سياسة عربية

"الأونروا": الهدف المفضل للقادة الإسرائيليين في محاولة تصفيتها.. القصة كاملة

أقرت الأمم المتحدة تقييما رسميا لعمل المنظمة من طرف لجنة مستقلة - جيتي
أقرت الأمم المتحدة تقييما رسميا لعمل المنظمة من طرف لجنة مستقلة - جيتي
أعادت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، اسم "الأونروا" إلى الواجهة، لا سيما بعد اتهام الاحتلال الإسرائيلية بأنها ذراع لحركة حماس في غزة تمرر عبرها وجهة نظرها إلى الإعلام، واتهام بعض موظفيها بالانخراط في عملية "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات الغلاف في الأراضي المحتلة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

"الأونروا" هي اختصار لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة تعمل على تقديم الدعم والحماية لملايين اللاجئين المسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة على وجه الخصوص.

ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

وأصبحت الأونروا الهدف المفضل للساسة الإسرائيليين في محاولة لتصفيتها، للقضاء على آخر دعم دولي وأممي رسمي للاجئين الفلسطينيين المتضررين من الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، داخل فلسطين والشتات.

خدمات الوكالة
وبدأت الأونروا عملياتها عام 1950، وتولت مهام هيئة الإغاثة وتسلّمت سجلات اللاجئين الفلسطينيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ويذهب القسم الأكبر من تمويل الأونروا إلى برامج التعليم، والباقي مقسم بين الرعاية الصحية، والخدمات التشغيلية، والخدمات الاجتماعية.

وعرفت الأونروا اللاجئ الفلسطيني بالشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة من أول يونيو/ حزيران 1946 حتى 15 مايو/ أيار 1948 والذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948.

إسرائيل: يجب إنهاء المنظمة

وفي آخر تصريحات له منذ أيام، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يتعين إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وذكر بيان صادر عن مكتبه أنه قال أمام وفد من الأمم المتحدة: "حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أنه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا".

وقف تمويل

وبعد مزاعم إسرائيل بتورط موظفي الأونروا في عملية "طوفان الأقصى" أعلنت دول مانحة كبرى وقف مساهماتها في المنظمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فيما قررت دول أخرى استمرار تمويلها، على غرار إسكتلندا وإسبانيا وقطر والإمارات، وبقيت دول أخرى على الحياد بانتظار نتائج التحقيقات دون إعلان وقف التمويل أو منح أموال جديدة للوكالة.

وفي محاولة لفك الحصار عن الوكالة، يزور فيليب لازاريني المفوض العام لأونروا ثلاث دول خليجية هذا الأسبوع، سعيا لحشد الدعم.

وقال لازاريني على منصة إكس إنه اجتمع مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اليوم لمناقشة عمل أونروا.

وقالت جولييت توما المتحدثة باسم أونروا لرويترز إن لازاريني سيزور بعد ذلك قطر والكويت في وقت لاحق.

البداية 

أعلنت أونروا في الـ 26 من كانون الثاني/ يناير الماضي إنها فتحت تحقيقا في مزاعم ضلوع عدد من موظفيها في هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر التي نفذتها المقاومة ضد المتسوطنات، وأضافت أنها قطعت العلاقات مع هؤلاء الموظفين.

وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا "زودت السلطات الإسرائيلية الأونروا بمعلومات حول الضلوع المزعوم لعدد من موظفي الأونروا في الهجمات المروعة على إسرائيل في السابع من أكتوبر".

وتابع "لحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذت قرارا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وبدء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير".

حملة مقاطعة 

على الفور وبعد أقل من 24 ساعة، قال بيان للخارجية الأمريكية، إن واشنطن قررت تعليق تمويلات إضافية مخصصة لوكالة "أونروا" مؤقتا، إلى حين الانتهاء من فحص مزاعم مشاركة موظفين في المؤسسة الأممية بهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وقالت الخارجية في بيان لها، إنها "منزعجة للغاية" إزاء مزاعم مشاركة 12 موظفا بوكالة "الأونروا" في هجوم حماس.

ورحبت الخارجية بالتحقيق، وبتعهد أمين عام الأمم المتحدة بالرد إذا ثبتت صحة المزاعم.

على جانب آخر، قررت دول أخرى استمرار دعم الأونروا في سبيل استمرار عملياتها الإغاثية في قطاع غزة، دون الاكتراث لاتهامات إسرائيل.

واشنطن تعلق تمويل "الأونروا" تحت ذريعة مشاركة موظفين فيها بهجوم 7 أكتوبر

6 دول تعلق تمويلها للأونروا.. والأخيرة تنهي عقود موظفين في غزة

رغم مزاعم الاحتلال.. النرويج وأيرلندا تعلنان استمرار دعم "الأونروا" ماليا

إسبانيا تعلن مواصلة دعمها للأونروا.. ضاعفت تمويلها خلال حرب غزة

خلافا لواشنطن.. الاتحاد الأوروبي يواصل دعم "أونروا" ويرحب بالتحقيق

لا وثائق 

مع نهاية الشهر ذاته، أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يقدم حتى الآن وثائق خطية، تبرهن مزاعمه ضد عدد من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي، إن "حكومة تل أبيب لم تقدم حتى الآن ملفا يتعلق بالاتهامات الإسرائيلية ضد موظفي أونروا".

