سياسة عربية

ابن كيران: الطالب الحسناوي ضحية معركة يشنها أوغاد

عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية في حفل التأبين - عربي21
عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية في حفل التأبين - عربي21
قال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأحد بالرباط، "إن اغتيال الطالب الشهيد عبد الرحيم حسناوي، تم بواسطة أياد الغدر في معركة كبرى يشنها الأوغاد". 

وأضاف ابن كيران، خلال المهرجان الوطني لتأبين شهيد الحركة الطلابية الشهيد عبد الرحيم حسناوي، الذي نظمته منظمة التجديد الطلابي وشبيبة العدالة والتنمية، أن من انتزعوا الشهيد من بين إخوانه هم الخصوم الشرسون لمدرسة الحوار والكلمة الطيبة وخدمة الوطن التي كبرنا فيها وتربى فيها الشهيد، وإنهم "أوغاد ولا يجيدون إلا الصيد في الماء العكر وبعث الفتن من رمادها، فانتقموا من هذا الشاب اللطيف الذي لا صلة له بكل هذا، ونشأ على حفظ القرآن والعمل من أجل الوطن". 

في المهرجان الذي كان حاشدا وحضره عدد من الوزراء، أكد المسؤول الحكومي الأول بالمغرب، أن الطعنات التي تلقاها حسناوي في 24 من الشهر الماضي "وكأننا تلقيناها جميعا وهي طعنات غدر، تلقيناها لأننا نعمل من أجل الله ومن أجل الوطن".

 وقال: "حتى لو فعلو ذلك بآخرين منا، فإن شعارنا سيظل هو (لئن بسطت يديك إلي لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك)، مشددا على أن كل ذلك في سبيل الله ومن أجل الوطن "ونحن مستعدون جميعا من أجل التضحية بأنفسنا". 

ابن كيران وجه خطابه للشباب والطلبة بضرورة ضبط النفس وعدم الانتقام، فهي مرحلة للانتصار على النفس، معتبرا أن الصبر رجولة فوق الرجولة وتضحية فوق التضحية وشجاعة فوق الشجاعة، وأن هذا هو طريق التدليل على أنكم قمتم لله وأنكم مختلفون، على حد تعبيره. 

وأوضح زعيم العدالة والتنمية المغربي، أن حسناوي ذهب ضحية معركة كبرى طرفها الأول حركة التوحيد والإصلاح، واصفا إياها بأنها "المباركة الطيبة المتواضعة التي كتب لنا أن نكون من أول روادها، تجتهد بالتي هي أحسن وتحسن الظن وتصبر وتحتسب وتشتغل لرأب الصدع وخدمة الوطن ويدها بيضاء".

ولفت إلى أن الطرف الثاني في المعركة، هم خصومها الذين يعادون عقيدتها وما تدعو إليه، ويريدون إشعال فتنة بالوطن يزدادا فيها الأقوياء تحكما في الضعفاء، ويريدون إشعال فتنة، تهتك فيها الأعراض والحقوق وتكرر تجارب دول تحكّم فيها مثل أولئك الأوغاد، حسب قوله. 

وفي بداية كلمته بالمهرجان الذي حضرته عائلة الشهيد حسناوي وأصدقاؤه، قال الزعيم الإسلامي: "من المؤلم أن يقتلع من بيننا شباب في فاجعة اهتز لها الجميع، لكننا لسنا دعاة تضخيم ولن نحول وفاته لبضاعة أو مقصد من مقاصد هذه الدنيا أو نربح به سياسيا. هو شهيد رحمة الله عليه والسلام". 

ابن كيران كال اتهامات بالجملة لجهات لم يسمها، قال إنها حاولت النيل من الحزب والحركة في أكثر من مناسبة دون أن ينالوا مبتغاهم، "وفقدوا صوابهم وبدءوا يبحثون عن أي فرصة للنيل من فكر هذه الحركة ومنهجها القائم على مد اليد للتعاون على الخير مع الغير"، متسائلا بالقول: "ألسنا شعبا واحدا وفي وطن واحد وتحت قيادة ملك واحد؟ فماذا هذا الاستهداف والتحامل؟ ونحن من أوائل الداعين لحصر الخلاف في أضيق الرقع". 

وعرف مهرجان التأبين الذي شهد ترديد عدة شعارات استحضارا لروح الشهيد ووفاء له، العديد من الكلمات لقيادات مختلفة من حركة التوحيد والإصلاح ومنظمة التجديد الطلابي اللتين ينتمي إليهما الشهيد، أكدت في مجملها على الوفاء لروح الشهيد حسناوي، وأنهم لن يحيدوا عن منهج الوسطية والاعتدال ومبادئ الحوار ونبذ العنف، دون الانجرار لتلك الممارسات التي تحاول بعض الجهات جرهم إليه، وهو ذات المنحى الذي أكدته كلمة رشيد حازم نائب الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية.  

الكلمات ذاتها، وبالأخص منها كلمة رئيس منظمة التجديد الطلابي رشيد العدوني، أدانت الحملة الإعلامية التي رافقت فاجعة اغتيال حسناوي والتي حاولت وتحاول تبييض الجريمة التي ارتكبها فصيل النهج القاعدي -البرنامج المرحلي. كما أن العدوني استنكر فعل جهات قال إنها توفر التغطية السياسية للأعمال الإرهابية داخل الجامعة المغربية. 

يشار إلى أن الرأي العام الطلابي والوطني بالمغرب اهتز صبيحة الجمعة 25 نيسان/ إبريل المنصرم على فاجعة استشهاد الطالب عبد الرحيم حسناوي، بعد هجوم مسلح شنه عليه وعموم الطلبة بكلية الحقوق بمدينة فاس العشرات من عناصر الفصيل اليساري المتطرف النهج الديمقراطي القاعدي -البرنامج المرحلي، ما أفضى إلى وفاة الطالب في شعبة الدراسات الإسلامية حسناوي وإصابة 16 طالبا آخرين، متسببا لبعضهم بعاهات مستديمة، كما عرفت ذات الفاجعة التحرش بالعديد من الطالبات والتحرش الجنسي بهن ونزع حجابهن.
التعليقات (0)