مقالات مختارة

من يعارض السيسى؟!

مكرم محمد أحمد
1300x600
1300x600
ما من شك أن نجاح المشير السيسى فى انتخابات الرئاسة المقبلة بأغلبية ساحقة سوف يثير اشكالية مهمة تتعلق بوضع المعارضة فى نظام الحكم الجديد،

لأنه ما من نظام ديمقراطى يمكن ان يكون ديمقراطيا فى غيبة معارضة شرعية تراقب الحكم وتنتقده وتساعده على كشف اخطائه، والحكم القوى يزداد قوة فى وجود معارضة قوية، لان المعارضة جزء من نظام الحكم،اما المعارضة المستأنسة،وقد عايشنا صوراعديدة لها فأغلب الظن انها تضر بأكثرمما تنفع،لانها تفرغ الاوعية الحزبية من قوى الشباب الذين يؤثرون التعبير عن انفسهم فى حركات احتجاجية تتوالد خارج النظام الحزبي،إذا ما ضعفت قدرته على استيعاب طموحات القوى الجديدة!،وهذا هو بالضبط ما حدث فى مصر.!

وربما تكون المشكلة الآن أكثر تعقيدا لأن الرأى العام المصرى لا يقبل عودة جماعة الاخوان إلى الحياة السياسة بعد ان تلطخت يدها بدماء المصريين، وتحالفت مع منظمات الارهاب وجعلت من الشعب والجيش والامن المصرى اعداء لها تخطط لتقويض قدراتهم واحدا وراء الآخر!.

 ومن ثم فإن جماعة الاخوان وإلى امد زمنى طويل لن تصلح لان تلعب دورالمعارضة بعد ان اصبحت خارج اطار الوطنية، يبغضها المصريون إلى هذا الحد!، ولان غياب قوى حزبية معارضة يمكن ان يؤدى إلى فراغ سياسى، يغرى الاغلبية على المزيد من الزحف استحواذا على المزيد من السلطة، خاصة إذا سارت الامور وفقا لما ألفه المصريون، وتورط الرئيس المنتخب فى تشكيل حزب حاكم جديد، بدلا من ان يبقى على دوره حكما بين السلطات يحفظ توازنها ويرعى حدود الدولة القانونية..،

وما من شك ان كفاءة نظام الحكم المقبل سوف تظل معلقة على مدى قبوله لوجود معارضة قوية تدافع عن الرأى الآخر، وتحذر من تغول السلطة التنفيذية على باقى السلطات، وتكشف أخطاء الحكم أولا بأول، وتلتزم بالاهداف الاصيلة لخريطة الطريق التى تلغى فى اقامة دولة مدنية ديمقراطية، ولعل النصيحة المخلصة للمشير السيسى المرشح المحتمل رئيسا للجمهورية، حاذرمن تشكيل حزب حاكم جديد وأنت فى السلطة، وحافظ خلال فترة حكمك على مكانك الدستورى حكما بين السلطات.

(الأهرام)
التعليقات (0)