سياسة عربية

مساع سعودية لاستعادة التأثير باليمن عبر محسن الأحمر

اللواء علي محسن الأحمر - أرشيفية
اللواء علي محسن الأحمر - أرشيفية
قال مصدر يمني لـ "عربي21" إن السعودية تبذل جهودا مضنية لاستعادة دورها في اليمن، بالتنسيق مع اللواء علي محسن الأحمر، بعد أن فقدت الرياض تأثيرها التاريخي في جارتها الجنوبية؛ إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.

وأكد المصدر، الذي طلب من "عربي21" عدم الكشف عن هويته، الأنباء التي تحدثت عن وصول المستشار السابق للرئيس عبد ربه منصور هادي اللواء علي محسن الأحمر إلى الرياض؛ بعد لجوئه ليلة 21 أيلول/ سبتمبر الماضي إلى السفارة السعودية في صنعاء خشية إلقاء القبض عليه من قبل الحوثيين.

وأضاف المصدر أن الرياض تشعر بالقلق بسبب خسارتها لنفوذها وتأثيرها باليمن لأول مرة في العصر الحديث، وأن دوائر صنع القرار السعودي تبحث عن خطة بديلة لتعويض هزيمتها وإعادة بعض النفوذ الذي خسرته لصالح إيران وحلفائها الحوثيين، الذين يحكمون اليمن عمليا منذ الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي.

وقال المصدر اليمني إن الرياض كانت قد حاولت في عيد الفطر الماضي أن تقود مبادرة للمصالحة بين حلفائها السابقين: الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واللواء علي محسن الأحمر، والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وإنها كانت تسعى من خلال المصالحة إلى إضعاف خصميها الرئيسيين في اليمن وهما الحوثيون والتجمع اليمني للإصلاح، وإعادة تمركز القوة في يد ما تبقى من "الدولة" اليمنية الحليفة تاريخيا للسعودية.

وأشار المصدر إلى اللقاء الذي جمع لأول مرة منذ توقيع المبادرة الخليجية بين صالح والأحمر وهادي على هامش صلاة عيد الفطر في جامع الصالح في صنعاء، مؤكدا أن هذا اللقاء كان ثمرة لجهود الوساطة السعودية.

ولكن الوساطة السعودية فشلت في ذلك الوقت، حسب المصدر اليمني، بسبب تلكؤ الرئيس السابق علي عبد الله صالح في المضي في طريق المصالحة، وتفضيله لدعم الحوثيين للانتقام من خصميه الرئيسيين اللذين يتهمهما بالمسؤولية عن إنهاء حكمه وهما الإصلاح وعلي محسن الأحمر.

وأضاف المصدر اليمني القريب من السعودية إن الأخيرة كانت تفضل سيناريو الصراع العسكري بين الحوثيين والإصلاح، بهدف استنزاف الطرفين، لحساب حلفاء الرياض في اليمن، باعتبار أن الطرف المنتصر في هذا الصراع، بغض النظر عن هويته، كان سيخرج ضعيفا، ما سيجعله مضطرا للجوء إلى السعودية وفق شروطها السياسية.

وأكد المصدر اليمني أن امتناع الإصلاح والقبائل المؤيدة له عن خوض الحرب ضد الحوثين أفشل الخطة السعودية، وأظهر أن المعركة هي بين "الدولة" اليمنية وبين "الحوثين" المدعومين من إيران، ولذلك فقد مثل انتصار الحوثي هزيمة للدولة اليمنية، وخسارة للسعودية، وانتصارا واضحا لطهران في مواجهة الرياض.

وتوقع المصدر أن تشهد الأسابيع القادمة تحركات واسعة للسعودية بالتنسيق مع اللواء الأحمر، في محاولة من الرياض لاستعادة موطئ قدم لها في صنعاء، بعد أن "أدركت فشل استراتيجيتها التي أدت إلى سقوط البلد بيد الإيرانيين"، حسب قوله.
التعليقات (4)
عبدالله
السبت، 11-10-2014 01:37 م
هناك نوعان من السياسة: سياسة تقوم على: 1. مبادئ وقيم لا يمكن التنازل عنها ولو بدى أن الالتزام بها يفوت مصلحة أو أكثر، 2. مجموعة حقوق والتزامات قابلة للتفاوض وهناك سياسة تقوم بلا مبادئ ولا قيم تعتمد على المصلحة اعتماد على القوة.
احمد
الجمعة، 10-10-2014 08:14 ص
وش دخل السعودية في سقوط اليمن اليمنيين باعوا بلدهم بخيانات اهلها وخصوصا علي عبدالله صالح ووزير الداخلية والجيش اليمني وكله للثأر من الأحمر ولاكن الشعب اليمني لن يصمت طويلا وسيسحق الحوثيين أذناب ايران المجوسية قريبا
عبده
الجمعة، 10-10-2014 05:43 ص
اذا فات الفوت ما نفع الصوت
جمال عقيل
الجمعة، 10-10-2014 02:39 ص
المملكة تستطيع أن تسحب البساط الإيراني إذا تعاملت مع الجنرال فهو له اليد الطولى في الجيش والقبيلة والجناح الديني جناح العلماء