ملفات وتقارير

أردنيون: كيري جاء ليفرض علينا رغبات إسرائيلية

الملك عبدالله الثاني وجون كيري - ا ف ب
الملك عبدالله الثاني وجون كيري - ا ف ب
أعلنت فعاليات شعبية أردنية الحرب على ما يسمى بمشروع كيري لإنعاش عملية السلام في المنطقة، وبدأ أعضاء في البرلمان وناشطون سياسيون التمهيد لتأسيس جبهة شعبية عريضة مضادة لهذا المشروع.

وقال النائب الأردني السابق رئيس مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي، المهندس علي أبو السكر، لـ"عربي21"، إن "أمريكا تمثل طرفا غير نزيه في الصراع العربي الإسرائيلي، وإنه حين يحضر وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، فهو إنما جاء ليخدم مصالح الكيان الصهيوني التي تعهد الرئيس الأمريكي بحمايتها في كل مناسبة".

وأضاف أن كيري جاء لوضع المسات الأخيرة على مخططات إضاعة الحقوق العربية والفلسطينية التي أصبحت في مهب الريح، وما نجم في قضايا التفاوض الأساسية بحسب الرؤية الإسرائيلية التي تتبناها الإدارة الأمريكية.

وأوضح أنه، عدا عن رجحان الكفة لصالح الكيان المحتل في قضايا القدس والمستوطنات واللاجئين وحق العودة وغيرها وتهاون المفاوض الفلسطيني فيها، فإن مسألة "ضم الأغوار إلى الحزام الأمني الإسرائيلي لتصبح جزءًا من الكيان الإسرائيلي، هو بحد ذاته تهديد للأمن الأردني".

ويرى أبو السكر أن "زيارة كيري غير مرحب بها من قبل الشعب الأردني؛ فهو يريد أن يفرض الرؤية الأمريكية الإسرائيلية على الأردن، في حين أن الأردن الرسمي أضعف من أن يقاوم هذه الرغبة التي تحمل في طياتها مخططات الكيان المحتل للمنطقة بعامة، والأردن وفلسطين بخاصة". 

وشدّد على أن الموقف الشعبي الأردني يجب أن يكون غير "الرفض التام لأية تسوية مع العدو المغتصب"، من شأنها أن تضيع الحقوق وتهدد الأمن والاستقرار وتفرط في المقدسات والأراضي العربية.

ويرى النائب الأردني في لجنة الشؤون الخارجية محمد عبد الفتاح هديب، أن "ما جاء به كيري فيه نهاية لعودة اللاجئين، وهي قضية لا تقل أهمية لدى الأردنيين عن قضايا الأرض والمقدسات". 

وقال لـ "موقع عربي21": "إن زيارة خاطفة وخاصة وسرية، تحمل في طياتها أمرًا خطيرًا، وإن ضم غور الأردن لإسرائيل، من شأنه أن يمنع قيام دولة فلسطينية، لعدم وجود حدود مباشرة للفلسطينيين مع الأردن".

وأضاف: "هذا بداية لموضوع التوطين الذي طرح سابقا، و"الأردن الكبير"، الذي يلغي عودة اللاجئين نهائيا".

وفيما بدأ النواب الممثلون لمخيمات اللاجئين في البرلمان الأردني تحركا وطنيا وشعبيا مضادا لخطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بدأت أحزاب وقوى سياسية بتنظم مسيرات واعتصامات احتجاجية.

وأعلنت النقابات المهنية أن كيري الذي يزور عمان الأحد، لمدة ساعتين ويلتقي في زيارة خاطفة بالملك عبدلله الثاني، هو "غير مرحب به " عند الشعب الأردني.

وصدر قبل ذلك، عن ثلاثة من نواب المخيمات في الأردن بيان شديد اللهجة يعتبر مشروع كيري مقدمة لكونفدرالية عمياء ستطيح بحقوق الفلسطينيين والأردنيين معا.

ووصف النواب محمد الظهراوي ومحمد حجوج ومحمد هديب، خطة كيري بأنها "كونفدرالية منقبة" تتستر للإطاحة بحق الشعبين.

