سياسة عربية

مسيرات لـ"حملة جبل الصبر" بدمشق في "أربعينية الحسين"

"حملة جبل الصبر".. مظهر آخر لتزايد نفوذ الشيعة في دمشق (عربي21)
"حملة جبل الصبر".. مظهر آخر لتزايد نفوذ الشيعة في دمشق (عربي21)

بالقرب من أسوار قلعة دمشق العريقة التي شهدت على تاريخ المدينة الأقدم في العالم، تعالت الصيحات الطائفية التي هتفت بها حناجر الوفد "الشيعي" القادم إلى دمشق، الذي مضى بطريقه من جوار القلعة باتجاه حارات حي العمارة الدمشقي لزيارة مقام "السيدة رقية".

وكان الوفد القادم من لبنان، بحسب ما ظهر من لهجة أفراده، قد بدأ مسيره من الطرف المقابل لقلعة دمشق، حيث توقفت حافلاتهم على مرأى من أعين سكان المدينة الغاضبين من تفشي ظاهرة "الحسينيات" في دمشق، ومن الشعارات والهتافات المفعمة بالطائفية التي باتت ترفع جهارا لاستفزازهم.

وقام الوفد المسمى بـ"حملة جبل الصبر لزيارة العتبات المقدسة - لبنان – سوريا" الذي ارتدى أفراده اللباس الأسود، واضعين شارات موحدة خضراء اللون كتب عليها اسم الحملة للدلالة على هويتهم، بمسيرة جابت الأحياء القديمة في دمشق، كحي العمارة ومحيط مقام السيدة رقية ومحيط المسجد الأموي، إحياء لذكرى "أربعينية الحسين" بحسب ما أفاد مكتب دمشق الإعلامي.

وتبع الوفد القادم عدة وفود صغيرة أخرى بالقرب من المسجد الأموي، ارتدى أفرادها شارات خضراء مماثلة لوحظت أيضا على أكتاف العديد من الزوار في سوق الحميدية ومحيطه القادمين للحاق بالوفود.

وبحسب ناشطين من مدينة دمشق، فإن الظاهرة المتكررة مؤخرا انتشرت مع قيام النظام السوري بتقديم تسهيلات كبيرة للزوار الشيعة القادمين من إيران والعراق ولبنان، وخاصة عائلات المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانبه، موضحين أن عدة وفود من بلدان مختلفة، كالبحرين والكويت ولبنان، قامت في وقت سابق بزيارة مقام السيدة زينب في ذكرى "أربعينية الحسين".

وكانت أحياء دمشق قد شهدت في شهر أيار/ مايو من العام الجاري مسيرات مشابهة شارك فيها العديد من الزوار والسكان الشيعة بالإضافة لمقاتلي المليشيات الشيعية وبعض قياداتهم، رفعت فيها أعلام حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس في ذكرى إحياء وفاة السيدة زينب. كما شهدت مناطق في دمشق احتفالات صاخبة في ذكرى عاشوراء الشهر الماضي.

وبين ناشط مدني معارض، في حديث لـ"عربي21"، أن كلا من المسيرات الشيعية وتشييع العناصر المقاتلة من المليشيات الشيعية تحاط عادة بحماية أمنية وعسكرية مسلحة؛ منعا لأي تعرض لهم من قبل سكان المدينة الحانقين عليهم.

وأوضح أن كل ذلك يعد جزءا واحدا من سعي النظام وشركائه لتشييع المدينة، إذ تمتلك السفارة الإيرانية عقارات كثيرة في دمشق القديمة بالمنطقة الممتدة من خلف المسجد الأموي وحتى باب توما، التي يعرف عنها غناها بالآثار المسيحية والإسلامية.

كما باتت السفارة تملك العديد من الفنادق في المنطقة المحيطة بالمركز الثقافي الإيراني في منطقة البحصة، كـفندق الإيوان وآسيا على سبيل المثال، إضافة لتشييدها العديد من المدارس والمؤسسات الشيعية، كـ"كشافة الإمام المهدي في سوريا" التي تجند الأطفال وتدربهم على الفنون القتالية "للدفاع عن النفس"، بالإضافة لتلقينهم دروسا عن المذهب الشيعي والطقوس "الحسينية".

ومن الجدير بالذكر أن أغلب الشيعة في دمشق يتخذون من حي الشاغور، الذي يحوي مقرا لـ"حزب الله السوري" التابع لحزب الله اللبناني وبعض أحياء دمشق القديمة، مراكز لهم، بحجة قربها من المقامات المزعومة.

التعليقات (0)