سياسة دولية

واشنطن ولندن تحذران موسكو من تدخل عسكري بأوكرانيا

فلاديمير بوتين وأنجيلا ميركل - أرشيفية
فلاديمير بوتين وأنجيلا ميركل - أرشيفية
قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكية الأحد، إن روسيا سترتكب "خطأ جسيما" إذا أرسلت قوات عسكرية إلى أوكرانيا، وإن انقسام أوكرانيا لن يكون في مصلحة روسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة.

وسئلت رايس في مقابلة مع برنامج تبثه محطة "إن بي سي" التلفزيونية بشأن احتمال أن ترسل روسيا قوات إلى أوكرانيا لتعيد إلى السلطة الحكومة التي كانت أكثر قربا من موسكو؛ فردت رايس قائلة: "سيكون ذلك خطأ جسيما. إن انقسام البلاد ليس في مصلحة أوكرانيا أو روسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة. عودة العنف وتصاعد الموقف لن يصب في مصلحة أحد".

وقالت رايس، إنه بعد الاضطراب السياسي في أوكرانيا "لا يوجد تناقض متأصل.. بين علاقات أوكرانيا الثقافية والتاريخية الطويلة مع روسيا وبين أوكرانيا الحديثة التي تريد اندماجا أوثق مع أوروبا".

وسئلت عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينظر لنطاق نفوذ روسيا في أوكرانيا بمفهوم الحرب الباردة، فأجابت: "حتى إذا كان الأمر كذلك فسيكون هذا منظورا قديما لا يعكس رؤية الشعب الأوكراني. الأمر ليس متعلقا بالولايات المتحدة أو روسيا".

هيج يحذر من تدخل عسكري روسي

وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه "لن يكون في مصلحة روسيا التدخل عسكرياً في أوكرانيا"، مضيفاً أنه "يتشاور على الدوام مع الروس".

وأشار هيغ في حديث لـ "بي بي سي" إلى أنه سيتحدث "غداً (الاثنين) مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف". وتابع: "نحن في تشاور مستمر مع روسيا ومن الأهمية بمكان أن نبقي هذا الحوار، وخصوصا في حال تقديم مساعدة اقتصادية"، لافتاً إلى أن "الاقتصاد الأوكراني في وضع بالغ الصعوبة وهم في حاجة ماسة إلى برنامج اقتصادي، بهدف تجنب وضع اقتصادي أكثر خطورة".
 
وهيغ لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن "رد فعل روسيا لا يزال غير مؤكد حيال أوكرانيا وسيجري محادثات بهذا الشأن مع لافروف بسبب صعوبة الأوضاع القائمة فيها، لكن هناك فرصة الآن لتوحيد بلد منقسم جداً بعد المشاهد الرهيبة وإراقة الدماء المروعة".

وأضاف أن "هناك العديد من المخاطر التي تواجه أوكرانيا، ولكن من الأهمية بمكان تشكيل حكومة شاملة وحكومة وحدة وطنية نافذة المفعول، وتأكيد الترتيبات الدستورية للانتخابات المقبلة التي أُعلن عن إجرائها في أيار/ مايو المقبل، والعمل مع هذه الحكومة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد".

وأشار هيغ إلى أن الوضع السياسي في صفوف المعارضة الأوكرانية "لا يزال معقداً للغاية ومن الواضح أن البلد أصبح منقسماً جداً، غير أنه من المهم جداً إقناع روسيا بأن لا تكون التطورات الأخيرة في أوكرانيا مجرد لعبة محصلتها صفر".

وشدد على أن التعامل مع الاتحاد الأوروبي "يصب في مصلحة شعب أوكرانيا وروسيا".

وكان البرلمان الأوكراني صوّت بالأكثرية السبت على عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وتعيين رئيسه الكسندر تورتشينوف رئيساً للبلاد بالوكالة، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة في 25 أيار/ مايو المقبل.

ورحّب وزير الخارجية البريطاني بالتطورات الأخيرة في أوكرانيا، وأعلن بأنه يعمل بشكل وثيق مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي لدعم تشكيل حكومة جديدة فيها.

وتواجه أوكرانيا أزمة سياسية منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إثر تراجع حكومة يانوكوفيتش عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح علاقات أقوى مع روسيا.

بوتين وميركل يبحثان أوضاع أوكرانيا

وفي سياق آخر، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث الأحد مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوضع في أوكرانيا.

