مدونات

خواتيم باردة

تعبيرية
تعبيرية
فؤادي اليوم متّهمُ
بحب لفه صدأ
وهد كيانه سقم

وأنت إذا رأيتِ الدمع في عينيّ يحتدم
ويغرق نبرتي الألم
رأيت غروركِ يرقى
ولا ترقى له النُجُمُ

فؤادي اليوم مظلوم ومكموم ومنهزمُ
وقضبان تحوّطه
وأحداق تمشطه
ولا يُصغى لما يروي
وإن كان الذي يروي به تتبدد الظُّلَمُ

تمادى الحكم يستأنف
فسيدتي.. دعيني أشرح الموقف

خذي عنّي
و عي منّي
أنا ما عدتُّ أهتمّ

أنا ما عاد يعنيني
وصال منك أم صوم
ومدحٌ منك أم ذمّ
وحرب منك أم سلم

سؤالي عنكِ نمطيٌّ
وخوفي من تصاريف الزمان عليكِ نمطيٌّ
سلامي محض تقليدٍ
عناقي بعض تعويدٍ
تعودناه يوما بعده يومُ
فصار كبُضعة منا
ولما اجتاحنا الهدمُ
تحوّل قطعة سوداء ميتةً
دفنّاها بداخلنا
كما كنّا .. 
إذا سقطت من الأسنان واحدةٌ
دفنّا تلكمُ السنَّ
وكان وجودها معنا يواسينا يطمئننا بأنا ما فقدناها
فيخبو الحزن والهمُّ

أنا ما عدتُّ مكترثا
أحقّاً كان مشروعا لحبٍّ ثم ما لبثَ
وجاء الهدم والعرمُ؟
أحقّا كان عن صدق الشجا والقرب منبثّاً؟
أنا ما عاد يعنيني 
أجدا كان أم عبثا..

وأنتِ إذا رأيت الدمع في عينيّ مركوما ومكموما ومحترقا
رأيتُ غروركِ يرقى
دعيني أفتح الورقَ

أنا أبكي على عمُرٍ يشد خطاه، ينصرمُ
وكنت -وكل ما في داخلي يغلي-
أغضّ الطرف عن كلّ الذي حولي
فلا أهتم ما حولي 
ولا أهتم من حولي
وتتلكا شراييني
وتخمد ثورة السيلِ
ولا أستوعب الأشياء إلا أنتِ والطيفَ
فجاء الهدم أسقطَ ذلك الزيفَ

أنا أبكي على عمر يهرول نحوه العدمُ
وقد ضيّعت زهرته
وماذا ينفع الندمُ ؟

فكفّي جندكِ عني
وفُكّي عصبة العين
دعيني أنظر الدنيا التي في خارج السجنِ
يحول الحولُ بعد الحول والحولين والحولِ
وماء السيل راكدةٌ
دعي سيلي
دعي ما داخلي يغلي
دعيني وايأسي منّي
أنا ما عدتّ أهتمّ
التعليقات (1)
مروان نايف
الأربعاء، 04-06-2014 10:25 ص
هذه القصيدة من أجمل ما قرأت من شعر التفعيلة الواحدة.. وأكثرها عمقا في المضمون ورشاقة في الموسيقى والتوقيعات اللحنية.. وتبلغ الذروة عند المقطع: أنا أبكي على عمر يهرول نحوه العدم... إلى خاتمتها بالغة الروعة: أنا ما عدت أهتم