قضايا وآراء

العمل المدني مع غزة أقل واجب للنصرة

التظاهرات من أجل وقف العدوان في غزة واحدة من أهم الأدوات التي يجب استمرارها دعما لفلسطين..
التظاهرات من أجل وقف العدوان في غزة واحدة من أهم الأدوات التي يجب استمرارها دعما لفلسطين..
في ظل حرب الإبادة على غزة، التي يشنها الاحتلال الاستعماري لفلسطين ، وتداعي الدول الاستعمارية الغربية، والأنظمة الموالية لها، في شرق العالم وغربه، انفجر الشارع الغربي على غير عادته، في أمريكا وبريطانيا، وجميع العواصم الأوروبية، بصوت عالي ضد ممارسة الاحتلال بحق أطفال ونساء غزة، وسقطت سردية الاحتلال التي تروجها مؤسسات وقنوات إعلامية منذ اكثر من نصف قرن، وتحول السوشيال ميديا إلى ميدان فلسطيني، وفضاء فلسطيني، يعري الاحتلال، ويفند خرافاته واحدة تلو الأخرى.

لأول مرة في التاريخ تصبح قضية فلسطين، قضية كل بيت وإنسان حر في العالم، تتوالي الصور والفيديوهات التي تقدم لنا كل يوم صورة من صور التضامن الغربي لأجل غزة، في الجامعات، القنوات، الشوارع، المؤسسات، المواقف، وفي المقابل كان من المفترض أن يتحرك المجتمع العربي، والشارع العربي في مقابل الخنوع الرسمي، ويرسلون رسائل واضحة للعالم، ويشكلون ورقة ضغط لبلورة موقف عربي يرتقي إلى مستوى الحدث والتضحيات، ندرك أن المقارنة ظالمة بين الشارعين، فالشارع العربي يفتقد للحرية، والأمان الاقتصادي، ويعاني من تهشيم مؤسسات المجتمع المدني التي كان لها دورا فاعلا في تحريك الجماهير، واعتقل أعضاؤها أو أجبروا على هجرة الأوطان، لكن هذا لا يعفينا في ظل العالم الجديد، الذي صنعته وسائل التواصل الاجتماعي، والاستغاثة الدائمة للدماء والأشلاء والأمهات للأمة العربية أن نبقى سلبيين، نتفرج، كان مفترضا أن يتحرك العالم العربي والإسلامي، في نسق موحد من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب .

ـ حركة طلابية تشل المدارس والمعاهد في مقابل ما يتعرض له طلاب غزة وتلاميذها، ترسل رسائلها أننا مع طلاب غزة وفلسطين لن نتخلى عنهم، ويتحرك الطلاب في المدن إلى السفارات التي تدعم الاحتلال أو تطبع معه .

ـ إضراب شامل للمعلمين العرب وينسق مع الخارج لوقف استهداف المعلمين والمؤسسات التعليمية المدرسية، يقدموا وسائل احتجاج قوية للمؤسسات الرسمية أو الدولية، وتطالب بموقف سياسي واضح.

لأول مرة في التاريخ تصبح قضية فلسطين، قضية كل بيت وإنسان حر في العالم، تتوالي الصور والفيديوهات التي تقدم لنا كل يوم صورة من صور التضامن الغربي لأجل غزة، في الجامعات، القنوات، الشوارع، المؤسسات، المواقف..
ـ حركة جامعية طلابية وأكاديمية بالتوازي مع التدمير المتعمد للجامعات في غزة، واستهداف منازل الأكاديميين في قطاع غزة، تضامناً وانتصارا للجامعات الغزاوية التي قصفت أمام أعين الجميع، واحترام لدم الأكاديميين الذين استهدفوا قصدا لحرمان فلسطين من عقولها .

