قضايا وآراء

الإرهابيون يصلون الجمعة في كاتدرائية واشنطن

محمد الأحمر
1300x600
1300x600
هو ليس عنوان خبر عن وصول جيوش داعش الجرارة إلى الولايات المتحدة ودخولهم فاتحين إلى كنائس أمريكا بل هو تصحيح لعنوان خبر تداولته وسائل الإعلام يوم أمس عن تنظيم الكاتدرائية الوطنية في واشنطن لفعالية بعنوان "كتف لكتف" وذلك بدعوتها لمجموعة من المسلمين وبالتنسيق مع الهيئات والجمعيات الإسلامية الفاعلة في أمريكا لإقامة شعائر صلاة الجمعة داخل الكاتدرائية وذلك لأول مرة منذ تاريخ تأسيس هذه الكاتدرائية والتي تعد أهم مؤسسة دينية حيث تقام فيها جنازات كبار المسؤولين كما تقام فيها مراسم أداء القسم الرئاسي حيث عبر القائمون على هذه الفعالية أنها خطوة تعزز الانفتاح الأمريكي على الدين الإسلامي.

لعل موضوعنا ليس في الحدث بحد ذاته فهكذا حدث ليس غريبا في دولة تؤمن بتعدد الأديان وحرية ممارسة المعتقدات الدينية وقد سبق هذا الحدث أحداث مشابهة في سنوات سابقة ولكن المفاجأة هي أن نعرف أن أحد المؤسسات المنظمة لهذه الفعالية هي منظمة إرهابية!!

نعم لقد قام بتنظيم هذه الفعالية مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أو ما يعرف اختصارا بـ (كير) وقد ورد اسم هذه المنظمة في قائمة التنظيمات الإرهابية التي صدرت عن مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث ضمت أيضاً هذه القائمة ما يقارب الثمانين تنظيما ورابطة وجمعية وفصيلا مسلحا وكان الرابط المشترك بين كل الأسماء المذكورة هو (الإسلام).

لم يعد خافياً على أحد ومنذ انطلاق ثورات الربيع العربي تلك الحرب التي تشنها دولة الإمارات العربية المتحدة على التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين في العلن تارة وفي الخفاء تارة أخرى، وإن إصدار مثل هذه القائمة ما هي إلا جولة من جولات هذه الحرب حيث إن ما يزيد عن ستين بالمئة من المؤسسات والمنظمات المذكورة في القائمة هي لمؤسسات وجمعيات وروابط تابعة للتنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين في بلاد المهجر كأمريكا وأوروبا والدول الإسكندنافية، ولكن من المستغرب الزج بأسماء مثل منظمة (كير) وهي مؤسسة أمريكية وتعمل بشكل قانوني وبترخيص من السلطات الأمريكية وليس لها أي نشاط خارج الولايات المتحدة سوى أنها تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأمريكيين أو الأجانب بالإضافة إلى تحسين صورة الإسلام في أمريكا وقد كان لها دور كبير في تخفيف حدة الهجمة على الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

كما أنه كيف لدولة مثل الإمارات وهي عضو في مجموعة أصدقاء سوريا وهي مجموعة الاتصال الدولية التي تشكلت لدعم انتفاضة الشعب السوري ضد النظام السوري، كيف لها أن تدرج أسماء بعض الفصائل المقاتلة على الأرض السورية مثل لواء التوحيد وأحرار الشام على قوائم الإرهاب؟ لتذهب بذلك أبعد من الموقف الأمريكي في تصنيفه للمعارضة المعتدلة.

ويبقى غياب اسمين من هذه القائمة سرا محيرا الاسم الأول هو حزب الله اللبناني ذو التشعبات الدولية على الرغم من ورود اسم حزب الله في العراق والخليج في تلك القائمة والاسم الثاني هو حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي تناصبها دولة الإمارات أشد العداء وتتهمها بأنها الذراع المسلح لحركة الإخوان المسلمين، أم أن عدم إضافة حماس للقائمة كان بنصيحة من المستشار الأمني لحكومة الإمارات محمد دحلان لوجود أوراق ضغط وقوة بيد الحركة ضد إسرائيل تتمثل بالجنود المخطوفين، والذي قد يكون للإمارات أو لدحلان دور في عملية التفاوض عليهم ولاحقا يمكن إدراج اسمها في القائمة التي قد تتسع يوما بعد يوم.
التعليقات (0)