قضايا وآراء

جاسوس دولي مصري ثلاثي الأبعاد

رضا حمودة
1300x600
1300x600
أن تكون عميلاً مزدوجاً لجهة ما أو دولة بعينها فهذا من قبيل المألوف والمتعارف عليه في عالم الجاسوسية والتخابر لجهات وأجهزة مخابراتية، أما الجديد أن تكون العمالة ثلاثية الأبعاد على طريقة تكنولوجيا المعلومات التليفزيونية (3HD) على حد علمي المتواضع بقضايا الجاسوسية والمخابرات، بمعنى أن تكون جاسوساً لحساب ثلاث جهات في وقت واحد فتحصل على صك الخيانة العظمى من أوسع الأبواب!.

حقق التليفزيون المصري الرسمي، الذى يدفع رواتب موظفيه من جيوب الشعب، نصراً مؤزراً (أو هكذا يتصور) في معركة غير متكافئة تفتقد لأدنى درجات الأخلاق أو الرجولة، مع حملة تشفّي إعلامية رخيصة ومبتذلة، حينما أقدم عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمشرف العام على وزارة الإعلام على فصل بعض الإعلاميين العاملين بالخارج في قطر وتركيا، أمثال معتز مطر(المذيع بقناة الشرق التركية)، وأيمن عزام وأيمن جاب الله(بقناة الجزيرة القطرية)، وطارق عبد الجابر(قناة الشرق التركية أيضاً)، رغم أن الأخير غير مُعيّن بالتليفزيون المصري رسمياً على درجة مالية ثابتة، وكان يعمل مراسلاً لقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري بنظام التعاقد من الخارج قادماً من وكالة الأسوشيتد برس، وللأمانة لا نستطيع أن نظلم هذا الموظف وحده أو نحمّله المسؤولية كاملةً، لأنه لا يملك من أمره شيئاً فالرجل عبد مأمور، ينفذ ما يُملى عليه من أوامر وتعليمات عليا.

فالأسماء سالفة الذكر تعمل في قنوات "معادية للنظام المصري" وتسعى لإثارة الفتنة بين الشعب المصري والتحريض على الشرطة والقوات المسلحة، كما ورد في حيثيات قرار الفصل، ذلك أن كل معارض للنظام الحالي ينطبق عليه هذا التوصيف، لذا كان حقاً عليه أن ينضم لطابور الخونة والإرهابيين والعملاء، ولكن عملاء من نوع خاص وفريد على طريقة التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد!، فنص الاتهام الطبيعي لكل معارض لثورة 30 يونيو المجيدة، لاسيما لو كان صحفياً أو إعلامياً، أن يكون جاسوساً لحساب ثلاثة جهات (جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وقطر وتركيا)، ليكتمل ثالوث التخابر والخيانة العظمى!، هكذا بكل بساطة ودون تحري أو تحقيق أو توثيق، أو الاستناد لحكم قضائي نهائي بات! فلا عجب أن يكون (وائل قنديل وأحمد منصور وأيمن نور وحاتم عزام ومحمد القدوسى وسليم عزوز وأحمد حسن الشرقاوى وسامى كمال الدين وآيات عرابي ونيفين ملك ورامي جان بل وشقيق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وغيرهم كلهم من الإخوان، أو يعملون جواسيس لصالح الأجندات الثلاث الإخوانية القطرية التركية!، فقط لأن السلطة الحاكمة الآن ترى ذلك حيث ترى في جماعة الإخوان المسلمين العدو الأوحد والشيطان الأكبر، وبالتالي فيصبح بالضرورة كل معارض لسياساتها عملاء إخوان مدعومين قطرياً وتركياً!، فقد صار الكل في هذا العالم شعوباً وحكومات خادماً في بلاط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالقول والفعل والدولار!، ولا حديث هنا أبداً عن حرية إبداء الرأي والتعبير أو عن المعارضة البناءة أو حقوق الإنسان، فكلها أمور فرعية ثانوية تهون في سبيل المصلحة العليا للوطن و الأمن القومي للبلاد!، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة التي تقودها مصر على الإرهاب الأسود كما يزعمون( فلا أدرى هل هناك إرهاب أبيض) حتى يكون هناك إرهاب أسود؟!.

يبقى في الذهن تساؤلاً خطيراً يفرض نفسه بإلحاح وهو أنه إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين بهذا النفوذ الطاغي وهذه القوة المفرطة التي استطاعت من خلالها تجنيد حكومات وأنظمة(قطر وتركيا دائماً وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا أحياناً) وشخصيات إعلامية للدفاع عن قضيتها وتلميع صورتها دولياً وإقليمياً على هذا النحو الذى يتم تصديره لنا، فلماذا فشلت في الصمود والبقاء في السلطة أكثر من عام واحد فقط وتم إزاحتها هكذا بكل سهولة من على كرسي السلطة؟؟! – سؤالي لأولي الألباب فقط. أما الأغبياء فيمتنعون!. 
التعليقات (0)