حقوق وحريات

ناشطات سعوديات تعرضن لأحكام قاسية بالسجن.. تعرف عليهن

رغم إقرار ابن سلمان بأن الأحكام ضد الناشطين مجحفة إلا أن الأمور لم تتغير بعد- جيتي
رغم إقرار ابن سلمان بأن الأحكام ضد الناشطين مجحفة إلا أن الأمور لم تتغير بعد- جيتي
يسلط تأكيد الحكم بالسجن 11 عاماً بحق الناشطة مناهل العتيبي وهي مدربة لياقة بدنية ومؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، الضوء على ما يصفه حقوقيون بأنه حملة قمع شرسة تطال الأصوات الناقدة على الإنترنت.

وقالت منظمتا العفو الدولية ومنظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرهما في لندن، في بيان مشترك الثلاثاء، إن القضاء السعودي "أدان وأصدر أحكاما بالسجن لفترات طويلة على عشرات الأشخاص على خلفية التعبير عن آرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي" خلال العامين الماضيين.

تُصدر هذه الأحكام عادة المحكمة الجزائية المتخصصة التي تأسّست في العام 2008 للنظر في قضايا الإرهاب.

وهي تعمل بموجب قانون مكافحة جرائم الإرهاب الذي أقرته السعودية نهاية العام 2017 بعد أشهر من تولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منصبه.

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش، القانون الذي قالت إنّه يشمل "تعريفاً مبهماً للإرهاب" وقد يسمح "للسلطات بمواصلة استهداف الانتقادات السلمية".

وفي ما يأتي نظرة على بعض أبرز تلك الحالات:

نورة القحطاني (45 سنة)
حُكم على نورة القحطاني وهي أم لخمسة أبناء في آب/ أغسطس 2022 بالسجن 45 عاما لاستخدامها موقع تويتر حيث إنها أدينت بتهمة "الطعن" في عدالة الملك وولي عهد المملكة.

وقررت المحكمة منعها من السفر إلى خارج المملكة مدة مماثلة لعقوبة السجن، وهو إجراء عقابي تتخذه السلطات السعودية ضد معظم المدانين في قضايا حقوقية.

وتعاني القحطاني من مرض السكري بحسب أوراق القضية التي أطلعت عليها فرانس برس.

وهي ليست ناشطة معروفة ويتابع حسابها المذكور في أوراق القضية نحو 600 شخص فقط، ومن غير المعروف كيف لفتت انتباه الأجهزة الأمنية السعودية التي أوقفتها في تموز/ يوليو 2021.

كما أنها أدينت بتهم "التحريض على الإخلال بالنظام العام وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة ونشر تغريدات كاذبة ومغرضة والإساءة لرموز الدولة، والمطالبة بإطلاق سراح موقوفين على ذمة قضايا أمنية".

اللافت، أنّ الحكم الطويل صدر من محكمة تنظر في استئناف على حكم صدر في حقها في شباط/فبراير 2022 يقضي بسجنها ست سنوات ونصف السنة مع منعها من السفر لمدة مماثلة.

اظهار أخبار متعلقة


سلمى الشهاب (27 سنة)
حُكم على طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية سلمى الشهاب (36 عاما) بداية بالسجن ست سنوات، ثلاث منها مع وقف التنفيذ، قبل أنّ تقرر محكمة الاستئناف في آب/ أغسطس 2022 تغليظ العقوبة للسجن 34 عاما.

جرى لاحقا تخفيض مدة عقوبتها إلى السجن 27 عاما.

وأدانت محكمة الاستئناف الشهاب بـ"تقديم الإعانة لمن يسعون للإخلال بالنظام العام ونشرها أخبارا كاذبة ومغرضة" من خلال "كتابتها ونشرها تغريدات" على موقع تويتر.

ولا تعد الشهاب ناشطة بارزة، ويتابع حسابها على تويتر نحو 2600 متابع، وكانت تغريداتها تتعلق بالدفاع عن حقوق النساء في المملكة. وهي شيعية وتتحدر من مدينة المبرز في الأحساء في شرق البلاد.

وأفادت صديقة لها فرانس برس، بأنها كانت على علم بأن أشخاصا أبلغوا السلطات عن نشاطها قبل سفرها إلى بلدها في إجازة واعتقالها في كانون الثاني/ يناير 2021. لكنها لم تأخذ الأمر على "محمل الجد".

مناهل العتيبي (11 عاما)
حُكم على الناشطة النسوية مناهل العتيبي المعروفة بآرائها الليبرالية الجريئة ومعارضتها للقوانين المتعلقة بالمرأة والموقوفة منذ أكثر من عامين بالسجن 11 سنة لإدانتها بتهم مرتبطة "بالإرهاب".

لكنّ منظمة العفو الدولية ومنظمة القسط لحقوق الإنسان قالتا إنّ العتيبي (29 عاما) حُكم عليها "بسبب اختيارها لملابسها ودعمها لحقوق المرأة".

صدر الحكم على العتيبي في التاسع من كانون الثاني/ يناير الماضي لكن القرار لم يُكشف عنه سوى لاحقا بعد أسابيع ضمن رد الحكومة السعودية الرسمي على طلب معلومات عن قضيتها في بيان رسمي من مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة، مؤرخ في 24 كانون الثاني/ يناير الفائت.

وجاء في الخطاب السعوديّ أنّ العتيبي "أدينت  بارتكاب جرائم إرهابية لا علاقة لها بممارسة حرية الرأي والتعبير أو منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي. لا يمكن تبرير أفعالها تحت أي ظرف من الظروف"، من دون تفاصيل.

وأوقفت السلطات مناهل، التي تمارس الملاكمة وتحب السفر ويتابعها على منصة إكس أكثر من 55 ألف شخص، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 بعدما اتهمتها بقيادة "حملة دعائية لتحريض الفتيات السعوديات على استهجان المبادئ الدينية والتمرد على العادات والتقاليد بالمجتمع".

ومناهل إحدى ثلاث شقيقات معروفات بآرائهنّ الليبرالية الجريئة ومعارضتهن للقوانين المتعلقة بالمرأة ويحظينَ بمتابعة مئات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

محمد الغامدي (إعدام) 
قضت محكمة سعودية بالإعدام على السعودي محمد الغامدي في تموز/ يوليو 2023، على خلفية اتهامات تتعلق بمنشورات فُسرت على أنها تدعو "للإخلال بأمن المجتمع والتآمر على الحكم" عبر حسابه على منصة إكس الذي يتابعه نحو عشرة أشخاص.

واتُهم الغامدي، وهو مدرس متقاعد يبلغ 55 عاما، بمتابعة حسابات معارضين على منصّتَي إكس (تويتر سابقًا) ويوتيوب.

وفي أيلول/ سبتمبر الفائت، أكّد ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان في مقابلة نادرة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية أن تفاصيل القضية "صحيحة".

وقال ولي العهد الحاكم الفعلي لبلاده: "لسنا سعداء بذلك. ونخجل منه"، وعزا صدور مثل هذه الأحكام إلى وجود "قوانين سيئة".

وأثار آمالا بإمكانية إلغاء مثل هذه الأحكام، إذ قال: "آمل أن يكون القضاة أكثر خبرة في المرحلة المقبلة من المحاكمات. وقد ينظرون إلى الأمر بشكل مختلف تمامًا".

ورغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على تصريحات ولي العهد المتنفذ فإنه لم يُعرف ما إذا كانت السلطات قد ألغت حكم الغامدي أو خفّفته.
التعليقات (0)

خبر عاجل