وأشار البيان إلى أن زيارات كيري المتتالية للمنطقة تثير لدى الأردنيين والفلسطينيين مساحات إضافية من القلق والتوجس، من مؤامرة كيدية تحاك بصمت وراء الكواليس ضد الشعبين.

وشدد البيان على أن كيري يثير كل هواجس القلق والارتياب، وهو يصر على زيارة المنطقة للمرة العاشرة مسجلا المقابلة رقم 21 مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال الظهراوي في تصريحات لـ"القدس العربي"، إن كيري يكثر من زياراته ليس حرصا على الشعب الفلسطيني ولا تنديدا بالاحتلال، مشيراً إلى أن كثرة المصافحات تقلل المحبة كما يقول المثل الشعبي وأن الأمريكيين فيما يبدو لديهم خطة سرية للحفاظ مجددا على أمن إسرائيل.

وانتقد الحجوج بدوره الإخفاء الكامل للمعلومات عن الشعبين وقال إن السلام لا يتم ترتيبه تحت جناح الظلام، معتبراً أن أجندة كيري لن تكون إلا صهيونية ومعدة بالمقاس على خدمة الأغراض الأمنية لدولة الكيان العبري الغاصبة.

وقال بيان النواب الثلاثة إن الشعب الأردني لم يطلع على المفاوضات التي تجري في قنوات سرية مغلقة ولا يوجد معلومات من أي نوع، لا عن التسوية المفروضة تحت ستار المفاوضات ولا عن الدور الأردني المطلوب، ضمن ترتيباتها التي ستنتهي بكل الأحوال بكيان فلسطيني مشوه وغير مستقل ومنقوص السيادة لا يرقى بأفضل أحواله لأكثر من تجربة "روابط القرى" المرتبطة بمرحلة سوداء من تاريخنا الأردني الفلسطيني المعاصر.

وقال البيان: التاريخ لا يعود للوراء ولا يمكن إنجاز أي مشروع سلام بالخفاء عن الشعبين الأردني والفلسطيني خصوصا وأن الاعتبارات الأمنية تحول الشعبين في المحصلة بدون فوائد ومكاسب حقيقية لمجرد حراس لدولة الكيان الغاصب التي لم ترغب يوما بالسلام.

وشدد البيان على أنه "لا سلام في فلسطين في ظل عقلية القلعة الإسرائيلية والجدار العازل. لا سلام بدون تحقيق حلم الدولة الفلسطينية والإقرار الواضح بمبادئ السيادة على الأرض. لا سلام ولا بحال من الأحوال بدون الحق الكامل للعودة، ولا مجال أمامنا كأردنيين لقبول أي اتفاقية سلام حتى وإن كانت أمريكية أو تحمل اسم الرئيس أوباما قبل تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الحرة المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني".

وقال البيان: "نقولها بوضوح: لا نقبل بعملية سلام تكرس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة ولا بأي عملية تساهم في انقسام الأمة تحت إطار رذيلة المفاوضات وتنازلاتها التاريخية المتوقعة، ولا نقبل بأي بحث لمستقبل العلاقات الأردنية الفلسطينية قبل تمكين الفلسطينيين من كل حقوقهم ودولتهم على ترابهم الوطني".

يذكر أنه بعد اللقاء الحادي والعشرين مع عباس منذ شباط/ فبراير 2013 والثاني في غضون 24 ساعة، قال كيري "غداً (الأحد) سأذهب إلى الأردن للقاء الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية ناصر جودة، ومن هناك سأتوجه بالطائرة إلى السعودية حيث سألتقي خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإطلاعه على المستجدات وللبحث في ما نحاول القيام به في الأيام المقبلة".

يشار إلى أن كيري تحدث السبت عن "تحقيق تقدم في القضايا الصعبة" من أجل التوصل إلى اتفاق إطار يُحدد الهدف النهائي من مفاوضات الوضع النهائي.
التعليقات (0)