مقالات مختارة

القوة الكردية السوداء

ايمري أكوز
1300x600
1300x600
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق عن عدم امتلاكها موقع استراتيجي في كوباني أوما يسمي "عين العرب" لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميا باسم "داعش". ويا ترى ماذا حدث بعد القصف العنيف على المدينة ، ما الذي جعلها تبدأ في بتوفير الأسلحة والذخيرة والإمدادات الطبية عن طريق الجو لمسلحي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا.

ومع بداية الحرب الأهلية في سوريا، أسس أكراد سوريا الذين منحهم الأسد استقلالاً ذاتيا، مناطق حكم ذاتي والمعروفة بالـ "كانتون" (تم استخدام مصطلح كانتون في سويسرا لأول مرة في أحد ملفات كانتون فرايبورج عام 1475. ومع نشأة الجمهورية الهلفيتية (1798 ـ 1803) زاد استخدام المصطلح باطراد وقد كان المصطلح قبل ذلك يستخدم منذ عام 1475 كمرادف لمصلح مكان). وكانت السيطرة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا في تلك الأماكن بقوته المسلحة التي تسير على خطى حزب العمال الكردستاني.

ويمكننا القول إن كل من "كوباني" و "عفرين" التي تعد من الكانتونات الموجودة على الحدود التركية، هي بمثابة جزر بين العرب السوريين. ويمكن التضحية من أجلهم.

أما في الوقت التي انتهت فيه الفوضى، استطاع الأكراد الانتقال إلى كانتون الجزيرة الواقع في الشمال الشرقي لسوريا.

أما تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" الذي يهدف إلى تأسيس دولة تتكون من العرب السنة في العراق وسوريا، كان يريد محو هذه الكانتونات والقيام بعمل تطهير عرقي فيها.

ومع ذلك، حدث تطوراً فضح مخططاتهم الخبيثة: إذ أن المسلحون المتواجدون في مدينة كوباني، نجحوا في مقاومة تنظيم الدولة التي تعتبر أقوى منهم في العتاد والعدة.

هذه المقاومة كانت سبباً في إعادة أمريكا تفكيرها حول هذه المسألة برمتها: وبعد أن استطاع تنظيم الدولة السيطرة على الموصل بجيش قوامه 1500 شخص، وفي تلك الأثناء بدا للعيان أن تنظيم الدولة الذي فضح مزاعم الجيش العراقي الذي يبلغ تعداده 30 ألف جندي بأنه قادر على هزيمة "داعش".

علاوة على ذلك، كانت القوة السوداء التي تخيلتها الولايات المتحدة الأمريكية عادة تتكون من تلقاء نفسها: إذ كان من المنطقي توجيه الدعم للأكراد الذين يقاتلون في سبيل المثل القومية، بدلاً من اعتماد وكالة الاستخبارات الأمريكية التي لم تعترف بإعطاء مزيد من الفرص للإسلاميين المعتدلين المدربين والمجهزين لخوض غمار الحرب ضد داعش. 

وكان التغير في وجهات النظر الأمريكية سبباً في دخول أنقرة التي تراقب الوضع في كوباني من ناحية الحدود إلى الخطة "ب". كما سمحت أنقرة لقوات البشمركة القادمة من كوردستان إلى كوباني عبور أراضيها. ويمكننا أن نتساءل لماذا الخطة "ب" في هذا التوقيت؟ فكلا الجانبين أكراد، ولكن مقعد السلطة واحد... وانطلاقا من هذا، فإن أنقرة الآن تدعم "برزاني" الذي يستحوذ على المال والنفط. 

التوقعات: عندما يأتي اليوم الذي لم يستطع فيه حزب الاتحاد الديموقراطي القضاء على تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش"، سيتم القضاء عليه من قبل "برزاني".

أمره آق أوز- صباح
22-10-2014   
التعليقات (0)