قضايا وآراء

العراق وسوريا، تحالف وطائرات لتدمير المؤسّسات والمنشآت

توفيق بن رمضان
1300x600
1300x600
أوّلا يجب أن نفهم كيف يصنع التطرّف؟ و كيف يصنع الإرهاب ويجب أن نعرف من يصنعون التطرّف؟ ومن يصنعون الإرهاب؟... لا شكّ أنّ ساسة الغرب بصناعتهم للطّغاة و المستبدّين وبدعمهم لهم ليتمكّنوا من السّيطرة على الشّعوب العربية ليضمنوا استمرار نهب ثروات أوطان العرب، عندها يصنع التّطرّف والإرهاب، كما أنّ الطّغاة المستبدّين الذين صنعوا ودعموا من ساسة الغرب، بما ترتكبه أنظمتهم من قهر للشّرفاء من الشّعوب و بالتّنكيل بهم و بامتهان كرامتهم وبالتّعدّي على حرماتهم وانتهاك ستر منازلهم وأسرهم عند ساعات الفجر الأولى، وهذا فعل يفعله صهاينة إسرائيل مع الفلسطينيّين، وبعد الاعتقالات يسومونهم سوء العذاب في المراكز الأمنية ومعتقلات القمع و التّعذيب المحلية منها و الغربيّة من قونتنامو و أبو غريب المشهورين، و غيرهما من المعتقلات السّرية في الدّول العربيّة المتحالفة مع أمريكا والغرب، ومعتقلات الأنظمة العميلة في دول الشّرق كما الغرب... نعم هكذا يا سادة تساهمون في صنع التّطرّف والإرهاب، وبتلكم الممارسات الغير إنسانيّة أنتم تحوّلون الحمل الوديع إلى إرهابي كاسر انتقامي ليس في قلبه ذرّة من الشّفقة والرّحمة.

هذه الأجوبة المباشرة و الصّريحة يجب أن يسمعها ساسة الغرب المنافقين الدّاعمين للطّغاة في عالمنا العربي، من أجل الحفاظ على مصالحهم في نهب الثّروات، و بدعمهم أنظمة استبدادية قمعية يصنعون التّطرّف و التّشدّد و الإرهاب، و بعد ذالك يتساءلون من أين جاء الإرهاب؟ كيف صنع الإرهاب؟ من يقف وراء الإرهاب و الإرهابيّين؟ و قد قال "الطّفل" بوش الابن لمذا يكرهوننا؟، و ها أنا أجيبه و أجيب كل ساسة الغرب و أقول لهم جميعا إنّ بصناعتكم للطّغاة و بمساندتكم و دعمكم لهم و بسرقتكم ثروات الشّعوب المقهورة و المغلوبة على أمرها، أنتم تصنعون الحقد و الكراهيّة، و التّطرّف و التّشدّد، و في النّهاية يتحوّل هذا التّطرّف و التّشدّد إلى إرهاب و انتقام أعمى، و هذا ما نشهده هاته الأيّام في العراق و سوريا و العديد من الدّول الأخرى.


إنّ حكّام الغرب و عملائه من الأنظمة و أجهزة الاستخبارات يستعملون الإرهاب و الإرهابيّين، فهم يستدرجون و يغرّرون بشباب مندفع و متحمّس و بعد ذلك يستعملونه في تنفيذ مخطّطاتكم و برامجكم الإجرامية في بثّ الفتنة و الاقتتال في أوطاننا ليستنزفوها، و بعدها يشهّرون بالمسلمين جميعهم سنّة و شيعة، و يشوّهون الإسلام و المسلمين، و يستغلّون الأوضاع و الأزمات الناتجة "ليشرعنوا" تدخلاتهم السّافرة ليتمكّنوا من تدمير المؤسّسات و المنشآت التّي دفعت فيها شعوبنا و دولنا العربيّة أموالا طائلة منذ الاستقلال، و ها هم اليوم بعد تجميع هذا الشّباب المتنطّع و المندفع يعملون على التّخلّص منه بسحقه و تصفيته على أراضينا قبل أن يصل أليهم في دولهم، و هذا هو الهدف الأساسي من هذا التحالف، و هكذا يتمكّنون من التّخلّص من كلّ مقاتل مندفع و متحمّس يمكن أن يصلهم و يهدّد أمن شعوبهم و أوطانهم يوما ما، و هذا يدخل في إطار الحروب الإستباقيّة المعلنة و الخفيّة التّي أعلن عنها بوش "الطفل".


