ملفات وتقارير

كيف سترد حماس والفصائل الفلسطينية على اغتيال صالح العاروري؟

العاروري جرى اغتياله بواسطة طائرة مسيرة إسرائيلية الثلاثاء مع عدد من قادة القسام في لبنان- موقع حماس
العاروري جرى اغتياله بواسطة طائرة مسيرة إسرائيلية الثلاثاء مع عدد من قادة القسام في لبنان- موقع حماس
نعت حركة حماس، الثلاثاء، نائب رئيس مكتبها السياسي الشيخ صالح العاروري، الذي اغتالته طائرة مسيرة إسرائيلية الثلاثاء، مع عدد من قادة القسام في لبنان.

وأكدت الحركة أن اغتيال العاروري في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، "لن ينال من استمرار المقاومة".

ونعى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، القيادي صالح العاروري، وستة آخرين من الحركة، بينهم القياديان في "كتائب القسام" سمير فندي وعزام الأقرع.

وقال هنية في كلمة مصورة، مساء الاثنين: "بمزيد من الإصرار على مواصلة درب الشهداء، ننعى القائد المجاهد صالح العاروري، والقياديين القساميين سمير فندي وعزام الأقرع".

وأضاف أن "عملية اغتيال العاروري تثبت دموية الاحتلال التي يمارسها على شعبنا في كل مكان".

اظهار أخبار متعلقة


الجهاد الإسلامي
كذلك نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد صالح العاروري، وقال الناطق باسمها في بيروت، محمد الحاج موسى، إن "الاحتلال يحاول من خلال هذا العدوان السافر الضغط على المقاومة، والقول بأن ذراعه تستطيع أن تصل حيث يشاء".

وتابع: "لكننا نؤكد أن بالمقاومة سترد الصاع بإذن الله، وأنها وهي التي لطالما قدمت قادتها وجندها على مذبح الحرية لا يمكن أن تتراجع أو تستسلم، كما أنه لا يمكن للاغتيال أو التهديد به أن يخيفنا أو يجعلنا نتراجع خطوة واحدة إلى الوراء".

وأكد الحاج موسى خلال تصريحات صحفية لقناة الجزيرة، أن "الاحتلال سيندم على اغتياله الشيخ صالح العاروري، وأن الشعب الفلسطيني والمقاومة ليست بعاقر، وإن كان يظن أنه بقتله لقادتنا يضعف المقاومة فهو واهم، فالمقاومة التي اغتال معظم قادتها ما زالت حاضرة في الميدان، تؤلم وتقصف الاحتلال، وتتطور بشكل يومي، وتزداد حضورا وفعلا ميدانيا وثباتا وإقداما".

وحول تأثير عملية الاغتيال على موقف الدولة اللبنانية وحزب الله، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي: "نؤكد بأن كل فصائل المقاومة ستثأر لدماء الشهيد صالح العاروري، كما كافة شهدائنا الذين ارتقوا في هذه المعركة، ونحن نثق بالإخوة في المقاومة الإسلامية في حزب الله، ولطالما قالوا إنه سيكون هناك رد لكل فعل صهيوني، وهم بطبيعة الحال يقدرون الموقف".

اظهار أخبار متعلقة


رد موسع
وتكررت عمليات الاغتيال التي يُنفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد قادة المقاومة الفلسطينية ومنها حركة حماس، والتي كان جناحها العسكري عادة ما يرد عليها بعمليات فدائية.

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، وصف "اغتيال الشيخ صالح العاروري بالتطور الخطير والكبير، وأنه سيعمل على زيادة مساحة الصراع، فهو نائب قائد حركة حماس، وهو موجود على الأراضي اللبنانية، أيضا هو قائد الضفة الغربية، ولديه علاقات بحزب الله والسلطة الفلسطينية".

وتابع المدهون خلال حديثه لـ"عربي21": "أعتقد أن الرد سيكون على عدة مستويات، حيث سيكون هناك تصعيد في العمليات في قطاع غزة، وتصعيد إطلاق الصواريخ، إضافة لتنفيذ عمليات نوعية في الضفة الغربية، وزيادة حجم ومساحة الاشتباك وقواعده في لبنان".

وأوضح أنه "قد يكون هناك بالفعل دور أكبر لحركة حماس في لبنان في عمليات الرد، ولهذا يعتقد أن اغتيال الشيخ صالح العاروري سيكون له تداعيات وردود مختلفة، إضافة إلى أنه حتى السلطة الفلسطينية قد يكون لها تحركات سياسية ودبلوماسية، ويجب أن يكون لها تحركات، خاصة أن العاروري رعى عدة اتفاقيات وتفاهمات مصالحة، وكان على تواصل دائم مع قيادات في السلطة، على رأسها الرئيس أبو مازن ورئيس الحكومة اشتية".