الأمم المتحدة: "تل أبيب" لم تقدم وثائق تؤكد مزاعمها ضد موظفي "أونروا"

تحقيق سريع 

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش التقى برئيس وحدة التحقيقات الداخلية بالمنظمة، في الـ 29 من كانون الثاني/ يناير، لضمان إجراء تحقيق في مزاعم إسرائيلية بحق موظفين في وكالة الأونروا "على نحو سريع وفعال قدر الإمكان".

وأضاف المتحدث ستيفان دوجاريك أن غوتيريش "ينخرط مع قيادة ومانحي الأونروا" وسيستضيف اجتماعا لكبار مانحي الوكالة في نيويورك غدا الثلاثاء.

وقال دوجاريك إن "إسرائيل" لم تقدم بعد رسميا ملفها بشأن الاتهامات الموجهة ضد موظفي الأونروا.

غوتيريش: تحقيق سريع بمزاعم إسرائيل بمشاركة موظفين بالأونروا بطوفان الأقصى

حملات دعم للوكالة

وبعد تعليق التمويل من دول كبرى، أطلق نشطاء غربيون حملات من أجل حملة تبرع واسعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في أعقاب قرار الولايات المتحدة، ودول غربية وقف تمويلها، في ظل الحاجة الماسة لاستمرار عملها في تقديم المساعدات للنازحين بقطاع غزة.

ودعا النشطاء إلى تداول رابط التبرع الخاص بالأونروا، من أجل المساهمة في تعويض الأموال التي قطعتها الدول الغربية عن الوضع، أمام عملية التجويع التي تقوم بها قوات الاحتلال للفلسطينيين في قطاع غزة، في العدوان المتواصل لليوم الـ114 على التوالي.

نشطاء يطلقون دعوات للتبرع إلى الأونروا بعد وقف دول غربية تمويلها

سياسيون بريطانيون يهاجمون الحكومة بعد تعليقها دعم "الأونروا"

عقاب جماعي

من جانبها، قالت السلطة الفلسطينية إن تعليق عدد من الدول تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، يعتبر "عقابًا جماعيًا وازدواجية معايير بائسة".

جاءت هذه التصريحات في بيان صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين، ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة المبادرة الوطنية.

السلطة تصف وقف تمويل الأونروا بـ "العقاب الجماعي للفلسطينيين"

تساؤلات: أين العرب؟

وبعد تعليق الدعم للوكالة، برز سؤال: "أين العرب؟"، من تمويلها وهي تعنى بجزء من شعب عربي يعيش أغلبه في المحيط العربي لفلسطين المحتلة.

وأطلقت عدة أصوات نداءات للدول العربية للاضطلاع بمهمة تمويل الأونروا في وجه التقصير الغربي.

بعد تعليق واشنطن دعمها.. البرادعي يطالب الدول العربية بتمويل "أونروا"

هذه حصة الدول العربية من تبرعات الأونروا.. أرقام صادمة

متحدث سابق باسم "الأونروا" يهاجم الدول العربية ويسأل: "أين أموال العرب؟" (شاهد)

مفوض "الأونروا" يزور دولا خليجية في محاولة لفك الحصار المالي عن الوكالة

استنكار حقوقي واسع

وشددت منظمات إغاثة دولية، على أن تعليق عدة دول تمويلها للوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، "قرار متهور يهدد حياة الفلسطينيين وخاصة سكان غزة الذين يواجهون المجاعة"، وذلك في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي.

جاء ذلك في رسالة مشتركة، وقعتها 21 منظمة دولية بينها "أنقذوا الأطفال" و"أوكسفام" و"كاريتاس الدولية" و"أطباء العالم" بفروعها في فرنسا وإسبانيا وسويسرا وكندا وألمانيا.

وأعربت المنظمات عن "القلق والغضب العميقين من أن بعض أكبر المانحين اتحدوا لتعليق تمويل الأونروا، الجهة الرئيسية التي تقدم المساعدات لملايين الفلسطينيين في غزة والمنطقة، وسط كارثة إنسانية تتفاقم بسرعة في غزة".

أهم عشرين 20 منظمة دولية تنتقد معاقبة "الأونروا".. "تهديد بالمجاعة"

"أمنستي" تهاجم دولا أوقفت تمويل الأونروا.. "ازدواجة معايير"

منظمة حقوقية: الدول التي جمدت التمويل للأونروا مشتركة في جريمة الإبادة الجماعية

النهاية: مراجعة رسمية أممية لعمل أونروا

عينت الأمم المتحدة، الاثنين، مجموعة مراجعة مستقلية، لتقييم عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وذلك بعد اتهامات إسرائيلية للوكالة بشأن ضلوع موظفيها في هجمات "طوفان الأقصى" على مستوطنات الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين إن مجموعة مراجعة مستقلة بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا ستجري تقييما على عمل "أونروا".

وأوضح البيان أن مجموعة التقييم هذه ستكون برئاسة كولونا بالتعاون مع ثلاثة مراكز أبحاث هي معهد راوول والنبرغ في السويد ومعهد ميكلسن في النروج والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.

الأمم المتحدة تعين لجنة مستقلة لمراجعة عمل "أونروا" بعد اتهامات إسرائيلية


التعليقات (0)