حقوق وحريات

تفاعل واسع مع قرار "العدل الدولية".. ودعوات شعبية لوقف "الإبادة الجماعية" في غزة

صوت 15 قاضيا في المحكمة لاتخاذ دولة الاحتلال الإسرائيلي تدابير لمنع أي أفعال تتعلق بالإبادة الجماعية- جيتي
صوت 15 قاضيا في المحكمة لاتخاذ دولة الاحتلال الإسرائيلي تدابير لمنع أي أفعال تتعلق بالإبادة الجماعية- جيتي
أثار حكم محكمة العدل الدولية، الجمعة، بخصوص دعوى جنوب أفريقيا حول ارتكاب دولة الاحتلال الإسرائيلي لـ"جريمة إبادة جماعية" في قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مجموعة مُتسارعة من ردود الأفعال، خاصة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، غرّد مدير المركز العربي للأبحاث، عزمي بشارة، عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، بالقول: "رفضت محكمة العدل الدولية ادعاء إسرائيل بعدم الاختصاص، ووجدت أن هناك أساسا لشكوى وفقا لمعاهدة منع جريمة الإبادة الجماعية، ما يعني وجود شبهة إبادة جماعية".

وأضاف بشارة، في تغريدة على وسم "العدل الدولية" الذي تصدّر منصة "إكس" في عدد من الدول العربية، في الساعات القليلة الماضية، "أكدت توفر أساس لدعوى جنوب أفريقيا بوجود قتل المدنيين بالجملة وتهجيرهم وقطع للمساعدات والإغاثة الإنسانية من غذاء ودواء".

وتابع مدير المركز العربي للأبحاث: "أكدت قيام مسؤولين إسرائيليين بالتحريض على العنف والترخيص  وارتكاب جرائم من النوع الذي تفصله المعاهدة"، مضيفا: "ارتكزت على تقارير مؤسسات الأمم المتحدة بشأن وجود خطر محدق بحياة الشعب الفلسطيني في غزة وعلى الأرقام الرسمية الفلسطينية".

واسترسل: "شددت على مبدأ الإلحاحية، ما يعني ضرورة أن تأمر المحكمة بتدابير، وقد أمرت باتخاذ تدابير لوقف ممارسة أركان الجريمة المفصلة أعلاه"، مردفا: "طلبت من دولة الاحتلال تقديم تقرير بشأن اتخاذ التدابير خلال شهر".

وأكد: "نعلم جميعا أن هذه التدابير لا يمكن أن تنجح من دون وقف الحرب. واضح أن السياسة دخلت هنا. ولكن يجب الإصرار على تنفيذ التدابير المطلوبة، وأن لا يترك الحبل على غاربه لنتنياهو أن يحتفي بأنه لا يوجد قرار بوقف الحرب، وسبق أن صرح أنه لن يلتزم بقرار كهذا"، مبرزا أنه "من المهم ملاحظة عزلة إسرائيل التامة بين قضاة المحكمة".

اظهار أخبار متعلقة


وفي تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، أكد نائب الرئيس المصري السابق، محمد البرادعي، على أنه "يتعين الآن على مجلس الأمن، في ضوء حكم محكمة العدل الدولية أن معظم العمليات العسكرية في غزة قد تكون جرائم إبادة جماعية، أن يصدر قرارا بوقف إطلاق النار بموجب مسؤولياته الواردة في ميثاق الأمم المتحدة"، متسائلا: "هل يمكن للدول العربية أن تأخذ المبادرة في هذا الشأن؟".

من جهته، استفسر مقدم برامج في شبكة الجزيرة، أحمد منصور، في تغريدة على منصة "إكس" شهدت تفاعلا متسارعا من رواد منصة التواصل الاجتماعي: "هل ستلتزم إسرائيل بحكم محكمة العدل الدولية الذي تعتبره جنوب أفريقيا انتصاراً تاريخيا للعدالة الإنسانية أم ستواصل جرائمها ضد الفلسطينيين؟".

كذلك، غرّد رئيس تحرير صحيفة المصريون، جمال سلطان، على حسابه في منصة "إكس"، بكتابة ما وصفه بـ"ملخص ما جرى في محكمة العدل الدولية اليوم"، بالقول إن: "اتهامات جنوب أفريقيا لإسرائيل بممارسة جريمة الإبادة الجماعية لها ما يبررها بالأدلة، ودعواها مقبولة. (إدانة)".

وأوضح أن: "على إسرائيل وقف تصريحات الإبادة الجماعية من مسؤوليها (إدانة)؛ يجب توقف إسرائيل عن القتل وإخضاع الفلسطينيين عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرهم المادي كليا أو جزئيا (إدانة)؛ يجب على إسرائيل ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين في غزة (إدانة)؛ يجب على إسرائيل إنهاء الحصار وإدخال المساعدات لغزة فورا (إدانة)".

