حقوق وحريات

وثائقي:القطري محمود الجيدة عذِّب في سجون الإمارات

الدكتور محمود الجيدة المعتقل في أبو ظبي- أرشيفية
الدكتور محمود الجيدة المعتقل في أبو ظبي- أرشيفية
يظهر فيلم أعده "معظم بيغ" المعتقل البريطاني السابق في غوانتانامو، الانتهاكات التي مارستها سلطات الإمارات الأمنية بحق المواطن القطري الطبيب محمود الجيدة.
ويتحدث الفيلم القصير (13 دقيقة) الذي أعده بيغ لصالح منظمة "كيج بريزنرز" (سجناء في القفص)، التهديدات التي تعرض لها الجيدة من قبل المحققين الذين هددوه بالقول "لا تخش من الموت فعندنا مكان لدفنك فيه". 
ويقول بيغ أن أحدا لم يكن يتوقع أن ترتبط أبو ظبي المعروفة بمشاهدها ومعالمهما باعتبارها عاصمة التجارة الدولية بسجن سري يقبع في المنطقة الدبلوماسية قرب مستشفى الشيخ زايد وقريبا من السفارة القطرية. وكان محمود الجيدة وهو أب لثمانية أولاد قد اعتقل في 26 نيسان/ إبريل العام الحالي، أثناء مروره بأبو ظبي،  وتعرض لتعذيب جسدي، ونفسي وأجبره المحققون للتوقيع على  ورقة اعترافات لم يكن يعرف فحواها القوة. ونقل بيغ شهادات حارس سجن سابق لم يلتق فقط بالجيدة فحسب بل قام بالكشف عن مكان اعتقاله، حيث ظلت عائلته تجهل مكانه ولا تعرف طبيعة الإتهامات الموجهة إليه. 
وتظهر الشهادة التي يقدمها حارس السجن وشهادات آخرين، وتعليقات مستشارين قانونيين الوضع اللا إنساني الذي يتعرض له السجناء في سجون الإمارات. والمفارقة في قصة الجيدة وطريقة اعتقاله أنه لم يعرف عنه أي انتماء سياسي، ومع ذلك يواجه سلسلة من الاتهامات التي تضم تقديمه المساعدة للإصلاحيين الإماراتيين من جمعية الأصلاح الذين أصدرت محكمة في أبو ظبي أحكاما مشددة ضدهم. وضمت المجموعة عددا من القضاة والأكاديميين والباحثين والعاملين في العمل الخيري والإنساني وعضوا في العائلة الحاكمة في رأس الخيمة، وكل من حكم عليهم من الـ 92 هم من رموز البلاد. وينفي الجيدة أية علاقة بالمجموعة. ويرى أفراد من عائلة الطبيب إن الحكومة الإماراتية تهدف من اعتقاله ربطه بقضية الاصلاحيين، مشيرا إلى ان الجيدة ليس عضوا في الإخوان وقد يكون متعاطفا معهم.
 وعلى الرغم من مضي أكثر من ثمانية أشهر على سجنه إلا انه حرم من الحصول على حقوقه القانونية والاتصال بالمحامي، مع أن القانون الإماراتي يقضي بحبس الشخص المشتبه به مدة 21 يوما رهن التحقيق، وفي حال ثبوت تهم عليه يمدد الحبس ويحول إلى  القضاء. وفي حالة عدم وجود أية أدلة يطلق سراحه حالا. ونقل عن حسن الجيدة وهو نجل المعتقل، ويدرس في جامعة كارديف قوله إن "هذا الفيلم يصور المعاناة التي تعرض لها والده، والمدى الذي ذهبت إليه سلطات الدولة الأمنية لفبركة قضية ضده، ويمثل خطوة مهمة لمساعدة الحملة الدولية المطالبة بإطلاق سراحه وحالا". ويصف حسن طريقة اعتقال والده بأنها "عملية اختطاف" منذ اللحظة الأولى. 
ومثل بقية العائلة يقول نجله الآخر عبدالرحمن إنه –مثل والده- لا يعرف لماذا قامت سلطات الإمارات باعتقاله! وقال إن المحققين في السجن هددوا والده بقطع لسانه، مضيفا إن أساليب التعذيب في السجون الإماراتية قاسية، وعادة ما يسمع صراخ المعتقلين الذين لم يكونوا يصرخون بدون داع، حسب قوله. ويتحدث عبدالرحمن عن طريقة اعتقال والده قائلا إنه رفض في البداية المضي مع الأمن وطلب مقابلة السفير القطري في الإمارات، ولكنهم قالوا أنهم سيسمحوا له بالتحدث معه في مركز الشرطة، وعندما وصلوا هناك بدأوا بالتحقيق معه وعاملوه معاملة قاسية لمدة أربعة أيام، حيث مارسوا التعذيب الجسدي والنفسي عليه. 
وقال عبدالرحمن أن والده أخبرهم فيما بعد عن ضرب المحققين له على بطنه وظهره واستخدموا معه "الفلقة" لتعذيبه أكثر. ويقول حسن إن المحققين تلاعبوا بوالده حيث كانوا يقولون له إنه إطلاق سراحه قد صدر وطلبوا منه تجهيز نفسه، وبعد انتظار في دائرة من دوائر الحكومة كانوا يعيدونه إلى زنزانته وقد فعلوا هذا معه أربع مرات. وينقل عن أحد حراس السجن ان هذه الممارسات أثرت على الجيدة نفسيا وعلى تركيزه العقلي. ووصف الحارس الزنزانة التي يعتقل فيها الجيدة بأنها إنفرادية وصغيرة وبدون نوافذ.
 وتأتي هذه الشهادات في الوقت الذي وقعت فيه الإمارات على معاهدة منع التعذيب،  وتقول إن كل السجناء يعاملون وفقاً للقانون وانه يتم التحقيق في أي اتهامات بسوء المعاملة.  وكانت العائلة قد  تحدثت إلى "بي بي سي" العربية وقالت  إن الحكومة القطرية سهلت ثلاث زيارات لرؤيته أخيرا، أحدثها كان في 23 يونيو/ حزيران. ووفقاً لقريب للجيدة، فإن الطبيب القطري كان ينقل في كل زيارة معصوب العينين من مكان اعتقاله إلى مبنى حكومي في أبو ظبي. ونقلت العائلة عن الطبيب قوله انه لم يعد يتعرض للضرب لكنه ما زال في سجن انفرادي وأنه فقد نحو 10 كيلوغرامات من وزنه أثناء فترة احتجازه. والتق محام عينته العائلة الجيدة مرة واحدة في زيارة استمرت 10 دقائق، وتمت في حضور ضابط إماراتي.
 وقضية الجيدة مشابهة بشكل واضح لقضية صلاح اليافعي، المواطن البحريني الذي اعتقل في مطار دبي في 26 أبريل/ نيسان الماضي، وبقي معتقلا لمدة 7 أسابيع بمكان مجهول ودون توجيه أية تهمة له قبل الإفراج عنه في 15 يونيو/ حزيران بعد تدخّل حكومة البحرين. وينتمي اليافعي وهو مدرب رياضي إلى جمعية (الإصلاح) البحرينية، وهي جمعية إسلامية على صلة بجماعة الإخوان المسلمين.


يمكن مشاهدة الفيلم على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=HhqfMP7cd5M

التعليقات (0)