ملفات وتقارير

أكبر موجة نزوح غرب الرمادي في الأنبار

مئات العائلات شرعت في النزوح من الرمادي - أرشيفية
مئات العائلات شرعت في النزوح من الرمادي - أرشيفية
تشهد منطقة السبعة كيلو والخمسة كيلو الواقعتين غرب مدينة الرمادي لليوم الثالث على التوالي، أكبر موجة نزوح حتى الآن، حيث نزحت آلالاف العائلات هربا من المواجهات المسلحة المتصاعدة بين الشرطة العراقية بمساندة الطيران الحربي الأميركي وبين مقاتلي "تنظيم الدولة"، وسط مخاوف من اتساع هذه المواجهات مستقبلا.

وقال أحد النازحين من منطقة السبعة كيلو، إن تلك المناطق خلت من سكانها بسبب المواجهات العنفية التي تشهدها وتعرضها للقصف من قبل الطيران الحربي، حيث نزحت العائلات الى مناطق أكثر أمنا أو باتجاه القرى والصحاري المجاروة داخل المحافظة.

وأضاف أن السبب الرئيسي في موجة النزوح هذه هو سقوط قذائف الهاون على المنازل بطريقة عشوائية والتي يطلقها الطرفان على منازل المدنيين، ما أدى إلى استهداف العديد من العائلات التي سقط أفرادها بين قتيل وجريح.

وتوجه النازحون إلى قضاء هيت وعانة شمال المدينة، فيما توجه قسم آخر من العائلات باتجاه القائم وراوة وحصيبة الغربية، كما اضطروا للسير على الاقدام لمسافات طويلة بعد ان تقطعت بهم السبل بتعذر حصولهم على وسائط نقل بسبب حظر التجول الذي تفرضه القوات الامنية في الرمادي منذ عدة ايام، بالاضافة الى قطع اغلب الطرق الحيوية جراء العمليات العسكرية المتواصلة.

وكانت مناطق السبعة والخمسة كيلو غرب الرمادي، شهدت مؤخرا عملية عسكرية كبيرة بمساندة الطيران الحربي الاميركي تمكنت من خلالها شرطة الأنبار من استعادة السيطرة على منطقة السبعة كيلو بالكامل بعد انسحاب "تنظيم الدولة" منها إلى مناطق الخمسة كيلو والتأميم ومحيط جامعة الأنبار، ولاتزال المعارك مستمرة بين الطرفين في تلك المناطق.

وتظاهر العشرات من ابناء مدنية الرمادي في وقت سابق، امام مبنى محافظة الانبار وسط المدينة للمطالبة بوقف العمليات العسكرية والقصف العشوائي على المناطق السكينة.

وحمّل المتظاهرون رئيس الوزراء العراقي الجديد وقائد عمليات الانبار ومحافظها مسؤولية استمرار الاعمال العسكرية واستهداف الاهالي، متهمين قيادات في الجيش بتقصد استهداف المدنيين بالقصف العشوائي وتواصل العمليات العسكرية بحجة تواجد "داعش" في المنطقة.

ويفرض استمرار العمليات العسكرية التي تشهدها مناطق عدة في الرمادي غرب العراق واقعا مأساويا بالنسبة للكثير من العائلات التي لم تتمكن من النزوح، مع غياب أي مظهر من مظاهر الحياة في تلك المناطق وسط ظروف معيشية قاسية تنذر بكارثة إنسانية.

يشار الى أن محافظة الأنبار تشهد منذ عدة أيام وضعا امنيا صعبا منذ إعلان الإدارة الأميركية عن استهدافها مواقع "تنظيم الدولة" في العراق، حيث تتواصل العمليات العسكرية لطرد التنظيم من المناطق التي سيطر عليها في محافظتي نينوى وصلاح الدين، بينما تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من الرمادي، والمتضرر الأكبر المدنيون.
التعليقات (0)