صحافة دولية

NYT: الأسيرات المفرج عنهن في صفقات التبادل يخشين من رد إسرائيلي عنيف

الاحتلال رضخ لشروط المقاومة بإطلاق سراح الأسيرات- منصة إكس
الاحتلال رضخ لشروط المقاومة بإطلاق سراح الأسيرات- منصة إكس
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمدير مكتبها في إسطنبول، بن هبارد، قال فيه "إنه من بين 240 سجينا ومعتقلا فلسطينيا تم إطلاق سراحهم خلال وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا بين إسرائيل وحماس، كانت هناك 15 امرأة يختلفن عن الأخريات؛ كن مواطنات في إسرائيل".

وأضاف في التقرير الذي ترجمته "عربي21، "أن النساء جزء من الأقلية العربية في إسرائيل، تم القبض على معظمهم بعد الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ووجهت إليهم اتهامات بناء على منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بالانتماء إلى منظمة إرهابية".

وتابع: "لم تتم إدانة أي منهم بارتكاب جريمة، وعارضوا جميعا، باستثناء واحد، إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، مفضلين الدفاع عن أنفسهم في المحكمة، وفقا لمقابلات مع إحدى النساء وثلاثة محامين شاركوا في قضاياهم".

وأوضح: "في النهاية، تم إطلاق سراح هؤلاء الـ 14 من أصل 15 ضد إرادتهم، كما قال المحامون، ما تركهم في حيرة من أمرهم بشأن وضعهم القانوني".

اظهار أخبار متعلقة



وقالت ناريمان شحادة زعبي، المحامية في عدالة، وهي منظمة إسرائيلية تدافع عن حقوق الأقليات، والتي تمثل إحدى النساء: "من الناحية الاجتماعية، الأمر إشكالي للغاية، كما نتوقع أنه سيكون هناك وضع معقد للغاية اجتماعيا بالنسبة لهم بعد إدراجهم في هذه الاتفاقية، وبدأنا نرى أمثلة هنا وهناك".

وقد دفعت بعض النساء بالفعل ثمن إدراجهن في الصفقة، وأطلقت أعيرة نارية بالقرب من منزل إحداهن، ويشعر الكثيرون بالقلق من احتمال تعرضهن لهجوم في الشارع.

وقام معهد التخنيون "الإسرائيلي" للتكنولوجيا بطرد إحدى النساء التي كانت تدرس علوم الكمبيوتر.

وقالت دورون شاهام، المتحدثة باسم الجامعة: "الأمر واضح للغاية: الشخص الذي تم إطلاق سراحه كجزء من صفقة الرهائن مع حماس لا يمكنه الدراسة هنا".

وبينت "أن حوالي خمس الإسرائيليين هم من العرب الذين كانت عائلاتهم تعيش في ما أصبح فيما بعد إسرائيل قبل تأسيس الدولة في عام 1948، وعلى عكس اللاجئين الفلسطينيين الذين انتهى بهم الأمر في الضفة الغربية وغزة والدول العربية المجاورة، بقيت هذه المجموعة في إسرائيل، وحصلت على المواطنة".

ورغم أنهم يحملون جوازات سفر إسرائيلية، ويصوتون، ويمكنهم ممارسة حقوق مدنية أخرى، فإن العديد من عرب إسرائيل يتهمون إسرائيل بمعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، ويتعاطفون مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وفي أنحاء الشرق الأوسط.

ومع تصاعد الحرب، نشرت معظم النساء الخمس عشرة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى اعتقالهن.

اظهار أخبار متعلقة



وشاركت إحدى النساء نكتة حول أسر جندية ومنشورا جاء فيه: "أين كان الناس الذين يدعون إلى الإنسانية عندما قُتلنا؟" على صور الأطفال الفلسطينيين، بحسب لقطات الشاشة التي اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز.

وأضافت امرأة أخرى رمزا تعبيريا على شكل قلب نابض إلى منشور كتب عليه "غزة اليوم"، مع صورة لفلسطينيين يركبون مركبة عسكرية إسرائيلية تم الاستيلاء عليها، وشاركت صورة لفلسطينيين يقتحمون ثغرة في السياج الحدودي لغزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مع نص: "بينما كان الجيش الذي لا يُهزم نائما".

وتم القبض على هاتين المرأتين و12 آخرين، ووجهت إليهم تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية وتهم أخرى، حيث كانت امرأة أخرى في المجموعة قد اعتقلت في وقت سابق بتهم تشمل محاولة القتل والانتماء إلى جماعة إرهابية، لكنها لم تتم إدانتها بأي جرائم.

وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، وافقت إسرائيل وحماس على أول هدنة من بين عدة هدن تستمر أسبوعا، وتسمح بالإفراج عن 105 أسرى من غزة، مقابل 240 امرأة وقاصرا فلسطينيا كانت تحتجزهم إسرائيل.

وكان معظم الفلسطينيين المفرج عنهم من الضفة الغربية والقدس الشرقية، لكن القائمة شملت أيضا المواطنين "الإسرائيليين" الخمسة عشر.

وقالت المحامية زعبي إن إسرائيل تجنبت منذ فترة طويلة السماح لمواطنيها العرب بأن يتم تمثيلهم من قبل الجماعات الفلسطينية مثل حماس في مثل هذه الاتفاقيات، وأنه ليس من الواضح لماذا تصرفت الحكومة بشكل مختلف هذه المرة.

ورفض ديفيد بيكر، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التعليق على إطلاق سراح النساء.

اظهار أخبار متعلقة



وقالت زعبي إن الحكومة لم تسأل النساء أو محاميهن عما إذا كن يرغبن في إدراجهن في الصفقة، ولم تستجب لطلبات محاميهن بإبقائهن خارجها، ومثل المحامين الآخرين الذين تمت مقابلتهم، أرادت زعبي الدفاع عن موكلتها في المحكمة؛ بسبب أفعال وصفتها بأنها "تقع بالتأكيد في حدود حريتها في التعبير".

وقال أحمد مصالحة، وهو محام آخر يمثل إحدى النساء: "لقد كتبت أن موكلتي لا تريد أن يتم إطلاق سراحها في الصفقة مع حماس، كما أن تصنيفك على أنك تابع لحماس هو أسوأ من أي عقوبة كانت ستفرضها المحكمة".

وقالت إنه بعد بضعة أسابيع، تم إطلاق سراحها، ولم تعلم أنها قد تم تضمينها في صفقة توسطت فيها حماس، إلا بعد عودتها إلى منزلها.

وقالت: "ظللت أفكر، ’كيف يمكنني إقناع الناس بأنني لا أدعم حماس، بعد أن كنت جزءا من هذه الصفقة؟".
التعليقات (0)