صحافة دولية

إندبندنت: فيلم جون كانتلي "خبطة" إعلامية ذكية

باتريك كوكبيرن: "داعش" لديه المهارات والقدرات كي يقوم بإدارة حرب دعائية - أرشيفية
باتريك كوكبيرن: "داعش" لديه المهارات والقدرات كي يقوم بإدارة حرب دعائية - أرشيفية
يقول باتريك كوكبيرن في مقال تحليلي له في صحيفة "إندبندنت" إن استخدام تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش" للرهينة والصحافي البريطاني جون كانتلي، في آخر شريط فيديو له من المدينة السورية المحاصرة عين العرب/ كوباني، يظهر تصميم التنظيم على السيطرة عليها. 

ويضيف كوكبيرن أن الفيديو "يكشف عن خطط التنظيم"، فمن المؤكد ألا يقوم التنظيم بدعم شريط على هذا المستوى من الإنتاج والأداء، إذا لم يكن متأكدا من قدرته على مواصلة القتال وإحكام السيطرة على كامل المدينة. فكانتلي يقول إن "المجاهدين" يقومون الآن بتمشيط المدينة شارعا شارعا وبيتا بيتا. 

ويشير الكاتب إلى أن كانتلي يسخر من فكرة الحرب الشاملة، التي تخوضها قوات التحالف على "داعش" في المدينة، حيث يرى أن المعركة انتهت، ويشير كانتلي إلى الهدوء المحيط به، وأصوات متقطعة لإطلاق الرصاص.

ويرى كوكبيرن أنه لا شك أن كانتلي يتحدث تحت الضغط، خاصة أنه سجين لدى "داعش" منذ عام 2012، وسبقه للقتل جيمس فولي وستيفن سوتلوف والرهينتان البريطانيتان ديفيد هينز وآلان هيننغ.

ويستدرك الكاتب قائلا إنه ما من شك في أن الشريط التقط في عين العرب/ كوباني، حيث صور كانتلي في فضاء مفتوح وبعد ذلك من على بناية عالية، ويظهر من خلفه صوت قعقعة أصوات مدافع رشاشة، ولكن لا تفجيرات أو علامات على قتال شرس. 

ويلفت الكاتب إلى طريقة تصميم الفيلم، الذي يفتتح بلقطات للمدينة، التي التقطتها طائرات بدون طيار يملكها "داعش" على ما يبدو، وتبدو الشوارع فارغة، ومعظم بنايات المدينة سليمة مع أن بعض البنايات تبدو محطمة بالكامل، ربما بسبب الغارات الأميركية.

"مرحبا، أنا جون كانتلي"، هذه العبارة التي افتتح بها جون كانتلي الفيلم، وعلى خلاف صوره الأولى في فيديوهات يلبس كانتلي ملابس سوداء "اليوم نحن في مدينة كوباني على الحدود السورية- التركية، وهي في الحقيقة خلفي". ويهزأ كانتلي من الصحافيين الأجانب، الذين لا يراهم في أي مكان في المدينة، رغم أن هذا زعم ليس في محله لأن "داعش" يذبح أي صحافي يلقي القبض عليه، بحسب كوكبيرن. 

وتعلق الصحيفة بأنه يبدو أن كانتلي يعرف ما تكتبه الصحف الغربية، ويقول إن كل ما تكتبه الصحف هذه مأخوذ من تصريحات المسؤولين الأميركيين والمقاتلين الأكراد. وأشار كانتلي لتقرير كتبه باتريك كوكبيرن (صاحب التقرير)، والذي أشار فيه إلى تقدم "داعش" في كوباني رغم الغارات الأميركية. وتم سحب الفيديو الآن من الـ "يوتيوب"؛ لأن محتوياته خالفت شروط الخدمة لـ "يوتيوب".

ويختم كوكبيرن مقاله بالقول إنه رغم سحبه، ففيديو كانتلي مراسل الحرب الأجنبي، الذي أرفق مجبرا مع قوات "داعش" يظهر مرة أخرى أن التنظيم لديه المهارات والقدرات؛ كي يقوم بإدارة حرب دعائية. ومهما كانت درجة الإكراه الذي تعرض له كانتلي، فالفيديو شاهده الملايين في العالم، وهو إشارة إلى أن "داعش" لم يخسر الحرب بعد.
التعليقات (0)