ملفات وتقارير

ثورة "داعس" تشغل الفلسطينيين وترفع معنوياتهم

داعس
داعس
ابتكر الشعب الفلسطيني العديد من أساليب المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، ففي البدء كان الحجر، ثم ثورة السكاكين التي فجرها الشاب عامر أبو سرحان، وتطورت الأساليب من المسدس إلى السلاح الأوتوماتيكي مروراً بقذائف الهاون ثم الصواريخ، لنصل إلى ابتكار قديم جديد، تتطلبه طبيعة المرحلة، ألا وهو "الدعس".

ويرى الفلسطينيون أن "الدعس" أو "الدهس"، أصبح "فخر الصناعة الفلسطينية" في هذه الأيام التي لم يجد فيها الشعب الفلسطيني رادعاً للاحتلال الذي بات الاعتداء على المقدسات طعامه اليومي، سوى هذا السلاح الذي لا يحتاج إلا إلى وسيلة "دعس" وسائق مؤمن بعدالة قضيته، كما يقولون.

النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني سميرة الحلايقة، أشادت بعمليات "الدعس" وقالت: "الآمال معقودة على هذه الابتكارات من أجل تحرير فلسطين".

وأضافت في حديث خاص لـ"عربي 21" أن الشعب الفلسطيني يبتكر الوسائل المتنوعة لمقاومة الاحتلال "بعد أن فقد الأمل في تحرير فلسطين من قبل الشعوب العربية والإسلامية وزعمائها".

وأشارت إلى أن شباباً في مدينة الخليل، التي تقيم فيها، صنعوا "منجنيقاً" لقذف الحجارة على قوات الاحتلال التي "تحول حواجز السلطة الفلسطينية دون الوصول إليها".

وقالت إن الشعب الفلسطيني أدرك انه هو المحصور بالمواجهة، وعليه أن يخترع ويبتكر الطرق لمقاومة الاحتلال، مشيدة بصواريخ المقاومة التي سقطت على "تل أبيب" خلال حرب العصف المأكول.

من ميزات "الدعس"

من جانبه، أكد المواطن الفلسطيني أحمد فارس أن "الشعب لن يعدم طريقة لمقاومة الاحتلال وردعه عن جرائمة ضد المسجد الأقصى"، معتبراً أن "عمليات الدهس الأخيرة ضد المحتل ومستوطنيه خير دليل على ذلك".

وأضاف فارس لـ"عربي 21": "هذه هي البداية، وهي الشرارة التي ستحرق الأخضر واليابس على المحتل البغيض إذا استمر في عدوانه على المقدسات".

أما الشاب حسن النخالة، فيعتقد أن هذا النوع من المقاومة "يتميز بعدم استطاعة سلطات الاحتلال التنبؤ بوقوعه، أو منعه، لأنه لا يتطلب أية تجهيزات شاقة أو معقدة".

وأضاف: "بإمكان أي فلسطيني القيام بعمليات الدعس.. لا شك أنها وضعت الحكومة الإسرائيلية في موقف حرج".

تفاعل شعبي

ولقي ابتكار "الدعس" رواجاً كبيراً في الشارع الفلسطيني، وانتشرت التعليقات المشيدة به عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أنشأ ناشطون صفحة تفاعلية في "فيسبوك" تحمل اسم "داعس".

المشاركون في الصفحة عبروا عن إعجابهم بسلاح المقاومة الجديد بعبارات مختلفة، حيث قال "عمر": "اليوم الأربعاء، موعد الدعس الأسبوعي حسب التوقيت المحلي لفلسطين المحتلة".

وتساءل "محمد أبو طه" في معرض متابعته لعمليات طعن بالسكاكين تعرض لها مستوطنون على أيدي مقاومين فلسطينيين: "اليوم يوم الطعن.. فمتى يوم الدعس؟".

وتوسع التفاعل مع "سلاح الدعس" ليصل إلى الأغاني الوطنية التي كان أشهرها أغنية "ادعس ادعس هالمستوطن" للفنانين "أبو الكايد" وأنس جرادات"، وأغنية "ادعس ادعس تل أبيب" للفنانين علاء ومحمد القيم.

ونفذت خلال الأيام القليلة الماضية ثلاث عمليات دهس في القدس والخليل، الأمر الذي دفع المستوطنين اليهود إلى مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلين بـ"باتخاذ إجراءات قمعية أكثر صرامة" ضد المقدسيين.



التعليقات (0)