سياسة عربية

تقرير: "النور" دعم الانقلاب انسجاما مع موقف السعودية

حزب النور
حزب النور
في الوقت الذي كانت فيه الحكومة المؤقتة في مصر تلاحق الإخوان المسلمين في مدينة الإسكندرية، كان بسام الزرقا أحد الزعماء المعروفين للسلفية ونائب رئيس حزب النور ينتقذ في مقابلة معه "الدولة العميقة"؛ على الرغم من تحالف تياره مع الحكومة المدعومة من الجيش الذي قام بعزل محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي. 
ويبدو أن مدعاة النقد للدولة العميقة كما تقول مجلة  "إيكونوميست" البريطانية نابع من الوضع غير المريح الذي يواجهه التيار السلفي في ثاني كبريات المدن المصرية، ومركز قوة التيار. وتقول المجلة إنه منذ الإطاحة بمرسي لاحقت الحكومة الاخوان ومؤيديهم ووصفتهم بـ "الإرهابيين" لدرجة وصلت لحد محوهم من الحياة السياسية المصرية. في الوقت الذي تركت فيه بقية الجماعات الإسلامية خاصة السلفية تسرح وتمرح وتدعو لنموذجها الداعي لاحياء الحياة الإسلامية كما كانت في عهد الرسول. 
وترى المجلة أن الإسكندرية تعتبر مكاناً مناسباً لمعرفة ثقل الإسلاميين، فقد نشأ حزب النور من "الدعوة السلفية" التي برزت في المدينة من نشاطات طلاب الجامعات. وفي الوقت الذي انخرط فيه الإخوان بالعمل السياسي ابتعد أتباع الحركة عنه حتى ثورة يناير 2011، واتجهوا بدلا من ذلك نحو السعودية بحثا عن توجيه وإلهام. 
ويقول أعضاء حزب النور إن علاقتهم جيدة مع الحكومة المدعومة من العسكر، ولم يتم  اعتقال أحد من أتباعها كما حصل لإعضاء الإخوان.
 ونقلت المجلة عن الزرقا قوله إن المعركة اليوم هي "عن المنافع لا الأيديولوجية". وفي الوقت الذي استفاد حزب النور من غياب الإخوان فقد لاحقت الدولة العميقة العناصر العلمانية التي احتجت على قانون التظاهر. 
وفي يوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر حكمت محكمة في الإسكندرية على 14 فتاة  أحكاماً مفرطة بتهم تتعلق بالتحريض وإثارة العنف، وهو ما أثار غضب مؤيدي مرسي. 
وترى المجلة أن الحكومة الحالية ترغب بأن يأخذ حزب النور راية تمثيل الإسلام السياسي من جماعة الإخوان، في الوقت الذي أجبرت فيه الجماعة على الغياب بسبب القمع.
 وتقول المجلة إن الحزب لديه مظهر سلس، والمتحدثون باسمه بارعون في الكلام، وعندما يتحدثون مع صحافيات أجنبيات يتجنبون الخوض في موضوعات جدلية عن تطبيق الشريعة وإقامة الحدود مثل رجم الزاني والزانية. 
 وتضيف المجلة إن قرار قادة الحزب تبني السياسة والتحالف مع الجيش الذي لاحق جماعة إسلامية مثلها لا يزال قرارا مثيرا للجدل؛ ويعترف القادة بخسارتهم الدعم الشعبي، كما أن الكثيرين سواء من داخل الحزب أوخارجه لا يعرفون ماذا يريد الحزب تحقيقه من السياسة. 
ويرجع عدد من المراقبين أن السبب في العلاقة الحميمة بين الحزب والعسكر يعود للموقف السعودي الداعم للإنقلاب.
 ويضيف آخرون أن حزب النور التي لم يحضر ممثلها إحدى جلسات التصويت على مواد الدستور، كانت تعتقد بقدرتها على ضمان صياغة دستور يحمل مذاقاً إسلامياً يحمي أفرادها من الإعتقال.  وكانوا ساذجين في موقفهم هذا فالدستور الجديد يخلو من المرجعيات الإسلامية التي طبعت الدستور السابق الذي أجري التصويت عليه في عهد مرسي.
وتشير المجلة إلى أن مدينة الإسكندرية لا تظهر ميلاً للإسلاميين مقارنة مع بقية المدن، لكن هناك خوفا من الإسلام المحافظ وموقفه من الحقوق الشخصية. وفي الوقت الذي تستنكر فيه منظمات حقوق الإنسان عمليات القمع والملاحقة للإخوان إلا أنها لا تقوم بالتعبير عن الشجب بالقوة المطلوبة، لأن هذه المنظمات لم تنس مواقف الإسلاميين منها عندما كانوا في الحكم. وتقول المجلة إن قلة  في المدينة تابعت الحكم الذي صدر على 14 فتاة من "فيتات 7 الصبح" بتهمة  "التحريض على العنف" وفي الحقيقة بتهمة التظاهر تأييدا لمرسي، لكن بعض النشطاء في حقوق الإنسان يخشون من الاحتجاج على الحكم حتى لا يوضعوا في سلة واحدة مع الإخوان.
 
التعليقات (0)