و من ناحية أخرى و من بين أهداف هاته الحروب و الفتن، تنفيذ هذا المخطّط الجهنّمي ليدمّروا أوطاننا، الذي سيمكّنهم من حلّ أزماتهم الاقتصاديّة المتعفّنة منذ سنة 2008 على حساب شعوبنا و أوطاننا، و الهدف من وراء كلّ هذا فتح أسواقا جديدة لبيع الأسلحة بتخويف الدّول بعضها من بعض، و في الحقيقة هم أخوة أشقاء في الدّين و العقيدة، و بهذا يوجدون فرص كبيرة في إعادة إعمار ما دمّروه بطائرات تحالفهم المشبوه، و في كلّ الحالات العرب و المسلمون يدفعون فواتير المكائد و الألاعيب بسبب السّاسة العملاء و "الأغبياء"، و بسبب السّياسات الفاشلة و الخرقاء، و بتدمير أوطاننا و على حساب شعوبنا تتمكّن دول الغرب من الخروج من الأزمات الاقتصادية التّي يتخبّطون فيها منذ عدّة سنوات و و بذلك يوفّرون وظائف جديدة ليشغّلوا أبناءهم بخلق مواطن شغل للعاطلين، و هكذا تزداد دولهم تنمية و مؤسّساتهم ازدهارا و ربحا ببيع السّلع و الأسلحة و الخدمات للعرب في برامج إعادة بناء ما دمّروه بعتادهم المؤجّر لشيوخ العرب الذين سيدفعون لهم من البترو-دولار و من دماء الفقراء من أبناء الأمّة العربيّة و الإسلاميّة.


و في نهاية الأمر الشّعوب العربيّة هي التّي تدفع الثّمن و العرب هم الخاسرون بما يدفعونه للأمريكان و حلفائهم من دول الغرب الاستعماري المتصهين و بما دمّر من أوطانهم و منشآتهم و مؤسّساتهم و بما قتل و أصيب من أبنائهم و بما ينهب من ثرواتهم و أموالهم، و بما ينشب من فرقة و فتنة و دمار و تقتيل بين أبناء الوطن الواحد و بين الدّول العربية.


و كلّ ما حصل و يحصل، لم يكن ليتمكّن الغرب من تحقيقه إن لم يجد من أبنائنا و من بين ظهرانينا عملاء يخدمونه و يجنّدون أنفسهم لتنفيذ مؤامراته و مخطّطاته، و في النّهاية الشّعوب المقهورة المسكينة المغلوبة على أمرها و خاصة منهم الأطفال الضّعفاء و النّساء اللّواتي لا حول و لا قوّة لهنّ و كلّ المساكين من الفقراء المستضعفين يعانون و يتألّمون و يدفعون الثّمن من أعمارهم و أجسادهم و مصائرهم، و العرب الخليجيّون يتنعّمون في أموال البترو-دولار و يتلفها قادتهم في التّآمر و التّلاعب بمصائر الشّعوب من العراق إلى سوريا و مصر و ليبيا، و هم مثلهم مثل زعماء الجمهوريّات لم يتزحزحوا من مناصبهم منذ عقود، و هم في التّسلّط و الفساد سوا، فلا فرق بين الجمهوريّات و المملكات.


و في النّهاية أقول يا رب احفظ تونس و شعبها و كلّ أوطان العرب و المسلمين من كيد الكائدين و تآمر المتآمرين.
التعليقات (0)