وتابع بأنه: "يجب على إسرائيل تقديم تقرير خلال شهر للمحكمة عن الخطوات التي اتخذتها للعمل وفق تلك القرارات" مضيفا أنه: "هذا يوم تاريخي، وانتصار تاريخي للقضية الفلسطينية، وتحول تاريخي أيضا في نظرة العالم لإسرائيل كدولة متهمة بالإبادة".

اظهار أخبار متعلقة


وفي تغريدة أخرى له، أكد سلطان، على أن: "الجماعة "الشكسبيرية" أصحاب نظرية "كل شيء أو لا شيء" الذين لم يعجبهم ما تمخض اليوم في محكمة العدل الدولية، ينبغي أن يترفقوا بأنفسهم وبالواقع، فالسياسة لا تعرف شكسبير ولا أدبياته، لقد انتصرنا، وانتصرت القضية الفلسطينية اليوم، أيا كان حجم الانتصار، إلا أنه انتصار، ويستحق الاحتفال به".

بدورها، غرّدت مقدمة البرامج، هالة سرحان، على حسابها في منصة "إكس" بالقول إن: "محكمة العدل الدولية حكمت بالالتزام بالقوانين الدولية، على إسرائيل تقديم تقرير للمحكمة يثبت إنهاء معاناة سكان غزة وإنهاء الإبادة الجماعية".

وتابعت: "يعني قدامهم شهر يخلصوا الإبادة الجماعية؟؟؟ أنه حكم ضبابي. وإعطاء إسرائيل فرصة للاستيلاء على المزيد من الأراضي واتخاذ إجراءات قمعية وحربية. لماذا لم يكن هناك قرار قاطع؟ لكن النظرة الإيجابية أن هذا سيتسبب في إحراج إسرائيل دوليا".

وأضافت سرحان، في تغريدتها التي عرفت تفاعلا متسارعا: "عموما الحكم ملزم بالقوانين الدولية وفيه إدانة لإسرائيل بذكر قيامهم بإبادة جماعية"، مستفسرة: "السؤال إلى أي حد يتم التزام إسرائيل؟ وتحية لدولة جنوب أفريقيا التي عانت من التفرقة العنصرية والإبادة الجماعية  وتقدمت بطلب إلى المحكمة الدولية لإيقاف القصف والقتل الهستيري والإبادة الجماعية. ما لم تقم به الأمم المتحدة وأصاب دول العالم الخرس".

وأردفت: "المطالب الموجهة إلى إسرائيل وقف القصف وعملية التدمير الممنهجة وقتل المدنيين عمدا. أيضاً تقدم إسرائيل تقريرا عن الإجراءات التي اتخذتها منذ السابع من أكتوبر. وضرورة إدخال المساعدات ومساعدة احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة".

وختمت سرحان تغريدتها بالقول: "تحليل هذا الحكم وتوابع التنفيذ ضروري للغاية. هذا انتصار للعدالة وهزيمة ليس لإسرائيل فقط بل لكل الدول المناصرة لقيام إسرائيل بحرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين. لكن لم تعط المحكمة قرارا ملزما فوريا بإيقاف الحرب".

تجدر الإشارة إلى أن محكمة العدل الدولية في لاهاي، أقرت، الجمعة، تدابير مؤقتة لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة خلال الجلسة التي عقدتها للنطق بالحكم الأول في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة "ارتكاب إبادة جماعية خلال الحرب التي تشنها على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

اظهار أخبار متعلقة


وخلال الجلسة التي خصصت، الجمعة، للبت في إجراءات مؤقتة بشأن دعوى الإبادة الجماعية قالت محكمة العدل الدولية إن "القلق البالغ يساورها إزاء استمرار الخسائر في الأرواح في غزة". فيما يعتبر هذا القرار انتصارا لصالح جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي بفرض تدابير لوقف الإبادة الجماعية في غزة.

وصوت 15 قاضيا في المحكمة لاتخاذ دولة الاحتلال الإسرائيلي تدابير لمنع أي أفعال تتعلق بالإبادة الجماعية، كما أن 16 قاضيا مقابل قاضٍ واحد أيدوا إلزام دولة الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ تدابير لمنع التحريض على الإبادة الجماعية، في حين أيد 15 قاضيا مقابل اثنين إلزام دولة الاحتلال بمنع تدمير الأدلة المتعلقة بالإبادة الجماعية.
التعليقات (0)