ـ تحرك الأطباء والممرضين في كل القطاعات العربية والإسلامية للمطالبة بوقف الحرب، والضغط على الأنظمة لاتخاذ موقف قوي وحازم، والمطالبة بوقف استهداف المشافي والأطباء، وإطلاق المختطفين منهم، بالضغط لتقييم التسهيلات للمشاركة في إغاثة غزة وتقديم واجب المشاركة في إنقاذ  الجرحى .

ـ الفنانون والممثلون يمكنهم إحياء أسبوع فلسطين شعبيا في الميادين والشوارع والمسارع ردا على الإبادة، إحياءا للقضية الفلسطينية، تذكير بتاريخ فلسطين والفلكلور الثقافي، وتلقين هذا الجيل قضية فلسطين، وتعريفهم بمسار الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعب في ظل صمت عربي وعالمي معيب .

ـ إعلان الموظفين والعاملين في القطاع العام الحكومي، والخاص، وغيرهم التبرع بيوم عمل لصالح غزة، ندرك أن ذلك يسير، لكنه فعل تضامني كبير، يدفع الحكومات الصامتة للتحرك في هذا الجانب   وتقديم رسالة عالمية لأبناء غزة والعالم أننا معكم ونتضامن مع قضيتكم .

ـ توسيع حملة المقاطعة الاقتصادية، للبضائع والمأكولات، ويجب أن تتوسع لتشمل البنوك وشركات النقل والتكنولوجيا، خاصة للشركات التي أعلنت مساندة ودعم العدوان، بل حتى السياحة الصيفية، هناك بلدان صديقة وجميلة في الشرق وأفريقيا وأمريكا الجنوبية .

ـ تنظيم اعتصامات مفتوحة أمام السفارات الأمريكية والأوروبية والمطبعة حتى تقف الحرب، وإرسال رسائل عن غضب الأمة عن سلوكها الإجرامي، وعليها القيام بدور أكبر، وأن احترامها في الشرق مرتبط بموقفها من قضايا وفي مقدمتها فلسطين.

ـ يجب أن تقوم المساجد والعلماء بدورهم التنويري، وتعريف الشارع أن الإسلام دين التعايش مع الأديان، وأنه لم يعتدي على أحد، ومن أجل  إحياء يقظة الشعوب التي أريد لها أن تتبخر مع موجة التطبيع، ولا بد من إصدار مواقف مشتركة إسلامية مسيحية يهودية مما يحدث في فلسطين.

ـ القانونيون والحقوقيون العرب والمسلمون والأحرار في الغرب والشرق، يشكلوا حلفا للعدالة، والضغط داخليا نحو إصدار قوانين عربية تجرم التطبيع، وتمنح الحق في محاكمة مجرمي الحرب في فلسطين، والتحرك العالمي أمام المؤسسات الجنائية والقضائية الدولية والشاملة، لا نترك مجالا للإفلات من العقاب، فالجرائم مشهودة، والنصوص المُجَرِمة حاضرة.

ـ مظاهرات كبيرة جدا، تدعم موقف أبناء غزة من التهجير، وتحذير العالم والعرب من الانكسار أمام رغبات إسرائيل والغرب، والوقوف مع صاحب الأرض أن يتجذر في تراب أرضه، وإعانته في بناء بيته، والعيش بسلام واستقلال. 

ـ وأخيرا تشبيك إعلامي عالمي، على السوشيال ميديا، يكشف الإعلاميين المشاركين في الجريمة، القنوات، المواقع، والأهم استمرار صناعة الوعي لعشر سنوات قادمة، توحيد المصطلحات، السرديات، التوصيفات، المرجعيات .

أدرك أنها أماني لكنها ممكن أن تتحول إلى حقائق بالتضامن والتنسيق، فالفضاء الإلكتروني منحنا فرصة اللقاء في أي وقت، للتشاور، وتبادل الأفكار، والانطلاق بصوت عالمي واحد، حان وقت تحرر النفوس من العجز، "هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين".
التعليقات (0)