وكان مصدر في الحكومة الألمانية أعلن في وقت سابق في بيان أن ميركل دعت المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشنكو إلى العمل لمصلحة وحدة أوكرانيا والمعارضة.

وعرضت أيضا على المعارضة الأوكرانية المجيء إلى ألمانيا للمعالجة، بحسب هذا المصدر. وتعاني تيموشنكو من مشاكل في الظهر. وكان فريق من الأطباء الألمان حصل على إذن بفحصها في نيسان/أبريل 2012، لكن كييف رفضت توصيته بمعالجتها في ألمانيا.

وأعلن حزب الوطن بزعامة تيموشنكو من جهته أن الأخيرة ستلتقي ميركل "قريبا جدا".

وسعت برلين بقوة إلى إيجاد حل للأزمة السياسية التي هزت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة وأدت إلى إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي يبقى مكان وجوده مجهولا منذ السبت.

ونددت روسيا السبت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف بموقف المعارضة الأوكرانية وحذرت من تهديد لسيادة أوكرانيا.

يانوكوفيتش ومعاونوه يمنعون من مغادرة البلاد

وفي تطورات جديدة، يتم تضييق الخناق على الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش ومعاونيه المقربين الذين منعوا من مغادرة أوكرانيا ووجهت إليهم الاتهامات من قبل حزبهم بـ "المسؤولية" عن حمام دم كييف.

وحاول يانوكوفيتش ، بلا جدوى، السبت رشوة حرس الحدود في دونتسك المدينة التي يتحدر منها للسماح لطائرته بالإقلاع.

وشدد النواب أثناء جلسة للبرلمان الأحد على معرفة مكان وجود يانوكوفيتش، لكن لم يحصلوا علىاي جواب. ولم تبدأ رسميا أي ملاحقة بحق الرئيس المخلوع.

وقال سيرغي إستاكوف المتحدث باسم حرس الحدود لوكالة فرانس برس "إن طائرة خاصة كان من المقرر أن تقلع من مطار دونتسك لم تكن تراخيصها نظامية. وحين وصل مسؤولون للتثبت من الوثائق استقبلهم رجال مسلحون وعرضوا عليهم مالا لتمكينهم من الإقلاع دون تراخيص" ، مضيفا أن عرض الرشوة رفض.وتوقفت بعيد ذلك، عربتان مصفحتان قرب الطائرة التي غادرها الرئيس وغادر المطار".

وبحسب الرئيس الجديد للبرلمان ألكسندر تورشينوف، فإن يانوكوفيتش كان يحاول الفرار إلى روسيا. 

تيموشينكو لا تعتزم الترشح لرئاسة الحكومة

وفي تطورات أخرى، أعلنت زعيمة حزب "باتكيفشينا" (الوطن) الأوكراني، رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، الأحد، أنها لا تعتزم الترشح لمنصب رئيس الحكومة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن تيموشينكو، قولها في بيان، إن المعلومات عن ترشيحها لهذا المنصب كانت مفاجأة بالنسبة إليها، موضحة أن "هذه المسألة لم ينسقها أو يناقشها أحد معي".

وشكرت مناصريها على الاحترام، غير أنها رجتهم "عدم النظر في ترشيحها لرئاسة الحكومة".

وكان أحد النواب عن حزب تيموشينكو، ذكر اسمها بين المرشحين المحتملين لرئاسة الحكومة، مشيرا إلى أن هذا الموضوع مطروح على نقاش جلسة البرلمان الأحد، لكن الجلسة انتهت من دون أن يتم النظر بترشيح أحد لرئاسة الحكومة.

وكان البرلمان الأوكراني صوّت في جلسته العامة في وقت سابق الأحد، لمصلحة نقل صلاحيات رئيس الدولة إلى رئيس البرلمان فلاديمير تورتشتينوف.

وأعلن البرلمان الأوكراني السبت، أنه قبل استقالة رئيسه، فلاديمير ريباك، وانتخب المعارض ألكسندر تورتشينوف، المقرّب من تيموشينكو، رئيساً جديداً له.

وكان البرلمان الأوكراني قرر أمس إقالة رئيس البلاد فيكتور يانوكوفيتش، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 25 أيار/ مايو المقبل، كما أفرج عن تيموشينكو التي كان حكم عليها بالسجن 7 سنوات.
التعليقات (0)