سياسة دولية

رحلة غانتس لواشنطن ولندن.. هل تمهد لخروجه من حكومة نتنياهو؟

حزان: قام غانتس بهذه الزيارة لعرض مكانته كرئيس وزراء محتمل في المستقبل- الأناضول
حزان: قام غانتس بهذه الزيارة لعرض مكانته كرئيس وزراء محتمل في المستقبل- الأناضول
تشهد حكومة الحرب الإسرائيلية، رمز الوحدة الوطنية في الحرب على حركة حماس، منافسة سياسية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير بيني غانتس المتقدم في نوايا التصويت.

وكشفت الزيارة التي لم يباركها نتنياهو وقام بها غانتس إلى واشنطن، الاثنين والثلاثاء، وإلى لندن، الأربعاء، عن الخلافات العميقة بين الرجلين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على "إسرائيل" بسبب الأزمة الإنسانية الكبرى في غزة.

ووفقا ليوهانان بليسنر مدير المعهد الديمقراطي الإسرائيلي، مركز الأبحاث الليبرالي، فإن زيارة غانتس إلى الداعم الرئيسي لـ"إسرائيل" "تظهر أن ثقته في نتنياهو في أدنى مستوياتها، وأنه قرر التعبير عن صوت آخر في واشنطن".

اظهار أخبار متعلقة


وأحدثت هذه الزيارة ضجة كبيرة في "إسرائيل"، حيث أثار زعيم حزب "الوحدة الوطنية" غضب وزراء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو.

ونددت وزيرة المواصلات ميري ريغيف بالقول: "إنه يتصرف من وراء ظهر رئيس الوزراء"، واصفة هذه الخطوة بـ"التخريبية".

ووافق خصم نتنياهو السياسي، وزير الدفاع السابق على الانضمام إلى حكومة الحرب من أجل الوحدة الوطنية بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، الذي أسفر عن مقتل 1160 شخصا على الأقل.

غانتس "يحضر لخروجه" من الحكومة
"لكن التوترات لم تهدأ أبدا" بين الرجلين اللذين "يكرهان بعضهما البعض"، كما يوضح رؤوفين حزان الأستاذ في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس.

وتضم حكومة الحرب خمسة أعضاء، أبرزهم نتنياهو وغانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت.

بالنسبة لرؤوفين حزان، فإن غانتس قام بهذه الزيارة إلى واشنطن ولندن لعرض مكانته كرئيس وزراء محتمل في المستقبل، وقبل كل شيء للبدء في "التحضير لخروجه من الحكومة"، وهو أمر لا مفر منه، بحسب الأستاذ الجامعي.

وبالتالي فإنه يحاول الاستفادة من القلق المتزايد الذي تبديه واشنطن من مسار الحرب في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

ويشير رؤوفين حزان إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو في "صراع مفتوح". فقد حثت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم "الاستمرار على هذا النحو في قتل المدنيين بالجملة في غزة دون أن يكون لديه خطة لمعرفة ما يريد فعله بعد" الحرب.

والتقى غانتس، الاثنين، في واشنطن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي أعربت عن "قلقها العميق" من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة التي تهدد بالمجاعة لـ2.2 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، أي معظم سكان القطاع.

"مقرب من الأمريكيين"
يؤكد بليسنر أن "غانتس ليس نتنياهو، إنه أقرب إلى (موقف) الأمريكيين" ما بعد الحرب.

وأضاف أن غانتس "شريك أسهل" لواشنطن، "وأكثر انفتاحا على الحوار مع الشركاء المعتدلين في المنطقة"، وحول الدور الذي يمكن أن تؤديه السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب.

ورحب غانتس، الأسبوع الماضي، أيضا بإصلاح نظام الخدمة العسكرية الذي أعلنه يوآف غالانت لدمج اليهود المتشددين المعفيين لأسباب دينية.

كان لهذا الاقتراح مفعول قنبلة سياسية في "إسرائيل"، حيث اعتبرته وسائل الإعلام دليلا على عدم ثقة يوآف غالانت بنتنياهو، على الرغم من أنهما عضوان في الحزب نفسه.

اظهار أخبار متعلقة


يضع الاقتراح رئيس الوزراء في وضع محرج للغاية، في حين أن الحزبين الرئيسيين اللذين يمثلان اليهود المتطرفين يمكنهما إسقاط ائتلافه الهش في أي لحظة.

ويحاول نتنياهو بأي ثمن "تجنب إجراء انتخابات مبكرة" لغانتس مصلحة فيها، وقد نجح في ذلك حتى الآن، لكن "إذا كانت هناك قضية واحدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الائتلاف، فهي تجنيد اليهود المتشددين"، على حد قول بليسنر.

على غانتس الآن أن يجد الوقت المناسب للنأي بنفسه عن رئيس الوزراء، "من خلال إظهار أنه يدافع عن مصالح إسرائيل" على المدى الطويل، "وأن نتنياهو يحرص فقط على حماية مصالحه الشخصية"، كما يقول رؤوفين حزان.

التعليقات (0)