سياسة دولية

الشرطة الصينية تنسحب من شوارع هونج كونج

الآلاف من النشطاء في هونج كونج يرفضون السياسات الصينية - أ ف ب
الآلاف من النشطاء في هونج كونج يرفضون السياسات الصينية - أ ف ب
أعلنت سلطات هونغ كونغ، الاثنين، في بادرة تهدئة أنها سحبت شرطة مكافحة الشغب من شوارع المدينة، بعد صدامات وقعت ليل الأحد، مع آلاف من المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية، والذين لا يزالون يعتصمون ويشلون الحركة في عدة أحياء.

وأعلنت حكومة هونغ كونغ في بيان  نشر على موقعها الإلكتروني: "لأن الهدوء ساد في الشارع، تم سحب شرطة مكافحة الشغب".

وفي المقابل، دعا البيان أيضا المتظاهرين إلى "فتح الطرقات المحتلة في أسرع وقت ممكن لتسهيل مرور سيارات الطوارئ، من أجل إعادة العمل بوسائل النقل العامة".

وكان آلاف المتظاهرين سيطروا على ثلاثة شوارع رئيسية وشلوا أقساما من المدينة بعد ساعات على صدامات مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.

لكن يبدو أن المتظاهرين لم يستجيبوا لدعوة الحكومة من اجل مغادرة الشوارع.

وواصل المتظاهرون صباح الاثنين قطع العديد من الشوارع، غداة الاشتباكات التي جرت بين الشرطة وعشرات الاف المتظاهرين الرافضين لقرار بكين فرض قيود على انتخابات ممثلي السلطة التنفيذية في المستعمرة البريطانية السابقة التي عادت الى السيادة الصينية.

وهكذا استفاقت هونغ كونغ على مشهد غير مألوف، فصباح الاثنين كان العديد من الطرق الرئيسية خاليا من أي سيارة، في حين تكون في العادة مزدحمة بطوابير السيارات.

وبحسب دائرة النقل فإن أكثر من 200 خط من خطوط الحافلات تم تعليقها أو تعديل مساراتها، كما أن حركة الترامواي شهدت اضطرابات إضافة إلى إغلاق عدد من محطات المترو.

وقال مكتب شؤون التعليم أن المدارس الواقعة في أحياء يحتلها متظاهرون ستبقي أبوابها مغلقة الاثنين، حرصا على سلامة التلاميذ والمدرسين.

وبحسب سلطة النقد في هونغ كونغ فقد اضطر 17 مصرفا إلى إغلاق 29 فرعا في عموم المدينة، وبين هذه المصارف "ستاندرد تشارترد" و"اتش اس بي سي القابضة"، و"بنك شرق آسيا"، و"بنك الصين" وغيرها.

وأعلنت الحكومة إلغاء كل الاجتماعات المقررة في المجلس التشريعي، بعدما أصبحت مقرات الحكومة والمجلس نقطة تجمع للمتظاهرين.

وقال ايفان يونغ أحد المتظاهرين -وأمضى طوال الليل في حي كوزواي باي التجاري- لوكالة فرانس برس: "نحن اليوم اكثر تفاؤلا، لان عدد الشرطيين ليس كبيرا لكي يقوموا بإغلاق المواقع التي يتجمع فيها المتظاهرون".

وتأتي هذه الاحتجاجات بعدما أعلنت الصين التي استعادت هونغ كونغ في 1997، أن رئيس السلطة التنفيذية المحلية سينتخب بالتأكيد بالاقتراع العام اعتبارا من 2017، لكن لن يحق سوى لمرشحين اثنين أو ثلاثة يتم انتقاؤهم من قبل لجنة، بالتقدم إلى هذا الاقتراع.

وتطالب حركة "اوكوباي سنترال" بأن يتم "سحب" هذا القرار و"إحياء عملية إصلاح سياسي". وقالت في بيان: "نطالب حكومة رئيس الهيئة التنفيذية ليونغ شون يينغ بأن يقدم إلى الحكومة المركزية تقريرا جديدا عن الإصلاحات السياسية، يعكس تطلعات شعبنا بالكامل إلى ديموقراطية الشعب في هونغ كونغ".

ويشكل الطلاب الذين ينفذون منذ حوالي أسبوع إضرابا عن الدروس، رأس حربة حملة العصيان المدني لإدانة ما يرى فيه الكثير من سكان هونغ كونغ هيمنة متزايدة لبكين على الشؤون المحلية.

وطلب حاكم المنطقة ليونغ شون يينغ من المتظاهرين العودة إلى منازلهم لكيلا "يعطلوا الحياة اليومية لسكان هونغ كونغ". كما نفى الشائعات التي يجري تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ومفادها أن السلطة المحلية تنوي استدعاء الجيش الصيني الموجود في هونغ كونغ. وقال: "ليس هناك أي دليل على هذا الأمر على الإطلاق".

لكن المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته رفضوا نداءه.

وبحسب إذاعة محلية فان 41 شخصا أُدخلوا المستشفيات لإصابتهم بجروح. وبالإجمال تم توقيف 78 شخصا لدوافع مختلفة مثل الإخلال بالنظام العام والدخول بشكل غير مشروع إلى مبان حكومية.
التعليقات (0)