى عشر سنوات، معلنا رفضه تأسيس حزب سياسي.
 
وبحسب التقارير التي كتبها هؤلاء الإعلاميون في الصحف المصرية الصادرة الأربعاء عن لقائهم بالسيسي في مقر إقامته بالعاصمة الصينية بكين الثلاثاء، فإنه قال: "إحنا عايزين اصطفاف شعبي، ولا يتصور أحد أن الجهاز الإداري للدولة يمكن إصلاحه، وهيكلته في 6 شهور، الأمر يحتاج إلى 10 سنين على الأقل".
 
وتابع: "مهمتنا الآن نشر الأمل والهدوء، ولا أستطيع أن أتعامل بعنف لإصلاح جهاز إداري.. المطلوب العمل على الإصلاح، وفتح الباب أمام الشباب، ونشر الطاقة الإيجابية"، على حد قوله.
 
وسجل المراقبون عزوفا من الشباب -الذين يشكلون أكثر من 40% من أفراد الشعب المصري- عن المشاركة في الاستفتاء على دستور لجنة الخمسين المعينة من قبل العسكر في كانون الثاني/ يناير الماضي، والانتخابات الرئاسية المدموغة بشبهة التزوير التي فاز فيها السيسي بنحو 97% من إجمالي المصوتين.
 
وتعهد السيسي -في لقائه شباب الإعلاميين المصريين- بالنظر في ملفات الشباب والطلاب المحبوسين على ذمة قضايا ترتبط بأحداث ما بعد 30 يونيو، على حد قوله، وهو تعهد ليس الأول من نوعه.
 
وأضاف السيسي: "ندرس ملفاتهم حاليا، ومن يستحق ستصحبونه معكم خارج السجون"، على حد تعبيره.
 
وتابع أنه يبحث حاليا عن كوادر شابة لتولى المناصب القيادية في المحليات، لتجديد الدماء، وإفساح المجال للشباب للمشاركة في بناء الوطن، مضيفا: "أنا محتاج للشباب عشان نبنى بلدنا".
 
وتعرض أكثر من أربعين ألف مصري للاعتقال منذ إعلان السيسي بيانه بعزل الرئيس الدكتور محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، غالبيتهم من الشباب، كما يتعرض المتظاهرون السلميون منهم داخل الجامعات وخارجها للقمع من قبل قوات الجيش والشرطة.
 
وفي حواره مع شباب الإعلاميين، جدد السيسي رفضه تأسيس حزب سياسي. وقال: "عايز الشعب يخوض التجربة، وأثق في وعيه، واختياره".
 
وترفض غالبية الأحزاب المصرية قانون تقسيم الدوائر الانتخابية الذي أصدر السيسي بشأنه قرارا بقانون قبل توجهه مباشرة إلى الصين، نظرا لأن هذا القانون لا يراعي عدالة التوزيع بين فئات ونسب توزيع الشعب المصري، وفق هذه الأحزاب.
 
ويصطحب السيسي معه -في زيارته إلى الصين- عددا كبيرا من رؤساء تحرير الصحف المصرية والإعلاميين والصحفيين المصريين، على عكس الرئيس الدكتور محمد مرسي الذي فضل عدم اصطحاب أي منهم لدى زيارته للصين خلال فترة حكمه؛ ضغطا للنفقات.
 
أما من سافر لتغطية زيارته فقد سافر وقتها على نفقة المؤسسة الإعلامية التي يتبعها، وليس على نفقة الرئاسة، وبالتالي فضلت غالبية الفضائيات المصرية عدم إرسال مندوبين عنها لتغطية زيارة مرسي للصين، على عكس السيسي.
 
ومن جهته، نقل السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، عن السيسي تأكيده أهمية تثبيت دعائم الدولة المصرية، وأهمية تدعيم الاصطفاف الوطني، والحفاظ على مؤسسات الدولة مع بذل الجهود اللازمة لإصلاح بعض السلبيات التي تعتري الأداء البيروقراطي للدولة، فضلا عن ضرورة مكافحة الفساد.
 
وكشف محمد الدسوقي رشدي مدير تحرير صحيفة "اليوم السابع"، والمسؤول بقناة "النهار" الفضائية، عن أن السيسي طالب بالتدقيق في بعض ما ينشر بالصحافة المصرية، وضرورة الوقوف بجانب الدولة لدعم المؤتمر الاقتصادي، المقرر عقده في آذار/ مارس المقبل.
 
وأضاف السيسي -بحسب الدسوقي- أن الوضع في مصر منذ عام 2011 لم يتغير، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن يكون حجم المشاركة المجتمعية أكبر، مضيفا: "أنا مش بلوم الناس اللي مشاركتش.. الموجود عند المصريين مش وعي، وإدراك حقيقي".
 
وشدد السيسي على أن اصطفاف المصريين مهم جدا، مضيفا: "مين قاعد في الحكم أربع سنوات.. وعندك فرصة تقول له مع السلامة"، متابعا: "الناس "تململت" بعد شهور، وإحنا عايزين شوية صبر، التململ مش لصالحنا، والحل الوحيد في الاصطفاف، والمشاركة".
 
وقال السيسي إن الجهات التي تخطط لتدمير مصر لم ترفع راية الاستسلام بعد، وما زالت تعمل على ذلك.
 
وحول الفساد في الدولة، قال إن حجم الفساد في مؤسسات الدولة لم يقل إلا بعد تحييد العامل البشرى، وما نقوم به الآن المراقبة والسعي لتقليل حجم الخسائر وانتشار الفساد.
 
وأكد أنه في كل مؤسسة حكومية جروح وشروخ، أقلها عدم التجانس، أما بالنسبة لإصلاح الجهاز الإداري بالدولة، فقال إن الأمر يحتاج إلى 10 سنوات، وهدوء في التعامل؛ حتى لا يحدث انهيار، على حد قوله.
 
وحول الملف السوري، قال: "التعامل مع هذا الملف لا ينفصل عن رؤيتنا لوضع الإرهاب بالمنطقة".
 
ومن جهته، نقل ياسر رزق رئيس مجلس إدارة صحيفة "الأخبار" عن السيسي في صحيفة "الأخبار" الأربعاء أنه ركز في مباحثاته مع الرئيس الصيني على مشروع قناة السويس الجديدة، وأهميته لمبادرة إحياء طريق الحرير البرى والبحري التي طرحها الرئيس الصيني.
 
كما نقل رزق عن الرئيس الصيني اختتامه جلسة المباحثات مع السيسي في أول أيام زيارته للصين بهذه العبارة: "لقد نجحت زيارتكم يا سيادة الرئيس"!
التعليقات (0)