وحول احتمالية أن يكون رد حماس عبر عمليات عسكرية خارج فلسطين المحتلة، قال المدهون: "من المعروف أن حركة حماس حصرت المواجهة العسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي ضمن جغرافية فلسطين المحتلة، ولكن الاحتلال الإسرائيلي استهدف مرارا وتكرارا قيادات فلسطينية كُثر على مدار تاريخ الصراع خارج فلسطين".

اظهار أخبار متعلقة


ويعتقد المدهون أن "هذا الاغتيال يفتح المجال والصراع خصوصا في دول الطوق، كما أن الاحتلال الإسرائيلي يبدو أنه بدأ بالتحرك على أكثر من جبهة، ويعتبر أنه مطلق اليدين، وإن لم يتم ردع الاحتلال الإسرائيلي لا شك أنه قد يقوم بتكرار مثل هذه العملية، وقد يستبيح دم الشعب الفلسطيني وقيادته".

وأكد أن "اغتيال العاروري هو رسالة واضحة من الاحتلال الإسرائيلي بأنه غير معني بالتهدئة والمفاوضات، وأنه يستغل كل تلك الدعاية الإعلامية والتعمية لارتكاب المزيد من الجرائم، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو خارج فلسطين".

ولهذا، "يعتقد المدهون أن حركة حماس تدرك الآن أن عدوها لا يفهم إلا لغة القوة ولغة الردود، ولهذا ستفكر كيف يكون هناك رد كبير، بالطبع ليس مختصرا على حركة حماس، وإنما على الكثير من الأطراف منها اللبنانية والعربية، خصوصا أن الشيخ صالح العاروري شخصية رسمية فلسطينية تحظى بقبول شعبي في المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأيضا في العلاقات المختلفة".

وختم حديثه بالقول: "كما أعتقد أن اغتيال صالح العاروري هو ضربة للجهود المصرية، خصوصا بعد أن ثمنها اليوم السيد إسماعيل هنية، ولكن إسرائيل توجه لها ضربة قاتلة".

المعركة مستمرة
المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات، قال إنه "لا بد من التأكيد أن احتمالات الاغتيال خارج فلسطين كانت واردة، وهذا الأمر كان قد أعلن عنه الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أكثر من مرة، والمقاومة الفلسطينية كانت تدرك هذا الأمر".

وتابع بشارات خلال حديثه لـ"عربي21": "باعتقادي بما أن الحرب في قطاع غزة لم تتوقف، فالرد هو جزء من عملية الرفض لأي إجراء إسرائيلي، سواء عمليات الاغتيال أو الاستهداف، ولكن ربما تكون المقاومة الفلسطينية أكثر تشددا وتصلبا في مواقفها التي ذهبت إليها في هذه الحرب، بمعنى آخر أنها لن تقبل بأنصاف حلول قد تطرح عليها في الفترة القادمة فيما يتعلق بنهاية أو تحولات هذه الحرب".

وأضاف: "أيضا الجانب الآخر في الرد، وهو ما لا نستطيع أن نحكم عليه، وهو أن المقاومة الفلسطينية قد يكون لديها قراءات أو رؤى أو استراتيجيات للتعامل مع الحالة، إما ميدانيا وإما بما يتعلق بأهداف الاحتلال الإسرائيلي، سواء داخل أو خارج فلسطين، ولكن هذا الأمر لا يمكن لنا كمراقبين سياسيين أن نحكم طبيعته، لأن ذلك في نهاية المطاف يخضع لتقديرات المقاومة الفلسطينية".

ويعتقد بشارات أن "المفاوض والمقاومة الفلسطينية لن تجعل ملف المفاوضات مطروحا ما لم يكن هناك حالة من الوضوح"، مضيفا: "أعتقد أنه سيكون هناك حالة من التشدد أكثر في المطالب والشروط التي ستضعها المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أن طبيعة الثمن الذي دُفع أصبح الآن مضاعفا، إضافة للأثمان التي دُفعت خلال الحرب من أعداد الشهداء وعمليات التدمير، وقد يكون هناك حالة من التشدد والتصلب في المواقف، وربما عدم القبول بأي أطروحات كان من الممكن القبول بها قبل عملية الاغتيال هذه".

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كان قد هدد باغتيال قيادات في المقاومة الفلسطينية خلال الحرب الحالية على قطاع غزة، منهم الشيخ صالح العاروري ورئيسا المكتب السياسي لحركة حماس السابق والحالي، خالد مشعل وإسماعيل هنية.
التعليقات (0)