مقالات مختارة

بعد الكفتة.. ماسورة إبداعات الانقلاب تنفجر!

شريف عبدالغني
1300x600
1300x600
كل يوم تتكشف للعالم فوائد ما يسميه الإعلام الغربي العميل لـ «الإخوان» بـ «الانقلاب».. انقلاب في عينهم.. طوال السنة الكبيسة التي حكمنا فيها محمد مرسي، توقف إبداع المصريين إلا في جانب واحد وهو الإنجاب. إعلام لميس وشركاءها ذكر أنه أهمل برامج تنظيم الأسرة، فتجرأ الشعب وتفرغ لـ «الخلفة». ليس مهما أن الإعلام المذكور أجمع من قبل على أن مرسي ذات نفسه سد نفس الشعب عن كل حاجة حلوة. المهم إننا تخلصنا من هذا الرجل الذي صادر علينا مواصلة تراثنا التاريخي في «الفهلوة». هو من طينة غير طينتنا وحاصل على الدكتواره من أميركا وطالبنا بإعمال العقل والمنطق، وغيرها من أشياء غريبة تخرجنا عن الصف وتبعدنا عن مصاف تفتيح المخ.

هذا ما جنيناه من دكتوراه مرسي. فعلا صدق من قال «العلام يفسد الغلام». مرسي فسد بالعلم. ماذا استفدنا من شهادته غير تعطيل عبقرية الشعب. شعبنا الذي «دهن الهوا دوكو» و «خرم التعريفة» وأنتج «سما المصري» جاء عليه الزمن أن يتوقف إبداعه.

لكن «لا اتخلق ولا اتولد اللي يوقفك عن الإبداع يا شعب ما ولدته ولاّدة». راح مرسي وجاء من يفتح المجال رحبا أمام عقول الأمة لتنهض من سباتها وتستيقظ من غفوتها. أتى من يزيل الصدأ عن أمخاخ الشعب التي أصابها العطب. تولى السلطة من يكبر «جمجمتك» يا مصر. جاءك ثلة من المفكرين والعلماء بحق وحقيق لينشلوكِ من براثن وفشل وجهل مرسي الجهول.

في غضون أشهر قليلة استنارت العقول المصرية.. استفاقت.. صحت من نومها.. دخلت الحمام وأخذت حمام العافية.. خرجت سعيدة منتشية.. غنت مع الست كاريوكا: «يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخة». مرسي ظل سنة كاملة طويييييلة ياسكة العاشقين، لكنه لم يخرج باختراع واحد سوى «التابلت» الفاشل. لكن تيجان الرؤوس الذين خلصونا منه قدموا للبشرية أروع وأجمل وأطعم اختراع: (الكفتة).. المنتج الذي يعالج كل الأمراض والعلل.. الآن مصر صارت كما بشرونا «قد الدنيا». قالوا لنا «بكره هتشوفوا مصر قد الدنيا».. لكنها كانت خطة استراتيجية محكمة لمفاجأة الشعب «بكره» اتضح أنها «الآن» وليس غدا!

الأجمل في موضوع الكفتة هو بساطته وعفويته وعدم تعقيده. التعقيد الذي نراه في المؤتمرات العلمية هو من يكبل الناس ويحبطهم في الاختراعات. أتعجب من الفلسفة الفارغة والكلام السوفسطائي العجيب الذي ردده بعض المدعّين من أن اختراع الكفتة كان يجب عرضه أولا على مؤتمر علمي عالمي يحضره متخصصون حتى يقيّموا الاختراع. فعلا مندهش وأرد على هؤلاء الجهلاء: مصر الجديدة لا تخضع لأحد وتملك إرادتها. مؤتمر علمي عالمي يعني أن يعقد في إحدى دول الغرب يا عملاء، ومصر أصبحت حرة وتملك إرادتها. وقبل وهذا وبعده ألم تسمعوا مثلنا الشعبي الجميل «مفيش حاجة تيجي من الغرب تسر القلب». ثم أين هم خبراء العالم الذين يفهمون في هذا الاختراع أكثر منا، مصر بعون الله زاخرة لوحدها في هذا المجال بكل العلماء والخبراء، فلا توجد ناصية شارع في المحروسة لا توجد بها عربة كفتة، صحيح أن معظمهم يغشون في المنتج ويصنعونه من لحوم فاسدة، لكن لا ينكر أحد خبرتهم في تسويقه بإضافة كميات مهولة من البهارات تخفي طعم اللحم الفاسد، خبرة دي ولا مش خبرة يا مثقفين يا بتوع المؤتمرات؟!

إنجاز الكفتة كان فقط بداية قص شريط المخترعات في عصر الفكاكة. فبعد يوم واحد تم الإعلان عن جهاز جديد يمهد الطرق في غمضة عين.. يا سارق من عيني النوم.. إن نمت دقيقة تصحيني.

ما يحصل في مصر سيفتح المجال واسعا أمام المخترعين وأصحاب الخيال الواسع والكفاءات المدفونة، لتأخذ فرصتها في خدمة الوطن. على شاكلة مخترع الكفتة، تزخر القرية التي أنتمي إليها بالكثير من أمثاله. نفس السحنة المندهشة. نفس العقلية الابتكارية. نفس الفصاحة في الكلام. نفس الفكاكة في الطرح. هنا أقدم للمهندس إبراهيم محلب رئيس وزرائنا الموقر أحد هؤلاء الكفاءات. أهمس في أذن محلب أن يقيل وزير النقل ويخلي الكرسي لمخترعنا اللهلوبة.

صاحبنا كان يسافر في الإجازات الدراسية للعمل في الأردن والعراق. ذات مرة ذهبت للسلام عليه بعد عودته سالما غانما من إحدى غزواته الخارجية فوجئت به يتحدث لضيوفه عما يفعله الأميركان والروس في المنطقة الفاصلة بينهما في ألاسكا وسيبيريا. قال إنهم يروحون ويجيئون بالسيارات بين أميركا وروسيا فوق المحيط المتجمد الشمالي!

سألته: إزاي ده.. معقولة يا راجل؟

أجاب: زي ما بقولك كده. المحيط هناك متجمد. الميه من كتر التلج بقت زي الصخر، وبدل ما يرصفوا طريق قالوا نمشي بالعربيات وخلاص فوق المحيط.

لم يترك الجالسين على دهشتهم، إلا وجعلهم يفتحون أفواههم من اختراع آخر. قال: إنتوا مستغربين إنهم بيعملوا كده. لازم تعرفوا إن الناس دي مخها ذري وتقدر تعمل أي حاجة... طيب خدوا دي.

• كلنا في صوت واحد: إيه تاني؟!
= اليابان.. تسمعوا عنها؟
• طبعا.. مالها دي كمان؟
= هناك بدل ما يعملوا كباري على الأرض تكلفهم شيء وشويات، هيطلعوا فوق في السما، لحد منطقة انعدام الجاذبية الأرضية، ويعملوا طرق وكباري من دون أعمدة ووجع قلب وتكلفة على الفاضي.. يعني مجرد ما يحطوا الزلط والرمل والأسفلت يعملوا طريق، ومش هيقع لأنه مفيش جاذبية أرضية!
ثم أضاف: أصل اليابانيين دول ولاد جنيه.. عفاريت.. بيفهموا في كل حاجة ومخهم شغال.
هذا مجرد نموذج حقيقي وواقعي ممن سيأخذون فرصتهم الفترة المقبلة.. و.. بكره هتشوفوا مصر!!.

عن صحيفة "العرب"
التعليقات (0)