ملفات وتقارير

فورين بوليسي: سوريا مغناطيس يجذب "الإرهابيين"

جيمس كلبر رئيس المخابرات الوطنية الأمريكية - أرشيفية
جيمس كلبر رئيس المخابرات الوطنية الأمريكية - أرشيفية
"أصبحت سوريا التي تعاني من حرب أهلية على مدى الثلاث سنوات الماضية مهدا للإرهاب العالمي الذي قد يتنامى ليشكل خطرا على الولايات المتحدة والمتوقع أن يتنامى بشكل أسوأ في الأشهر والسنوات القادمة" بحسب كبار المسؤولين الاستخباراتيين في البلاد.



وقد انضم جيمس كلبر، مدير المخابرات الوطنية، إلى رئيسي الـ (إف بي آي) والـ (سي آي ايه) في التحذير من أن سوريا في طريقها لتصبح أفغانستان ثانية، مكانا آمنا للإرهابيين حيث يستطيعون تجنيد أشخاصا يقومون فيما بعد بمهاجمة أوروبا وأمريكا.



وأخبر كلبر لجنة مجلس الشيوخ الاستخباراتية أن هناك ما يقدر بـ 7000 مقاتل أجنبي في سوريا من حوالي 50 بلدا، منها بلدان أوروبية. وهؤلاء يشكلون قلقا للمؤسسات الأمنية الأوروبية حيث أن بإمكانهم نظريا استخدام جوازات سفرهم الأوروبية للسفر إلى أوروبا والقيام بهجمات، كما أضاف أن جبهة النصرة المنتمية إلى القاعدة لديها "طموحات" لهجوم داخل الولايات المتحدة. وزاد أن "هذا مصدر قلق كبير لنا جميعا".



وأشار كلبر إلى تقدير المخابرات الجديد للتهديد على مستوى العالم إلى التقدير بأن هناك 1600 مجموعة مسلحة تعمل داخل سوريا بما في ذلك عدد لا بأس به من المتطرفين؛ "فهناك ما بين 75 ألفا و110 آلاف مقاتل في سوريا يصنف حوالي 26 ألفا منهم كمتطرفين". وأضاف أن "سوريا أصبحت مغناطيسا ضخما يجذب المتطرفين".



وأشارت ديانا فاينشتاين رئيسة اللجنة الإستخباراتية في مجلس الشيوخ أن الخطر من سوريا قد تنامى هذا العام مقارنة مع تقديرات العام الماضي، "وهذا يسبب قلقا كبيرا بأن تشكل سوريا مكانا آمنا ويرشحها لأن تصبح نقطة انطلاق أو محطة وزن للإرهابيين الذين يسعون لمهاجمة الولايات المتحدة أو بلدان أخرى".



ويشكل هذا التقدير حول تنامي التهديد القادم من سوريا لدول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، مأزقا لإدارة أوباما وهي تحاول أن تجد طريقا لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا والتي تسببت في ما يزيد على 100 ألف قتيل.



وتقول مجلة "فورين بوليسي" إن الوجود الكبير للمقاتلين المتطرفين داخل المعارضة السورية يشكل معضلة بالنسبة لأمريكا التي تحاول تقوية المعارضة العلمانية للحكومة السورية دون وصول الأسلحة للجهاديين المتطرفين.



وذكر الرئيس أوباما هذا في "خطاب حالة الاتحاد" يوم الثلاثاء، مع أن معظم المحللين يرون أنه من الصعب تتبع الأسلحة الأمريكية في ساحة صراع تحتوي على مزيج معقد من المقاتلين. قال أوباما خلال خطابه: "في سوريا سندعم المعارضة التي ترفض برنامج الشبكات الإرهابية".



وقدم المسؤولون الأمنيون تقديراتهم حول المخاطر الأمنية، بما في ذلك تلك التي تحف الأولمبيات الشتوية في روسيا، وأثر تسريبات المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي، إدوارد سنودن وتشتت القاعدة الى مجموعات صغير في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.



وقد شجب كلبر تسريبات سنودن حول برنامج التجسس السري ودعا لإعادة الوثائق المسروقة. وقال مدير الـ (إف بي آي) إنه يعمل مع نظيره الروسي لتأمين الأوليمبياد الشتوي حيث يحتمل أن تكون "الأرملة السوداء"  - الانتحارية – موجودة في سوتشي.



وتحول جو الاجتماع عندما توجه السيناتور مارك أودال والسيناتور رون وايدين والسيناتور مارتين هنريتش، باللائمة على مدير الـ (سي آي إيه) جون برنان لفشله في التعاون مع اللجنة خلال تحقيقها في ممارسات التعذيب خلال فترة حكم بوش. ولا يزال التقرير سريا، وتقول الـ (سي آي إيه) إنه يحتوي على مغالطات بالإضافة لكونه مبالغا في لوم تصرفات الوكالة بعد أحدات الحادي عشر من سبتمبر.



 وقد وعد برنان وكلبر بالتعاون مع اللجنة لحل الإشكال بالنسبة للتقرير، بالرغم من مرور عام لمصادقة اللجنة على التقرير ورفض برنان وكلبر الدخول في تفاصيل الخلاف في الجلسة المفتوحة.
التعليقات (0)